قمة هيروشيما : “عدم الاستخدام الأول” للأسلحة النووية
- Alsekeh Editor
- 16 مايو، 2023
- المحطة الدولية, المحطة الرئيسية
- أكرانيا, الأسلحة النووية, الدول السبع, الولايات المتحدة الأمريكية, اليابان, روسيا, قمة هيروشيما
- 0 Comments
السكة – المحطة الدولية – بقلم ديساكو إيكيدا – ترجمة إيمان الكمالي
دخلت أزمة أوكرانيا عامها الثاني بعد أن ألحقت دمارا لم يشمل فقط شعب ذلك البلد ، بل امتد ليكون له عواقب وخيمة على النطاق العالمي – وقد خيّم شبح استخدام الأسلحة النووية، الأمر الذي قد يؤدي الى تداعيات عالمية كارثية محتملة. وعلى هذه الخلفية ووسط دعوات عاجلة للحد من احتمالية وقوع كارثة نووية ، ستُعقد قمة مجموعة الدول السبع للدول الصناعية الكبرى في هيروشيما ، اليابان ، في الفترة من 19 إلى 21 مايو.
وكانت قد عقدت في فبراير من هذا العام ، جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث تم تبني قرار يدعو إلى تحقيق السلام في أوكرانيا في وقت مبكر. ومن بين فقرات هذا القرار ، الفقرة التي حثت على “الوقف الفوري للهجمات التي استهدفت البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا ، والأماكن المدنيّة كالمساكن والمدارس والمستشفيات”.
اضافة الى ضرورة عدم استهداف البنية التحتية المدنية كخطوة أولى وأساسية ، يجب على جميع الأطراف المعنية أن تتحد لخلق مساحة للمداولات نحو وقف كامل للأعمال العدائية.
و أقترح أن لا تقتصر المفاوضات على الجهود التعاونية للبلدان المعنية بل أن تضم ممثلي المجتمع المدني مثل الأطباء والمربين ، الذين يعملون في المدارس والمستشفيات لحماية ورعاية حياة الناس ومستقبلهم ، ومشاركتهم كمراقبين.
وفي مارس ، أصدر قادة روسيا والصين بيانًا مشتركًا عقب اجتماع قمتهم جاء في جزء منه: “يدعو الجانبان إلى وقف جميع التحركات التي تؤدي إلى زيادة التوترات وإطالة أمد القتال، وذلك لمنع الأزمة من التفاقم بحيث يصبح من الصعب السيطرة عليها” . ويتماشى هذا البيان الى حد كبير مع القرار الذي اعتمدته الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
يجب أن تضع قمة هيروشيما لمجموعة الدول السبع خططًا ملموسة للمفاوضات، من شأنها أن تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية. ومن هنا، فإنني أحث مجموعة الدول السبع على الالتزام في قمة هيروشيما بأخذ زمام المبادرة في المناقشات بشأن التعهدات بعدم البدء باستخدام الأسلحة النووية.
إن الأزمة الحالية لا مثيل لها في طول الفترة الزمنية التي استمر فيها التهديد باستخدام الأسلحة النووية والخوف من الاستخدام الفعلي لها .
منذ قصف هيروشيما وناغازاكي ، أكد الهيباكوشا في هاتين المدينتين ، بالتنسيق مع حركة المجتمع المدني الأكبر ، على الطبيعة اللاإنسانية للأسلحة النووية . وقد انخرطت الدول غير الحائزة للأسلحة النووية في جهود دبلوماسية متواصلة ؛ بينما مارست الدول التي تمتلك أسلحة نووية سياسة ضبط النفس. ونتيجة لذلك ، تمكن العالم من البقاء لمدة سبعة وسبعين عاما من دون أي استخدام للأسلحة النووية.
أما اليوم، فإذا فشل الرأي العام الدولي والمحرمات ضد استخدام الأسلحة النووية في تأمين الكبح المطلوب ، فإن سياسة الردع النووي ستجبر البشرية على الوقوف على شفير حافة متهورة ، دون معرفة متى قد تفسد الطريق.
منذ بداية الأزمة الأوكرانية ، كتبت بيانين عامين. في كليهما ، أشرت إلى البيان المشترك الصادر عن الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية (الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين) المكتوب في يناير 2022 ، والذي أعاد التأكيد على المبدأ القائل بأنه “لا يمكن كسب حرب نووية، كما ولا ينبغي خوضها أبدًا” ، كما ودعوت إلى أن يكون هذا المبدأ بمثابة الأساس ، بهدف تقليل مخاطر استخدام الأسلحة النووية.
وتجدر الإشارة إلى أن الإعلان الصادر عن مجموعة العشرين في إندونيسيا في نوفمبر الماضي ، قد نصّ أيضا على أن “استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مسموح به”.
إنّ الدول الأعضاء في مجموعة العشرين تشمل دولًا تمتلك أسلحة نووية ، و أخرى تعتمد على الأسلحة النووية. من المهم جدا أن نعرف أن هذه الدول قد أعربت رسميًا عن اعترافها المشترك بأن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها “غير مسموح به” – بناء لمعاهدة حظر الأسلحة النووية (TPNW)، ومن المهم أيضا أن يتم توصيل هذه الرسالة بقوة إلى العالم من هيروشيما.
وبينما يعيد قادة مجموعة الدول السبع النظر في العواقب الفعلية لتفجير سلاح نووي ويسترجعون الدروس المريرة للعصر النووي ، أحثهم على الشروع في مداولات جادة بشأن تقديم تعهدات بعدم الاستخدام الأول ، بمعنى ان يتحول اعترافهم المشترك بالطبيعة غير المقبولة للأسلحة النووية الى اعتراف مشترك بضرورة عدم الاستخدام الاول للاسلحة النووية.
إذا أمكن التوصل إلى اتفاق على مبدأ عدم الاستخدام الأول ، والذي كان مدرجًا في مرحلة ما في مسودات البيان الختامي لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في العام الماضي ، فإن هذا سيضع الأساس الذي يمكن للدول أن تقوم عليه معًا لتحويل البيئات الأمنية الصعبة التي يجدون أنفسهم فيها. أعتقد أنه من الضروري إجراء التحول إلى نموذج “الأمن المشترك”.
إن الالتزام بسياسات عدم الاستخدام الأول هو في الواقع “وصفة للأمل”. يمكن أن يكون بمثابة المحور الذي يربط بين العجلتين التوأم لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة حظر الأسلحة النووية ، ما يسرع في تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية.
من جانبنا ، واصلت سوكا غاكاي العمل مع الهيباكوشا في العالم ، والحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (ICAN) والمنظمات الأخرى لاعتماد و عولمة معاهدة حظر الأسلحة النووية .
بصفتنا أعضاء في المجتمع المدني ، نحن ملتزمون بتعزيز التبني السريع لسياسات عدم الاستخدام الأول للأسلحة النووية ، وتوليد الزخم المتزايد لتغيير عصرنا.
ديساكو ايكيدا
فيلسوف ياباني، وباني سلام، ومربٍ، ومؤلف، وشاعر، والرئيس المؤسس لمنظمة “سوكا غاكاي” العالمية
(SGI)