رماح خاطر تكتب (مركب ينده عالحرية)

السكة – محطة كتاب السكة –  رماح خاطر – في نقد مقام (الحرية) العالي.

كلما كانت الحرية مادية أكثر، كلما كان تحقيقها ضمن الممكن أكثر، وكلما كان تحقيقها ضمن الممكن أكثر، كلما ضاق معنى الحرية في معناها.

علينا أن نعرف أولاً أين تكمن الحرية، ثم بعد ذلك نقرر هل تحقيقها أمر ممكن أو ضرب من ضروب المستحيل.

وعلينا أن نعي أولاً الملموس، ثم على أساسه نقارن المحسوس، والملوس هنا والمعروف هو الحياة، الدنيا، الطبيعة، العيش.
وما تفرضهُ كل واحدة من تلك على الانسان وعلى سلوكه وعلى واقع معيشته.

فإذا افترضنا أن الحرية تكمن في السُكر والعربدة والصَخَب، فهذهِ حرية ممكنة مع معاني الملموس المتعلّقة بالحياة والدنيا، والطبيعة والعيش.

واذا افترضنا أن الحرية تكمن في أن يصير المرء حلمهُ (رسام طبيب راقص ممثل طبّاخ كاتب..الخ)، فهذهِ أيضاً حرية ممكنة مع ما يفرضهُ المحسوس.

ولكن لو افترضنا أن الحرية تكمن بالمعاني (مثلما أنها معنى)، بمعنىً مثل (التخلّي)، أن يكون عند الإنسان مقدرة الترك من دون أن يأسف على ما تركهُ (فاعلاً كان أو مفعول بهِ))، أن يكون قادراً (حراً) على ترك الرفاهية وترك الحبيب وترك المنزل الأول وترك المنصب وترك السيد ..) ليس محكوماً بشيء، حر من كل الشهوات والأسياد على قلبهِ وجسده.
فهذهِ حرية تتعارض مع الملموس المتعلق كما سلَف مع الدنيا والحياة والطبيعة والعيش.

كلما كانت الحرية مادية أكثر، كلما كان تحقيقها ضمن الممكن أكثر، وكلما كان تحقيقها ضمن الممكن أكثر، كلما ضاق معنى الحرية في معناها.

يقول جبران خليل جبران: (أنت حر أمام شمس النهار .. وأنت حر أمام قمر الليل وكواكبه ,, وأنت حر حيث لا شمس ولا قمر ولا كواكب .. بل أنت حر عندما تغمض عينيك عن الكيان بكلّيته. ولكن أنت عبد لمن تحب لأنك تحبه وأنت عبد لمن يحبك لأنه يحبك).

ويقول نيتشة (الحرية هي الرغبة بأن نكون مسؤلين عن أنفسنا).

ويقول غاندي (الحرية هو روح الإنسان وأنفاسه، فكم ثمن هذهِ الأشياء؟)

إن كان عكس الحرية هو العبودية، فإلى أي حد نحن أحرار، والى أي حد نحنُ عبيد؟

*ربما (العبودية) جزء أصيل من تركيبة الإنسان (مثلما هي الحرية كذلك)، فلو فكّر كل واحد منا الآن بشيء ما هو محكوم لا محالة به (بمعنى لا يمكنهُ التخلي عنه، أو الفرارَ منه)، لتذكّر شيء واحد على الأقل.

للحرية لا يوجد تعريف ثابت سوى المقاربات والذهنية التي ستفضّل معنىً على معنى،
الحرية نفسها تمارس عمل معناها،
الحريّة حرّة، الى الحد الذي لا تجد معهُ لها، تعريفاً واحداً مطلقاً أوحد!
ستسألهم: ما هو تعريف الحرّية؟
سيجيبونك ألف جواب،
كُلها صحيح.

والحرية ديكتاتورة، فهي غير قابلة للنقد، ولها عنها مدافعين شُرساء. (كيف يمكن للإنسان أن يصير مدافعاً شرساً عن معنىً متلون مُحتال الى هذهِ الدرجة)؟!

عند الله، لن تجد لفظة الحرية، فلا يمكن لمُطلق المعرفة أن يستخدم لفظة وهمية تنتمي لأصل السراب.

الحرية تدعوك للركوب معها في مركبٍ بعَرَضِ بحرٍ لجي، والشجاعة حرية، فاركب معها. ويا حرية.. هيلا.. هيلا

 

 

اترك تعليقا

NEW