تعليق طهران على الوساطة العراقية بين إيران ومصر

السكة – المحطة العربية – وكالات

علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على وساطة العراق في عودة العلاقات بين مصر وإيران.

وقال كنعاني إن العلاقات الإيرانية المصرية تنشط حاليا على مستوى مكاتب حماية المصالح ورئيسا المكتبين متواجدان في إيران ومصر وليس لدينا قيود أو معوقات في هذا الصدد.

وتابع: “طهران أعلنت أنه ليس لديها أي قيود على تطوير العلاقات مع دول المنطقة ويمكننا تسهيل إرادة القاهرة في هذا الاتجاه”.

وكان تقرير إعلامي قد نقل عن مصادر عراقية رفيعة المستوى، تأكيدها عقد لقاء مصري-إيراني الشهر الفائت في بغداد، بمسعى من الحكومة العراقية بما يشبه الدور الذي لعبته بغداد بين السعودية وإيران.

وتهدف الجهود العراقية، إلى تكرار الوساطة بين السعودية وإيران التي نجمت عنها 6 جولات من الحوار التمهيدي بين الجانبين، وقال أحد المصادر في مستشارية الأمن القومي العراقي إن “الهدف من الوساطة هو إعادة العلاقات طبيعية بين الجانبين، خاصة مع تطورات المصالحة الإيرانية السعودية والأجواء الإيجابية.

وفي التفاصيل بشأن الوساطة العراقية بين القاهرة وطهران

كشفت مصادر عراقية رفيعة المستوى، لـوسائل اعلام عراقية، عن عقد ممثلين عن الجانبين المصري والإيراني لقاءً في بغداد، الشهر الماضي، بوساطة عراقية، تبنتها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تهدف إلى تكرار الوساطة العراقية بين السعودية وإيران التي نجمت عنها 6 جولات من الحوار التمهيدي بين الجانبين.

وقدّم مسؤولان عراقيان في بغداد، أحدهما في وزارة الخارجية والآخر في مستشارية الأمن القومي، معلومات متطابقة، لـوسائل إعلام، بشأن عقد ممثلين عن الجانبين المصري والإيراني لقاء في بغداد برعاية عراقية.

وأوضحا أن الجانبين حرصا على عدم الإعلان عنها بشكل رسمي، في حين كانت مصادر دبلوماسية مصرية قد قالت لـ”العربي الجديد” إن اتصالات جرت خلال الأسبوع الأخير من مارس/ آذار الماضي، بين مسؤولين أمنيين من مصر وإيران، تناولت إمكانية التطوير التدريجي للعلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

ووفقاً للمعلومات التي قدمها المسؤولان العراقيان، فإن اللقاء تم على مستوى تمثيل منخفض من الطرفين منتصف الشهر الماضي، بترتيب وحضور من قبل الجانب العراقي، ممثلاً بالمكتب الخاص للسوداني، ووزير الخارجية فؤاد حسين، ومستشارية الأمن القومي، وسط ترقب لقاء آخر مماثل بين الطرفين تقوم بغداد بالتهيئة له.

تجاوب إيراني ومصري للوساطة العراقية

وأشار المسؤول الدبلوماسي العراقي في الخارجية، لوسائل اعلام عربية، إلى وجود “تجاوب من الطرفين، الإيراني والمصري، في الوساطة العراقية، التي تهدف إلى تحريك الجمود في العلاقات، لكن من المبكر الحديث عن وجود تقدم في الوساطة”، مؤكداً أن بلاده تعمل على “ترتيب لقاء آخر في الفترة المقبلة”.

“مسار بطيء” لاستعادة العلاقات المصرية الإيرانية

وأشار المسؤول الأمني في مستشارية الأمن القومي العراقي إلى أن “الهدف هو إعادة العلاقات طبيعية بين الجانبين، خاصة مع تطورات المصالحة السعودية الإيرانية، والأجواء إيجابية”.

