رماح خاطر تكتب ..في رثاء شهيدات الغدر الذكوري لن ننسى
- رماح خاطر
- 15 مايو، 2023
- كتاب السكة, محطة المقالات
- 0 Comments
السكة – محطة كتاب السكة – رماح خاطر
السلام عليكِ يا إسراء غريّب، الاجابات لم تتحصل بعد يا صديقتي والتحقيق انتهى.
ما زالت فلسطين محتلة، لم يحررها قتلك من عدوها الذي يستبيح شرف ذكور أمة المليار ونصف كل يوم.
هل تعرفين؟ بعدَ موتك بقليل، اتهموا الجن بقتلك! تخيلي!
اضحكي اضحكي.
مرحباً يا عزيزتي نهى عميرة ،
لا تسأليني عن ولديكِ، لا أعرف إن كانا حقاً بخير مذ رحلتي هذا العالم،
صديقتك التي حضرت لكِ الشاي ما زالت على قيد الحياة ربما تُحضّر أكواباً أخرى لفتيات أخريات، وأخوها في المطبخ يضع لهنّ المنوم.
آه يا نهى! ماذا نفعل بالمتآمرات علينا من بنات جنسنا ؟؟!
هل نخترع لهنّ لقاحاً؟
وماذا سيفعل اللقاح امام المتلازمات؟!
متلازمة حريم السلطان يا طائري الحر أعيت من تداويها.
حبيبتي ريحانة جباري، هل انتِ مرتاحة في ذاك القبر الذي البسوكِ إياه قبل سنوات؟ ما زال سجن (أوين) الذي رموكِ فيه ظلماً، ما زال قائماً. بالتأكيد فيه بنت تنتظر موتها ظلماً مثلما حصل معك تماماً، تم اعدام الكثيرات بعدك بدم بارد، ولكن فاتهن ان يكتبن خطابهن الأخير مثلك فنسمع نحنُ عنهن.
كيف أنتِ يا ميساء شروف؟ هل اكتشفتِ يا صديقتي كنه الموت وسر الحياة؟ نحن هنا ما زلنا نموت الاف المرات كلما تكوّم اللاعدل وهرَسَنا العجز أمام الدفاع عن كل لفظة عاهرة تُرمى في وجه امرأة.
يا عائشة ابراهيم دهملو، ما زال الصومال على كل فقره وعلّاته يلاحق عورات النساء
وما زال دمهنّ يحرس شرف ذكور القبيلة.
أخواتي وصديقاتي و حبيباتي، لقد تخففتُنّ كثيراً من ثقل الوجود،
نحن العالقات في لعنة الحياة الى هذا الحد،لا نملك الوقت ولا الفُرص لننجو؛ الا بقدر ما نعوضهُ من واقِعاتِ فقدكن .
ماذا أخبرتن الله؟ هل أخبرتموه بأن الحياة لم تتسع لكل الأجوبة؟ وبأنكن جئتُنّ اليه جميعاً من بابٍ واحد؟
بابٌ فتحه الذكور بمفتاحٍ التقفوهُ من عنده؟
هل تعرفن؟ بالأمس تعرضت امرأة للضرب المبرح على يد زوجها لأنها لم تطعهُ بما يكفي وهللت من حولهِ جموع التيستيرون
لا لا لم تمت لا تقلقن، كنتن ستعرفن بالأمر لو انه حصل، ولكنها جثة الان، تمشي على قدمين .
أنتنّ تثقن بمن ظلّت بعدكنّ أليس كذلك؟
لا تبتئسن، نحن نصون كلماتكن الأخيرة.
ما زالت دماؤكنّ حارّةً في عيوننا.
ما زال خبر موتكنّ حزين مثل اول يوم.
ما زلنا كل يوم نصحوا من نومنا لنلعن الشعوب المتخلفة
ونصرخ في وجه الثقافةِ العفنة.
نعم أعرف، ما زلنا بحاجةٍ لتمردٍ أكبر،
و نريد حقوقكن كاملة،
والآن الآن.
مثلكنّ سئمنا تدليل الذكور والاستمرار في تلقينهم دروس الإنسانيةِ حرفاً حرفاً والذي يبدو بأن عقولهم لن تستوعبه.
الذاكرة ملغومة يا عزيزاتي، ملغومة بما يكفي بكنّ وبنا وبغيركنّ من النساء.
قد يكون هذا هو زمن النساء،
سيستمر طيف القتيلةِ يعذب في القاتل،
سترضى القتيلةُ ولن يرضى بعمرهِ القاتل،
سنظل نرزح فوق صدر المجتمع حتى نخنقهُ بالبرقع والشادور والحجاب والنقاب والجلباب و العباءات،
ثم ننشئ بعدها عاصمة النساء – التي بشّر بها يوماً شاعر – بديلا .
ارقدن بسلام
فقد أقسمنا بليالي القهر
وبالموؤدةِ ومن فتحَ لها القبر
أقسمنا بالصبحِ الذي طالَ بلا فجر
وسنواتِ التيهِ والقيظِ والصبر
أقسمنا بأعناقِ أباريق المر
وبروحِ (سوار قبلاوي وديانا أبو حسون ورشا بسيس وايمان ارشيد ونيرة أشرف والطفلة مآب وسميحة الأسدي وسارة المنصوري ونيجار وحنان الشهري وتارة فارس ورفيف الياسري وسعاد العلي وفرح الخضر ونورية الحبوني ونوال الشهراني وسارة الشريف ونوف سالم ومنى المطيري وسارة العبري وسارة البريكي وهداية السلطان وخديجة الظفيري ورسمية محارب ورشا الحسن وسارة القحطاني وزينب علي آدام ومهسا أميني ولمى الغامدي وهبة الشاعري وهاجر العاصي وحنان وغالية الظفيري ولمياء الغانمي وبشرى محجب وإيمان النمنم وروان أبو هواش وصرخات أحلام وبتول حداد وملاك الزبيدي وليليان علوة ورنين سلعوس.. والقوسِ المفتوحِ على البر
أقسمنا بأرحامنا التي تُنجب الشر
وبكلمة عاهرة ومحتشمة وناقصة ونجسة وعورة ومتاع وتبَع ووعاء وطالق ومتمردة ومجنونة وحرمة وقبيحة وجميلة وسمينة ونحيفة وطويلة وقصيرة؛ أن يتوقف الأمر.