الموت اختراع خطير للنكاية بالاخرين .. نصوص لـ منى العقدة

السكة – المحطة الثقافية – مختارات مما كتبت منى العقدة

____________________________

إننا نكبر فقط حين نغضب…

قبل أن تلعن عوامل الزمن والتعرية يجب أن تلعن تأثرك بالأشياء

ذلك الذي يجعلك تحصل على جبين مقطب

تجاعيد تحت العينين…

كل انفعال يحدث لك

يمكنه أن يزحف على وجهك بهيئة انكماش

ودون أن تدري تصبح شخصاً آخر غير هذا الذي كنته بالأمس…

لطالما كنت أرى الطفولة امتياز نفقده فقط حين ننفعل !!

لننال الكبر گ عقاب أبدى

جزاء انفعالنا بأحداث

عالم أحمق گ هذا !!

………………………..

_ماذا تريد أن تصبح ؟!
وأجاب بسرعة البرق
_ضابط !!
لا يوجد طفل على هذه الكرة الأرضية تمنى أن يكون اللص !!

………………………………………………

الموت اختراع خطير للنكاية بالاخرين
يجعلك
لا مرئي
لا متهم
لا مكروه ولا محبوب
يجعلك لا شئ ….
أنت ضد إمكانية سجنك بتهمة التعبير عن رأيك
وضد احتمالية تكريمك جزاء مجهوداتك الكثيرة
ضد حقد الآخرين لك
وضد امتنانهم أيضاً !!
أكاد أتخيل الموتى يخرجون ألسنتهم للأحياء لأنهم أحرار
أنت حر
حر تماماً
وأنت ميت !

…………………………………………….

ياله من شئ كفيل أن يُشعر أطفالك بالرعب
أن تخبرهم أنك أب من لحم ودم !!

………………………….

إنك لن تجني بانفصالك طفلا سويا
كما لا يمكنك أيضاً، بالاستمرار في حياة محكوم عليها بالفشل، الحصول على طفل سعيد !!
ربما الحل الوحيد هو أن تنجو بنفسك
فمن الغباء أن تفشل أيضاً في أن تقدم للعالم طفلا لأبوين سعيدين !!

……………………………………

لا يمكنك القول أنك في عطلة لمجرد أنك لا تذهب إلى العمل !!
الأمر الذي يحتم عليك أن تجلس بمنزل يخلو من الآخرين كي تصل إلى رفاهية العطلة
ففي نظري..
أي مكان يوجد به أشخاص تراهم بشكل يومي
حتماً هو العمل !!

………………………………………………

القديم ليس بالضرورة ذهب…
فقط حنيننا الدائم إليه هو ما يصنع منه شيئا ثمينا ، رائعا، مرغوبا !!
كل الأغاني القديمة التي لم يلتفت إليها أحد هي الآن تندرج تحت بند الطرب الأصيل
كل الأفلام التي لم يتحقق لها رواجاً في عصرها حققت الرواج الآن
ولكن بعد أن مات ممثلوها ومخرجوها !!

كل العملات التي عفا عليها الزمن أصبحنا نعلقها گ تميمة للتبارك بأيامها التي نطلق عليها الآن أيام الخير والبركة

بينما كانت تلك الأيام مصدر التأفف والنفور للأحياء فيها !!
إننا نحيا فقط لنقبل أقدام الماضي كي يعود فقط لأننا لا نملك الزر الذي يؤهلنا للمرور نحو المستقبل فنتجاوز هذا القبح المثير للغثيان في الحاضر
ثم يخرج الماضي ألسنته لنا قائلاً :
( لن أعود )!!
تاركاً لنا بشاعة الحاضر والتوق الى المستقبل !!
انني ‏أكاد الآن أن أتخيل ذلك اليوم الذي سيتنهد فيه أطفال هذا العصر بعد أن تمر السنوات ليكونوا قد كبروا
فيطلقوا على هذا القبح الذي نحياه (الزمن الجميل) !!

…………………………………………..

شئ من العبث
أن يعرف الجميع موعد مجيئك في عالم
لا تعرف متى ستغادره !!

 

اترك تعليقا

NEW