الفنانة نسرين هجاج سفيرة التغريبة الفلسطينية الى النجوم
- Alsekeh Editor
- 26 أبريل، 2023
- محطة عرب تكساس
- 0 Comments
السكة -كتب المحرر الفني – بعيدا عن وجع الاغتراب. بعيدا عن صرخات القلوب التي لم يعد بامكانها ان تعزف وجع اللجوء ووجع الغربة ونبضات الحزن النازفة من عكا حتى جنوب جنوب القلب ، هناك حيث مخيمات اللجوء الفلسطيني التي احتضنتها ارض لبنان ، في مخيم الرشيدية، حطت عائلة والد الفنانة الفلسطينية الجنسية الكويتية المولد اللبنانية الطفولة والشباب الفنانة الفلسطينية القلب والروح والثورة نسرين هجاج.
فلسطينية تكاد تلمح مرج ابن عامر في صوتها ، وتسمع موج البحر من عكا كلما قالت الآه والموال في اطلالتها تكاد ترى فلسطين كل فلسطين .
نسرين الفلسطينية التي تحضر بصوتها ترانيم كنيسة القيامه وبكلماتها تسمع تكبيرات النصر المرتفعة من مآذن المساجد من يافا وحتى القدس كل القدس .
عن البدايات تقول نسرين : نحن الفلسطينين نتوارث طابو الفلكور من حكايا الجدات وتهليل الامهات ، فلسطين وطن يسكننا اينما ولينا وجهنا ، رحلة اللجوء التي عاشها والداي من عكا الى لبنان ومنها الى الكويت هناك تحديدا كنت طفلة فلسطينية اولد في الخليج العربي لام فلسطينية ارضعتنا حليبا مختلفا عن اطفال الاخرين ، حليب الايمان بحقنا بالعودة لوطن فقدناه من تآمر الاخرين ، لكننا لم نكفر يوما بعروبتنا ، هنا في لجوء اهلي من المخيم الى غربة اخرى كنت نسرين التي حملت حقيبة المدرسة لاخطو اولى خطواتي نحو موسيقى الوطن ، في المدرسة الابتدائية اكتشفت معلمتي القادمة من بلاد الغرب بانني امتلك موهبة موسيقيه ، فكان ان ابلغت والدي بضرورة تنمية هذه الموهبة ، فاصبحت مطربة المدرسة .
تتابع نسرين سرد تغريبة الفلسطيني المهاجر من غربة لغربة ومن منفى لاخر في اواخر القرن المنصرم اجتاحت القوات العراقية ارض الكويت فكانت هجرتي الخاصة الاولى .
طفلة حملت ذكريات طفولتها للوطن الذي اعشق حيث حطت رحالنا الى ارض جنوب لبنان حيث المخيم الذي عاش فيه والداي قبل هجرتهم لارض الكويت .
وكان ان استقرت في مدينة صيدا حيث البحر الذي يذكرها باغنيات الصيادين على اسوار عكا ، وعلى بعد قبلة من الوطن الام وخطوة من وجع اللجوء
هنا في لبنان ابتدأت دراسة الفن بالتوازي مع المدرسة النظامية وكانت اولى خطواتي الفنيه بان شاركت في برنامج ستوديو الفن واستطعت ان اجتاز المراحل الاولى الى ان وصلت للدور الربع النهائي كان ذلك في العام 1996 .
ولايمان والدي بموهبتي فقد شاركت مجددا في برنامج “FIDOF “ كان من تقديم الفنان اللبناني الكبير سامي كلارك تلفزيون لبنان الرسمي وهذا البرنامج كان اولى خطواتي للانطلاق كمطربة حيث حصلت فيه على الميدالية الذهبية .
وعلى ضوء فوزي بالميدالية الذهبيه فقد رشحني الفنان سامي كلارك لكي أمثل وطني فلسطين بمهرجان الموسيقى العربية في القاهرة ، وهنا كانت اولى صدماتي فلم اتمكن من السفر لكوني احمل وثيقة سفر فلسطينية ، وكأن انتمائي لهذا الوطن العظيم كان سببا في عدم مشاركتي . وفي تلك الفترة كان من الصعوبة بمكان لحامل الوثيقه ان يغادر لاي مكان .
وهنا تحديدا شعرت بانني املك سلاحا اهم من كل الاسلحة انه فني الذي اقسمت ان لا يكون الا لقبلة القلب والروح لسيدة الارض فلسطين.
تابعت نسرين حديثها : قررت ان اتسلح الى جانب موهبتي بسلاح العلم الموسيقي فالتحقت بالمعهد الوطني للموسيقى في بيروت وكنت في السادسة عشر من عمري وبقيت في المعهد لمدة خمسة اعوام .
