مصر ترد رسميا على فيلم “نتفليكس” وتحسم الجدل حول ملامح كليوباترا الحقيقية

السكة – محطة المنوعات – وكالات

تمثال للملكة كليوباترا - سبوتنيك عربي, 1920, 28.04.2023
خرجت وزارة السياحة والآثار المصرية، لترد على الفيلم الوثائقي الجديد من إنتاج شبكة “نتفليكس” ‏الأمريكية، والذي أثار عاصفة من الجدل على مواقع الإنترنت وخبراء الآثار، بسبب تصويره للملكة ‏الفرعونية كليوباترا بأنها سمراء البشرة.‏
وشدد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، مصطفى وزيري، في بيان رسمي، أمس الخميس، أن “ظهور البطلة بهذه الهيئة (الأفريقية) يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة، لاسيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عمل درامي”.
وتابع، مؤكدا أنه لهذا السبب “يتعيّن على القائمين على صناعة الفيلم ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية، بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب”.
وواصل وزيري أنه “كان يجب الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والأنثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية، التي ستظل شاهدة على حضارات وتاريخ الأمم”.
تمثال منسوب للملكة كليوباترا - سبوتنيك عربي, 1920, 14.04.2023

غضب مصري من مسلسل وثائقي جديد عن الملكة الفرعونية كليوباترا… “مصر لم تكن أبدا سوداء”

وبيّن أن “هناك العديد من الآثار الخاصة بالملكة كليوباترا من تماثيل، وتصوير على العملات المعدنية، التي تؤكد الشكل والملامح الحقيقية لها”.
وأوضح أن جميعها “تظهر الملامح الهلينستية (اليونانية) للملكة كليوباترا، من حيث البشرة فاتحة اللون والأنف المسحوب والشفاه الرقيقة”.
وأكد مصطفى وزيري كذلك، على أن

حالة الرفض التي شهدها الفيلم قبل عرضه تأتي من منطلق الدفاع عن تاريخ الملكة كليوباترا السابعة، الذي هو جزء مهم وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيدا عن أي عنصرية عرقية.

من ناحيتها، قالت مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار في المجلس الأعلى للآثار سابقا، سامية الميرغني، في بيان وزارة السياحة والآثار المصرية، أن “دراسات الانثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحمض النووي التي أُجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة، أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء سواء في شكل الجمجمة وعرض الوجنات والأنف واتساعه وتقدم الفك العلوي، ولا في الشكل الظاهري للشعر ونسب أعضاء الجسد وطول القامة وتوزيع وكثافة شعر الجسد. وأن ما نراه من تنوع كبير بين ملامح المصريين يرجع لقدم إعمار هذه الأرض واستقرار سكانها وإذابتهم لكل غريب داخل بوتقتهم”.
وتابعت الميرغني أن “جميع النقوش والتماثيل التى خلفها لنا قدماء المصريين على المعابد والمقابر صورت المصريين بملامح أقرب ما يكون للمصريين المعاصرين من حيث لون العين والشعر والبشرة ودرجة نعومة وكثافة الشعر لدي الرجال والنساء، وحتي لون الجلد ووجود نسبة من العيون الملونة وهي مصورة في بعض تماثيل الدولة القديمة، وحتي حين تغيرت بعض تقنيات التحنيط في الأسرة 21 وبدأوا في طلاء جلد المومياء ليبدو كما في حياتها الأولي، قاموا بطلاء جلد الرجل باللون الطوبي وطلاء جلد المرأة باللون الأصفر الفاتح، الأمر الذي يؤكد أن ما تم رسمه وتأكيده علي الجدران هو حقيقة سجلها المصري القديم عن نفسه”.
وأوضح رئيس قسم الآثار المصرية في كلية الآثار في جامعة القاهرة، ناصر مكاوي، أن “ظهور الملكة كليوباترا في فيلم “نتفليكس” بهذه الهيئة يتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس، والذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد الملكة كليوباترا، والذين أكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية خالصة”.
ولفت أن “الملكة “كليوباترا السابعة” تنحدر من أسرة مقدونية عريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، أسسها الملك “بطليموس الأول” وهو أحد القادة المقدونيين في جيش “الاسكندر الأكبر” والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة “الاسكندر”وأسس الأسرة البطلمية، وتزوج بطليموس الأول من الملكة “برنيكي الأولى” ذات الأصول المقدونية أيضا، وأنجبا الملك “بطليموس الثاني” إذ استمر من بعده أبناؤه وأحفاده الملوك فى التزاوج من أخواتهم الإناث طبقا لعادات هذا العصر، وصولا للملكة “كليوباترا السابعة” وأخيها “بطليموس 14″ محافظين على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية”.
ونقل بيان وزارة السياحة والآثار المصرية، عن رئيس بعثة الدومينيكان والعاملة في معبد تابوزيريس ماجنا في غرب مدينة الاسكندرية، كاثرينا مارتينيز، توضيحها أنه “على الرغم من وجود آراء متضاربة حول عرق الملكة كليوباترا، إلا أنه من المؤكد أنها ولدت في مصر في عام 69 قبل الميلاد من أصل مقدوني”.
وتابعت، مشيرة إلى أنه بالعودة إلى التماثيل والعملات التي خلفتها لنا الملكة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على ملامحها الهيلينستية، وهو ما يظهر جليا في التمثال النصفي المصنوع من الرخام والمحفوظ في متحف برلين من القرن الأول قبل الميلاد، وتظهر فيه وهي ترتدي إكليلا ملكيا وعينان لوزيتان والأنف مسحوب والشفاه رقيقه، بالإضافة إلى تمثال نصفي آخر محفوظ في الفاتيكان يظهرها بملامح ناعمة، ورأس من الرخام تظهر فيها وهي ترتدي غطاء الرأس، فضلا عن عدد من العملات التي تظهرها بنفس الهيئة الهيلنستية.
يذكر أنه في وقت سابق، وقّع أكثر من 60 ألف شخص على عريضة تنتقد مسلسلا وثائقيا جديدا عن الملكة المصرية الفرعونية، كليوباترا، وذلك لتصويره لها بأنها سمراء البشرة.
وجاء المسلسل من بطولة الممثلة من أصل أفريقي – أمريكي، جادا بينكت سميث، زوجة الممثل الحائز على جائزة أوسكار، ويل سميث، ويتناول مسيرة آخر فرعون حكمت مصر حتى ضمها الرومان عام 30 قبل الميلاد، وطرحت منصة “نيتفلكس”، الإعلان الترويجي للمسلسل، استعدادا لعرضه في 10 مايو/ أيار المقبل.
وتؤكد العريضة، التي صاغها “الشعب المصري من أجل الشعب المصري”، والمنشورة على موقع “Change.org”، أن المسلسل يحاول “إضفاء المزاعم على تاريخ مصر وسرقة المصريين الفعليين منه”، كما يتهمه بـ”المركزية الأفريقية”.

اترك تعليقا

NEW