الهجرة ،الاجهاض ، السلاح والمثلية ملفات أمام حاكم فلوريدا لمنافسة ترامب

السكة –  محطة الجاليات – متابعة

رد حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، على الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي انتقده بشدة، بسبب القيود التي فرضتها ولايته على الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل.

وكان ترامب انتقد قيود الإجهاض الجديدة التي فرضها ديسانتيس في فلوريدا ووصفها بأنها “قاسية جدا”، ليرد حاكم الولاية بالقول: “أنا فخور بفعل ذلك”.

لم يكن الإجهاض، القضية الوحيدة التي اتخذها ديسانتيس لمحاولة مواجهة ترامب، بينما يسعيان للظفر بترشيح الحزب الجمهوري للسباق الرئاسي لعام 2024.

وبينما يستعد ديسانتيس (44 عاما) لإطلاق حملته للوصول إلى البيت الأبيض، اتخذ مواقف حادة بشأن الأسلحة في الولايات المتحدة، وسياسات الهجرة واللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وهي مواضيع تجذب الناخبين الأكثر تحفظا في الحزب.

دافع ديسانتيس عن قوانين جديدة من شأنها أن تحول فلوريدا إلى ولاية يكون فيها من الصعب للغاية إجراء عملية إجهاض ويسهل حمل السلاح في الأماكن العامة، وحيث لا يتم الترحيب بالمهاجرين غير الشرعيين.

وهذه القوانين الجديدة، التي تم تمريرها بمساعدة الأغلبية الجمهورية في المجلس التشريعي للولاية، هي جزء من جهد أكبر من ديسانتيس للاستفادة من سلطته ليحظى بانتصارات سياسية أكبر قد تساهم في تفوقه على أي منافس محتمل في الانتخابات التمهيدية بالحزب.

تأتي هذه الخطوة، وفق تقرير لشبكة أخبار “سي أن أن”  للالتفاف على ترامب في الوقت الذي يكافح فيه الرئيس السابق للحفاظ على قبضته على الناخبين المحافظين الذين حصل على دعمهم بسهولة في السابق، وكذلك توسيع جاذبيته للناخبين خارج قاعدته. 

باجتماع ضم شخصيات جمهورية بارزة.. حاكم فلوريدا الشاب “يتحرك” بمعقل ترامب
على بعد أميال قليلة فقط، من عقار مار لاغو الذي يمتلكه دونالد ترامب في فلوريدا، اجتمع أكثر من مئة من الجمهوريين المؤثرين في منتجع فاخر الجمعة، مع حاكم الولاية، رون ديسانتيس الذي ينظر إليه على أنه سيكون المنافس الأبرز للرئيس السابق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات 2024. 

الإجهاض

ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن ترامب يتفوق على ديسانتيس، فقد اشتبك مؤخرا مع بعض من أقوى حلفائه وهم القساوسة والجماعات المناهضة للإجهاض، والمدافعين عن مبدأ حرية حمل السلاح، وذلك  في غمرة حملته للظفر بترشيح الحزب للسباق الرئاسي المقبل.

في الأثناء، لقي ديسانتيس استقبالا جيدا خلال ظهوره، السبت الماضي، في مقاطعة سيوكس، في ولاية أيوا، وهي منطقة حمراء (أي جمهورية) من الركن الشمالي الغربي للولاية، حيث فاز ترامب بنسبة 82 في المئة من الأصوات.

وقال جيم دين، الذي استضاف الحدث في متحف السيارات الكلاسيكية، لديسانتيس في حوار رصدته شبكة سي أن أن: “هناك الكثير من الإرهاق تجاه ترامب”.

وبحسب تقرير القناة الأميركية، لا يخلو تحرك ديسانتيس من المخاطر، “حتى أن الحلفاء المقربين أشاروا إلى أن حاكم فلوريدا يهدر فرصة الترشح بأقل إثارة للانقسام واستقطاب المعتدلين المتلهفين لخيار آخر غير ترامب”.

ويشارك مستشارو ترامب هذا التقييم، معتبرين حظر الإجهاض الذي وقعه ديسانتيس تقييديا ومن المرجح أن يضر بحاكم فلوريدا، لا سيما مع الناخبات الأكثر اعتدالا.

وأعطى الديمقراطيون، الثلاثاء، صورة واضحة عن خطتهم لـ”الهجوم” على ديسانتيس إذا حاز على تزكية الحزب الجمهوري، حيث وصفت اللجنة الوطنية الديمقراطية في الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس، جو بايدن، حظر  ديسانتيس للإجهاض بأنه “متطرف” وأعلنت أنه “يمزق قدرة المرأة على اتخاذ قرارات الرعاية الصحية الخاصة بها قبل أن يعرف الكثيرون أنها حامل”.

