عبدالله شقير يكتب .. عباس الرئيس منتهي الصلاحية
- عبدالله شقير
- 18 مايو، 2023
- المحطة الرئيسية, كتاب السكة
- 1تعليق
السكة – محطة كتاب السكه – كتب عبدالله شقير
إن الناظر في المعاجم اللغوية يجد أن (عباس) هو اسم علم مذكر، أصله عربي، ومعناه الرجلُ كثيرُ العُبوسِ ؛ أيّ صاحب الوجه العابس الشديد التجهّم ، وهو منطبق عليك تماما بذلك الوجه الذي تحمله ، ومن معانيه العبس : وهو ما يبس على هلب الذنب من البول والبعر، والله كأنه أنت ، ويقال : عبِس الثَّوبُ إذا اتسخ ، وعبَسَ الثوب عبسا إذا يبس عليه الوسخ .
ولقد يبَسَ على ثوب فلسطين عبّاسُها ، فمتى يطهُرُ ثوبُها المتسخ بك ؟ ومتى تزولُ عنها وتزولُ عنك ؟
لسنا نرى في تاريخك ما يشرّف ، ولسنا نرى في إهابك بعضا من رجولة تقول أنك سيدٌ في قومك ، أو أنك رئيسُ دولة ، هانت عليك نفسُك وذلّت ، فلستَ تدرك أنك زعيم أمة يُفترض بها أن تستمد قوتها منك ، وما أنت إلا عبدٌ ذليل تستجدي الحماية من المجتمع الدولي ، طالبا نصيبا من تلك الحماية التي تُعامَلُ بها الحيوانات ، جالبا المعرة لشعبٍ يستشهد فيهم كلّ يوم الصغير والكبير ؛ الشباب والرجال والأطفال ، بل وترقى النساء شهداءَ في سبيل فلسطين لِيشمَخَ هذا الشعب .. ثم تأتي فتذلّهُ أنت .
أيُّ رحمٍ ذاك الذي حملك وقذف بك إلى فلسطين لتحكمها وتبحر بها إلى قيعان الذلة والهوان ؟ وفيها شعبٌ أقسم بعزتِهِ وشجاعتِهِ اليهودُ والغربُ والعالمُ أجمعون .
لست أدري مَن الذي شَرُفَ بصاحبه ! أمحمدُ رمضان تشرّف بك ؟! أم أنك أنت من ازداد رِفعة بمجالستك إياه ؟ كلاكما لا وزن له إلا في عوالم سُفلية ليست ترقى في قمم العزة والكرامة ، وليس لها مكان إلا على مسارح العهر والرقص والغناء .
قالت العرب قديما : العبد يُقرعُ بالعصا والحر تكفيه الإشارة . ألم تَقرعْ سِنّك وأنت تصرحُ بقولك : ” عايشين تحت بساطير الإسرائيليين ” ، هل جُننتَ يا رجل ؟! .
ما بالُ تاريخك أسود ؟ وما شأنُك مع الذلة والهوان ؟ لماذا لا نجد في تاريخك ما يشرف ؟ أين شعب فلسطين عنك وأين أنت منهم ؟ أليسوا أمانةً مُطوقةً في عنقك إلى أن تقوم قيامتك ؟ ماذا قدمتَ لهم غير ذاك التنسيق الأمني الذي جعلتَهُ قبلةً لك ، وصَبَبْتَ عليه قدسيةً كمن يطوف بالبيت الحرام حاجا أو معتمرا ، هذا التنسيق الذي هدّم بيوتا وشرّد عوائلَ كثيرة ، وكان سببا في استشهاد أبطالٍ لنا في غربي الضفة ، ومَن غنم بالنجاة من الموت منهم فمُكبّلٌ في سجون الاحتلال ببركة تنسيقك الأمني .
ماذا عسانا نقول وقدورُك تغرغر ، وفراشك وثير ، ومِن حولِك أباريقُ تُزهِر ، اتّخذتَ برجا عاجيا تُصدِر منه أوامرك بالتظاهر السلمي ، كيف لا ولم نرَ ابنا لك يُقتل أو بيتا يُهدَّم ، ولم تُنتهكْ لك حرمةٌ يغلي منها الدمُ في عروقك ، ولكنّ جل ما ظَفَرْتَ به استضافةً لك ولزوجِك وأولادك لمشاهدة احتفاليه كأس العالم هناك في قطر، فهلّا حدثتنا عن أمتع المباريات إليك ؟ وكيف كانت متعة المشاهدة عند أولادك ؟
أدرك نفسك وأصلح ما فسد من تاريخك ، وارجع إلى الفصائل الفلسطينية واجعل منظمة التحرير مِظلة لهم ، واجمعهم على كلمة واحدة ، ليكونوا يدا واحدة وسهما واحدا في قلب هذا الكيان الذي اغتصب فلسطين ، واغتصب كرامتنا ، واغتصب رجولتنا ، واغتصب رجولتَك معنا ، وإلا فندعوا الله أن تلازمك الوسادة ، فلا تبرح فراشا حتى تبرحَ الدنيا نفسُكَ ، وتَرجِعَ إلى باريها إنْ كنتَ تابعا لهذا لكيان المغتصب ، مطيعا فيهم لكل أمر ، لتظفرَ من دنياك بلُعاعةٍ لا تزن في موازين الله شيئا ، ولقد قالت العرب قديما : “جوّع كلبَك يتبعْك ” وإنّا في غنى عن كلاب تحكمنا أمثالك .
السكة الإخبارية وهيئة التحرير ممثلة برئيس تحريرها عبدالله شقير ماضية بقول الحق ، ونبذ الباطل ، ونزع ثوب الجبن والخوف والوجل ، ومستمرة على طريق التحرير
ولعباس معنىً آخرُ في معاجم اللغة هو الأسد ، ليس لك منه نصيب .
ماهر منصور
مهما تحدثت لن توصف مدى تعامل والخيانه