وحول طبيعة الممثلين عن الجانب المصري والإيراني، قال إنهم “أمنيون ودبلوماسيون”، مؤكداً أن اللقاء الأول لم يبحث تفاصيل كثيرة واللقاء الثاني المعول عليه أن يكون أكثر أهمية وعمقاً.

كسر التردد لدى مصر وإيران

هذه المعلومات أكدها، في تصريحات صحفية، مقرر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز. وقال إن “العراق بدأ فعلياً بوساطة لتقريب وجهات النظر، وكسر التردد لدى مصر وإيران في التوصل إلى علاقة طيبة”.

وبين أن “هناك تقدماً بهذه الوساطة، كون اللقاء الأول تم بين الطرفين، ودور بغداد في إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران مستمر، وهذا يؤكد على أهمية العراق في المنطقة، وما يلعبه من دور متوازن في العلاقات يجعله وسيطاً مقبولاً من كافة الأطراف الإقليمية والدولية”، وفقاً لقوله.

واعتبر أن حكومة السوداني “تحظى بدعم ومقبولية في المنطقة، وهذا يساهم في نجاح الوساطة الحالية بين الإيرانيين والمصريين”. وتابع الفايز أن “العراق يرى أن تحقيق مصالحة بين الأطراف المختلفة في المنطقة ينعكس بشكل إيجابي على الوضع العراقي، ومن هذا المنطلق تبنى المصالحة السعودية الإيرانية، والآن المصرية الإيرانية”.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، رحب في ديسمبر/ كانون الأول 2022، خلال اجتماع مع السوداني على هامش مؤتمر “بغداد 2” في العاصمة الأردنية، بمقترح لرئيس الحكومة العراقية، لبدء حوار مع مصر بوساطة عراقية لتحسين العلاقات معها.

ماذا ستغير إيران مقابل المصالحة؟

لكن عضو التيار المدني العراقي، أحمد حقي اعتبر، في معرض تعليقه على الوساطة العراقية الجديدة، أنها تبقى بحاجة إلى إجابة عن تساؤلات الشارع العربي عموماً، مثل “ما الذي ستغيره إيران مقابل هذه المصالحة، خاصة في سياستها داخل سورية أو العراق ولبنان واليمن، ودول أخرى، أم أن المصالحة ستكون بلا مقابل”.

وأضاف :أهمية أن تكون هناك قضايا محورية يلمس منها الشارع العربي عموماً والدول التي لإيران نفوذ واضح فيها تغييراً، بعد هذه المصالحات، خاصة وأنها تأتي مع موجة التطبيع مع سورية.

الباحث بالشأن السياسي العراقي أحمد الشريفي قال، في تصريحات صحفية، إن “العراق نقل رسائل عدة بين القاهرة وطهران خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت تهدف إلى تأسيس وساطة تنتهي بمصالحة بين البلدين القطبين داخل المنطقة”.

وأضاف الشريفي أن “فرص نجاح العراق في هذه الوساطة كبيرة، وسيكون قادراً على إنجاح المفاوضات بين مصر وإيران، خصوصاً أن العراق يحظى بالمقبولية لدى القاهرة وطهران، وهذا ما يؤكد نجاح وساطته بين الدولتين”.

وأكد وجود “رغبة إيرانية حقيقية في إعادة العلاقات مع كافة دول المنطقة، التي هي على خلاف معها بسبب بعض القضايا في المنطقة والعالم. وطهران لن تجد أفضل من بغداد لتجري لها وساطات لإعادة تلك العلاقات، وغالبية تحركات العراق للعب دور الوساطة تأتي بطلب ورغبة إيرانية”.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، زار وفد إيراني رفيع المستوى برئاسة مساعد الرئيس الإيراني علي سلاجقة مصر، لحضور قمة المناخ التي عقدت بمدينة شرم الشيخ.

اترك تعليقا

NEW