في ذكرى ارتقائه .. مظفر النواب يرثي ناجي العلي
- Alsekeh Editor
- 14 أبريل، 2023
- المحطة الثقافية
- 0 Comments
السكة – المحطة الثقافية
قصيدة ناجي
لم يأتِ**#
مقدمة:
الآنَ صارَ بإمكانِ الموت أَن يَرسُمَ وأَن يُلَوِّن الحياة.
القصيدة الأُولى أَرجو أَن يُنصَتَ لِكَمِّ الصمتِ فيها ، لِكَمِّ الوَحشَةِ فيها.
موحِشٌ عالَمُ اليوم
تَبحثُ فيهِ العصافيرُ
عن فُسحةٍ في الفضاءِ
وسائطُ نقلِ المدينةِ
قد أَتلَفَت روحَها
شَدوها صارَ مثلَ
الضجيجِ العُمومِيّ
صارَت تموتُ مُبَكِّرةً
عابِرَ الفَجرِ
إن سَقَطَت قَطرةٌ
في الصباحاتِ جِداً
على وجهِكَ السَّمح
مِن دونِ غَيمٍ
فذاكَ بكاءٌ بِلا أَحَدٍ
أَو بكاءُ الجميعِ وحزنٍ بعيد
موحَشٌ عالمُ اليوم
ذَبحُ الخَليقةِ لا شيئَ يُنتِجُ
إلّا دُخاناً حَزيناً وعِشقاً
كحَرقِ النُفاياتِ في فرحِ الفجرِ
أَو طلقةً ليسَ نَعرِفُ
مِن أَينَ تأتي
وإن قد عَرِفنا
فلا نستطيعُ سوى صَمتِنا
ويجيئُ رجالٌ
يقيسونَ بالمِلّمِتراتِ
حَجمَ الجريمةِ
ثم تظلُّ القياساتُ
حتى القيامةِ عاطلةً
فإذا سقَطت طلقةٌ
في الصباحاتِ جِداً
بجانبِ حُزنِكَ يا عابرَ الفجرِ
أَو قطرةٌ مِن دونِ غَيمٍ
فذاكَ بكاءٌ على أَحَدٍ
ليسَ مِن أَحَدٍ
والرصاصةُ أَطلَقَها أَحَدٌ
ليسَ مِن أَحَدٍ
وصِراعٌ بعيد
موحَشٌ عالمُ اليومِ
أَرقُدُ في غرفتي
والشوارعُ تمشي على جسدي
يَعبِرُ الناسُ رأسي
بدونِ اكتراثٍ
وفي آخرِ الليلِ
تبقى النفاياتُ
لا شيئَ غيرَ النفاياتِ
أَو بعضُ موتى سُكارى
بلا ذكرياتٍ
يضيعونَ في الظلِّ
في ذكرياتي القديمةِ
سيدةٌ جِسمُها
مُنتَهى الغُصن
مَبخرَةٌ يُحرَقُ الكونُ فيها
وتَقطرُ رِجساً عَفيفاً
فإن سقَطَت قَطرةٌ
في كتابات عُمرِكَ
يا عابرَ الفجرِ
مِن دونِ غيمةِ شيءٍ
ونَزَّت دموعُكَ
مِن دونِ حُزنٍ
ولا ذكرياتٍ
ولا أَيِّ شيءٍ
أَرِح رُكبَتَيكَ
واطبِق كتابَ حياتِكَ
ما عادَ شيئٌ
ولا أَيُّ حَظٍّ بعيد
موحَشٌ عالمُ اليوم
لا شيئَ
في طُرُقاتِ
الصباحِ الحزينةِ
ما زِلتُ في كُوَّتي
نِصفَ مَيتٍ
أُفَتِّشُ عن عابرِ الفجرِ
لا شيءَ في الدربِ
غيرَ الزّحامِ الكئيبِ
المَليءِ فراغاً
تأَخرَ هذا الصديقُ
الذي أَعرِفُ عنهُ
الكثيرَ مِن الجَهلِ
أَعرِفُ عنهُ
الكثيرَ مِن العِشقِ
لم يأتِ هذا الصباحَ
ولا بَعدَ هذا الصباحِ
ولا أَيِّ صُبحٍ
فإن سقَطَت زهرةٌ
في فراغِ الطريق
ولم يأتِ قَطُّ
ولم يرتَعِش أَحَدٌ
فَليُغَطِّ الغروبُ المدينةَ
لم يَبقَ مِن أَحَدٍ
غيرُ صوتِ الوجودِ البعيد.