وتستطرد نسرين بعد فوزي في برنامج الاعلامي سامي كلارك انهالت علي العروض الفنيه للمشاركة في اعمال فنيه من كبريات شركات الانتاج الفنيه ولكن الشروط التي وضعت لم تكن تناسب طموحاتي الوطنية لانني اشعر بحجم المهمة الملقاة على كاهل كل لاجيء فلسطيني فكان ان التزمت مع فرقة حنين الفنية الفلسطينية وبهذه الخطوة صقلت روحي بموسيقى المقاومة موسيقى الالتزام بالكلمة والموسيقى وبقيت المطربة الرئيسية للفرقة لمدة ثلاث اعوام شاركت بحفلات على مسرح اليونسكو ومسرح رشيد كرامي .
وتتواصل رحلتنا كفلسطينيين وتغريبتنا التي لازلنا نحياها فكان ان توجهت عائلتنا الى ارض الولايات المتحدة الامريكية وحطت غربتنا هذه المره في ولاية لويزيانا وهنا انقطعت عن اي نشاط فني ، والتحقت بجامعة فانغوفر .
وفي العام ٢٠١١ اتصل بي منظمو مهرجان فلسطين في مدينة هيوستن حيث شاركت ثلاث مرات متتالية ، وبعد هذه العودة انهالت علي العروض للمشاركة في المهرجانات الوطنية على ارض الولايات المتحدة واستطعت ان احفر بصخر الغربة الباردة اسمي مقرونا باسم الحبيبة فلسطين .
وتتابع نسرين بأسى والم ، ما اصعب ان تكون فنانا ملتزما في زمن التهافت في زمن الهزائم على كل الصعد في زمن باتت الكلمة التافهه سيدة المشهد الفني وبات التعري هو الطريق الاقصر للنجومية ، ما اصعب ان تقبض على جمر المبادئ في ارض الخيانات والنفاق .
وعن اهم المحطات في حياتها الفنية تقول نسرين : كل مرة اقف فيها على المسرح اشعر بانني احلق مثل طائر يحلق يحلق الى ان يحط على غصن زيتونة في يافا وعكا وكل مدينة فلسطينية، هذه المحطة التي تجعلني فخورة بانني لم ابع موهبتي في سوق النخاسة الفني سابقى فخورة بانني شاركت العظيم زكي ناصيف يوما ، وكانت المحطة التي افتخر بها ذات يوم حين شاركت ملاك الفن الفلسطيني القادم حاملا رائحة الياسمين واغصان الزيتون وصوت الارض التي نعشق الفنانه العظيمه دلال ابو امنه وقفت معها على مسرح مدينة هيوستن ، وبعد الحفله طوقت ابو امنه عنقي بوصية لاهل تكساس حين قالت عندكم فنانة بتاخد العقل اسمها نسرين ديروا بالكم عليها .
وعن مشاريع الفنانه نسرين فقد علم موقع السكة بان ثلاث اغنيات وجدانية تسجلها نسرين بالاضافة لثلاث اغنيات وطنيه بالتعاون مع الشاعر الفلسطيني الكبير عدنان الغول ، ومن انتاجه وتلحينه وقد حضر خصيصًا لانتاج هذه الاغنيات بصوت الملتزمة نسرين .
وحاليا تستعد نسرين للمشاركة للمرة الثالثة مع الاوركسترا العربية في ولاية كاليفورنيا ، والجدير بالذكر ان الاوركسترا العربية تعمل على احتضان المواهب الفنية في الولايات المتحدة الاميركية .
الفنانه نسرين هجاج كويتية المولد لبنانية الشباب امريكية الجنسية لكنها تصر انها فلسطينية قلبها وصوتها وفنها نذرته لهذا الوطن الذي اختصر حكايات الكون .
تقول نسرين تعريفا بنفسها ابتدأت من حيث بدأت الحكاية، حكاية فلسطين. لم اكن يوما لأساوم على قضيتي، و لا على معاناة شعبي.
غنيت الوطن لا لأي شيء سوى أن اربح تعاطف العالم مع قضيتنا. كيف ادير ظهري و انا التي كنت شاهدة على معاناة شعبي في مخيمات الشتات و اسمع من والدي حكايات الشقاء في بيوت الصفيح؟
كبرت و ابتدأت مسيرتي و حملت في قلبي معاناة شعبي و غنيت وطني تراثا و اهازيجا و مواويلا.
لم اكن لأطل عليكم يوما بإبتذال او إسفاف و انا التي احمل قضيتي في وجداني. حتى عندما غنيت للحبيب، كانت هي معشوقتي. لم اكن يوما لاقف على الحياد و انا الشاهدة على معاناة شعبي اليومية و لم اكن يوما متفرجة صامتة و شعبي يكابد ما لم يكابده شعب على وجه هذه الارض و يقاوم الظلم بكل عزة نفس و بسالة. قطعت عهدا أكون فنانة لهذا الوطن و لكل الاوطان التي احبها كوطني الأم.
فعندما اغني الشاعر محمود درويش او احمد فؤاد نجم او فيروز أو الشيخ امام فكأنني غنيت الحب كله مجموعا بجميع اطيافه. سيظل صوتي في خدمة القضايا الإنسانية و تراثنا شعلة أحملها لأسلمها للأجيال القادمة. هذا التراث هو الهوية التي لا و لن تسقط. حافظوا على هويتكم. هويتكم فخركم.