تناقضات ..قصيدة لـ محمد خضير
- Alsekeh Editor
- 17 أبريل، 2023
- المحطة الثقافية
- 0 Comments
السكة – المحطة الثقافية …
شِعْرٌ بِلا شَفَتينِ أنجَزَ ما وعَدْ
وحَديثُنا قمْحُ الرَّحَىٰ، هزْلٌ وجَدْ
وكأنّنا خيْلٌ مَراكِبُها الثّرَىٰ
وكأنّنا في المٰاءِ بحْرٌ مِنْ زبَدْ
مُتناقِضونَ.. كأيِّ وَهْمٍ يَشْتهيْ
أنْ تُنجِبَ النّيرانُ حبَّاتِ البرَدْ
أنْ يقْرأَ المعْدومُ ما كتَبَ الصَّدَىٰ
فوقَ ارتعاشاتِ الشّقاءِ بغيرِ يَدْ
أنْ يفهمَ المنفيُّ حُزنَ حَمامةٍ
هَزمَتْ خِيامَ الرّيحِ فانتصَرَ الوتَدْ
مُتناقِضونَ.. كأيِّ نقْصٍ طارئٍ
في الإصْبعِ الوُسْطىٰ يفتّشُ عن عدَدْ
مُتناقِضونَ.. كعاشقيْنِ تَهامَسٰا
خلْفَ الكلامِ سُدَىٰ، ولمْ يأتِ الولَدْ
مُتناقِضونَ.. كأيِّ حرْبٍ خاضَها
مَنْ ماتَ في الطُرقاتِ كيْ يَحْيا البلَدْ
مِنْ حَظّنا، لا سِجْنَ يَسْكُنُ بينَنا
لا واشيًا يمحوْ الظلامَ، ولا رَصَدْ
فإلامَ هٰذا الخَوْفُ يرْجِفُ حوْلنا
والصّمتُ وجْهٌ في مراياهُ ارتعَدْ
هٰذي الحَياةُ جوابُها في مَوتِنا
والمَوْتُ ما حمَلَ السُّؤالُ إلىٰ الأمَدْ
أيامُنا، يومٰانِ، واختَلفٰا بنا
أمْسٌ بلا كفّينِ يَحمِلُنا لِغَدْ
مُتناقِضونَ.. لأنّنا جَمْعٌ أتىٰ
كغُثاءِ سَيْلٍ وهوَ يستَجْديْ المدَدْ
فَهربْتُ تتبعُني الحَياةُ، وكلّمٰا
آنسْتُ حُبًّا في مَناكِبها ابتعَدْ
قلبيْ بلادُ النّاسِ، في حُجُراتهِ
وطنٌ، وأنثىٰ لا تموتُ، ولا أحَدْ
أوْلَمْتُ ماءَ قصائِديْ لغَريرَةٍ
وشربتُ نخبًا مِنْ مآثِرهِ الحسَدْ
ولمحْتُ في الفِنْجانِ دمْعةَ شٰاعرٍ
فَأقمْتُ فوقَ غَديرِ عَيني ألْفَ سَدْ
لكِن بكيْتُ غَداةَ غادَرني الصِّبا
وضَحِكْتُ لمّا خٰانَ صاحِبَهُ الجسَدْ