إلى ذلك، أعرب عدد قليل من المتبرعين الأثرياء عن اعتراضهم علنا على قانون الإجهاض الجديد في فلوريدا، والذي يحظر الإجراء بعد ستة أسابيع من الحمل، مع استثناءات محدودة بسبب التعرض للاغتصاب أو صحة الأم. 

وفي  شهر ابريل ، وقع  ديسانتيس على مشروع قانون  لحظر عمليات الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل.

ويمنح الحظر ديسانتيس فوزا سياسيا رئيسيا، وفق متابعين، بين الناخبين الجمهوريين الأساسيين.

ويحظى حظر الإجهاض بشعبية بين بعض المحافظين الذين يشكلون جزءا من قاعدة التصويت في الحزب الجمهوري، لكن هذه القضية دفعت كثيرين آخرين للتصويت للديمقراطيين.

وعانى الجمهوريون في الأسابيع والأشهر الأخيرة من هزائم في الانتخابات التي تركزت على الوصول إلى الإجهاض في ولايات مثل كنتاكي وميشيغان وويسكونسن.

وأصر العديد من جامعي التبرعات لصالح ديسانتيس لشبكة سي أن أن على أن معظم كبار المانحين من الحزب الجمهوري لا يزالون يدعمونه بقوة على الرغم من بعض الانشقاقات العامة.

من جانبه ، يقر ديسانتيس على أنه حاكم لا يخجل من القضايا الخلافية.

وخاطب حاكم فلوريدا الجمهوريين في بيوريا بولاية إلينوي، الجمعة، قائلا: “لقد حرصنا على المضي قدما .. وفهمنا أيضا أن المناصب تتطلب منك، ألا تكون على حق في السياسة، ولكن أن تمارس القيادة”.

الهجرة

يتهم ديسانتيس، الحكومة الفيدرالية بقيادة بايدن بالتراخي على الحدود، ما سمح، وفق تعبيره، بتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين.

والأسبوع الماضي، وقع حاكم فلوريدا على مشروع قانون  لمكافحة، ما يصفه  بيان  ركز فيه على ” الآثار الخطيرة للهجرة غير الشرعية، التي تسببها سياسات الحدود المتهورة للحكومة الفيدرالية”.

ويجعل هذا التشريع استخدام موقع التحقق من هوية المقيمين في الولايات المتحدة “E-Verify” إلزاميا لأي صاحب عمل لديه 25 موظفا أو أكثر ، وذلك بمتابعة الوضعية القانونية لكل مهاجر يمارس عملا على أرض ولاية فلوريدا.

حمل السلاح

يدافع هذا الجمهوري المحافظ عن الحق في حمل الأسلحة، حيث سيتمكن سكان فلوريدا، حيث يحكم،  من حمل أسلحة مخفية دون تصريح، بموجب  مشروع  وقع عليه، في أبريل الماضي.

ويسمح القانون، الذي يدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو، لأي شخص يمكنه امتلاك سلاح قانونيا في فلوريدا بحمله دون تصريح.

المثلية

معروف عن الرجل أيضا مناهضته لمجتمع “ميم عين +”، إذ تشير تقارير صحفية إلى أنه وقع على أربعة مشاريع قوانين تمس عدة جوانب من الحياة اليومية لبعض أفراد هذا المجتمع.

وتركز تلك القوانين وفق موقع “اكسيوس ” على مناح عديدة بينها الحد من استخدام الضمائر المفضلة في المدارس العامة، وتجريم استخدام الحمامات التي لا تتوافق مع جنس الشخص عند الولادة.

كما يبذل حاكم فلوريدا، جهودا لتقييد الدرس التي تقدم في الفصول الدراسية حول التوجه الجنسي والهوية الجنسية، بحسب ما ذكره موقع “أكسيوس”.

تدابير كورونا

خلال جائحة كورونا، عرف حاكم فلوريدا بمواقفه ضد الإغلاق العام، وقد أكد على ذلك مرارا من خلال تصريحاته الصحفية.

وفي الـ11 من مايو الجاري،  ديسانتس على أربعة مشاريع قوانين تجعل سياساته الخاصة بفيروس كورونا، مثل حظر اللقاحات والأقنعة، دائمة.

وقبل ذلك، عرف الرجل بمواقفه المضادة لفرض التلقيح على الأشخاص، ففي يناير الماضي، دعا المشرعين في الولاية إلى فرض عقوبات على الشركات التي تطلب من جميع الموظفين الحصول على اللقاح المضاد لكورونا، وفق شبكة أخبار “سي ان ان “

 

اترك تعليقا

NEW