عمّ الإضراب الشامل مدن ومحافظات فلسطين المحتلة في الداخل والضفة الغربية وغزة، اليوم الثلاثاء، حدادا على استشهاد الأسير خضر عدنان، نتيجة إضرابه عن الطعام مدة 87 يوما رفضا لاعتقاله. وأعلنت القوى الوطنية الإضراب بكافة مناحي الحياة، في قطاع غزة، والضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس، استنكارا لـ “جريمة اغتيال الأسير خضر عدنان، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة”.
استشهد فجر الثلاثاء، الأسير الشيخ خضر عدنان أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي بعد أن دخل في إضراب مفتوح عن الطعام لليوم ال 86 على التوالي.
والاسم الكامل للشهيد، هو خضر عدنان محمد موسى، من مواليد الرابع والعشرين من مارس/ آذار 1978، وهو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وكان اعتقل عدة مرات في السجون الإسرائيلية، قضى فيها عدة سنوات.
في عام 2005 خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لمدة 12 يومًا، نتيجة وضعه في عزل سجن “كفار يونا”، ولم يوقف إضرابه إلا بعد أن رضخت إدارة السجن لمطلبه المتمثل بنقله إلى أقسام الأسرى العادية.
وفي عام 2012، خاض إضرابًا استمر 66 يومًا، وبعد جلسات قضائية، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه في أبريل/ نيسان من ذاك العام، بعد تدهور حالته الصحية.
وفي عام 2015، شكل إضراب خضر عدنان عن الطعام لمدة 56 يومًا، بدأه في 8 مايو/ أيار 2015، ضغطًا على السلطات الإسرائيلية للإفراج عنه والتعهد بعدم اعتقاله إداريًا، وتم لاحقًا الإفراج عنه، إلا أنه تم معاودة اعتقاله، وخاض إضرابًا في عام 2018 لمدة 59 يومًا، قبل أن ينتزع حريته، وفي عام 2021 خاض إضرابًا مماثلاً ل 25 يومًا.
وخلال فترات اعتقاله، تعرض خضر عدنان لتحقيقات قاسية في عدة مراكز تحقيق إسرائيلية من أبرزها الجلمة، وكان يتم عزله باستمرار، ويتعرض للتعذيب.
وخلال فترات إضرابه عن الطعام كان كثيرًا ما يتلقى التهديدات بالقتل تارةً وبإجباره على التغذية القسرية تارةً أخرى، وكان ذلك حتى في آخر أيام إضرابه الأخير قبل أن يرحل شهيدًا.
زوجة الشهيد خضر عدنان للمتخاذلين: خزنوا أسلحتكم حتى تصدأ
قالت زوجة الشهيد الأسير خضر عدنان، اليوم الثلاثاء، “من لم يُرفع لنصرة زوجي لا نريد منه أن يكون ثأراً له، فهنيئاً لكم، عيشوا وأصعدوا في بيتوكم وبين أطفالكم، خزنوا أسلحتكم حتى تصدأ”.
وأضافت خلال مؤتمر صحفي لها، أمام منزلها في عرابة جنوب جنين، “كان دائماً زوجي يقول في كل إضراباته السابقة لن تسقط ولن تراق قطرة دم، واليوم نقول بارتقائه لا نريد أن تراق قطرة دم ولن نريد من يرد على استشهاده ويضرب غزة بعدها، فمن كان يستطيع ولم يرفع الظلم الذي كان يعاني منه لا نريد منه اليوم”.
وتابعت: “لن ننتظر من أحد أن يرد للشيخ، فخلفه 9 من الأبناء”.
وأشارت زوجة الشهيد عدنان، أن زوجها قال لهم في آخر مقابلة بقاعة المحكمة الأحد الماضي “أنا استشهد، أنا أموت ولا أحد يصدق”.
وقالت: “زوجي نال تمنى بأمعائه الخاويةـ ليحاسب كل من قصر وتخاذل تجاهه، وأهني نفسي بشهادته، وإن كنت أتمنى أن يكون بيننا اليوم محمولاً على الأكتاف منتصراً لكن قدر الله”.
ووجهت زوجة الشهيد عدنان رسالتها للاحتلال الإسرائيلي، قائلةً: “احفظوا وجوه أبنائي جيداً، فو الله ما ربيناهم إلا على العزة والكرامة، وسترى من أبنائي ما لم يراه من خضر”.
وطالبت العمل بوصية زوجها، قائلةً: “ألا يلمس جسده ولا يشرح جسده ونحن نعلم من قتله”.
من جهتها، قالت هيئة الأسرى وشؤون المحررين، “إن سلطات الاحتلال نقلت جثمان الأسير الشهيد عدنان إلى معهد الطب العدلي في “أبو كبير”.
وفي سياق متصل اعتبر حزب الله في لبنان، استشهاد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية الشيخ خضر عدنان اليوم بانه يكشف مجدداً حجم المأساة الكبيرة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون العدو الإسرائيلي.
تقدم حزب الله من “الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة وخصوصًا الأخوة في “حركة الجهاد الإسلامي” وهيئات ونوادي وجمعيات شؤون الأسرى، بأحر التعازي والتبريكات باستشهاد البطل المقاوم الأسير الشيخ خضر عدنان الذي قضى صباح اليوم في سجون الاحتلال الاسرائيلي بعد مسيرة طويلة حافلة بالصمود والمقاومة والتصدي لممارسات العدو التعسفية طيلة أكثر من ثماني سنوات قضاها في الاعتقال والتعذيب”.
وفي بيان له، أكد حزب الله أن “استشهاد الشيخ عدنان اليوم يكشف مجددًا حجم المأساة الكبيرة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون العدو الإسرائيلي وتعرضهم لأشد أنواع التنكيل والإرهاب”.
وطالب حزب الله “المؤسسات الدولية والانسانية بالعمل الجاد لكشف جرائم الاحتلال في السجون الصهيونية”، مُعربًا عن “مواساته لأسرة الشهيد وتأييده لكل الخطوات التي تقوم بها حركات المقاومة في فلسطين ردًا على جرائم الإحتلال ولتحرير جميع الأسرى والمعتقلين من سجونه”.