وثائق البنتاغون المسربة تعود الى الواجهة .. الأردن والصين وشركة هواوي
- Alsekeh Editor
- 19 مايو، 2023
- المحطة الدولية, المحطة الرئيسية
- 0 Comments
السكة – المحطة الدولية – وكالات
أعادت تقارير إعلامية لصحف ووكالات أنباء عالمية وثائق البنتاغون المسرة الى الواجهة، حيث أشارت التقارير هذه المرة الى تداعيات ونتائج التسريبات على علاقة أمريكا بحلفائها عموما وبالعرب على وجه الخصوص .
الأردن
الدول العربية نالت نصيبها من التسريب، إذ تضمنت الوثائق مناقشات بين كبار المسؤولين الأردنيين حول إمكان استبعاد شركة “هواوي” الصينية من خطط طرح شبكات الجيل الخامس، مشيرةً إلى أن ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، المكلف هذا الملف، أبدى قلقه من أن الصين قد تنتقم في حال استُبعدت “هواوي”.
وتطرقت وثيقة استخباراتية إلى محادثة بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ومسؤولة كبيرة في وزارته لينا الحديد، قبل يوم من دعوة الأردن مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين لإجراء محادثات في ميناء العقبة المطل على البحر الأحمر. وبحسب التقرير الذي سرب، قال الصفدي إن الأردن “تعرض لضغط محلي كبير” بسبب ترتيب مؤتمر العقبة وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
مصر
كما زعمت وثيقة مسربة بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بإنتاج 40 ألف صاروخ بهدف شحنها إلى روسيا، وأعطى توجيهاته للمسؤولين بإبقاء الأمر طي الكتمان “لتجنب أي مشكلات مع الغرب”، وهو ما نفته واشنطن والقاهرة، وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية، “لا مؤشرات لدينا تدل على أن خطة كهذه قيد التنفيذ”، مشدداً على أن “مصر شريك وثيق ونحن منخرطون بانتظام مع قيادتها في مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية.
الإمارات
وأثارت وثيقة سرية اطلعت عليها “أسوشييتد برس”، مزاعم حول رصد جواسيس أميركيين ضباط استخبارات روس يتفاخرون بأنهم أقنعوا الإمارات بـ”العمل ضد وكالات الاستخبارات الأميركية والبريطانية”. وذكر التقييم الاستخباراتي أن “الإمارات تنظر على الأرجح إلى التعامل مع الاستخبارات الروسية كفرصة لتعزيز العلاقات المتنامية بين أبو ظبي وموسكو وتنويع الشراكات الاستخباراتية وسط مخاوف من فك ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة”.
في المقابل، امتنع المسؤولون الأميركيون عن التعليق على الوثيقة الموسومة بعبارة “سرية للغاية”، ورفضت الحكومة الإماراتية أي اتهام لأبوظبي بتعميق العلاقات مع الاستخبارات الروسية ووصفتها بأنها “خاطئة بشكل قاطع”.
أوكرانيا
من أكبر المتضررين من التسريب الاستخباراتي الذي حدث في ظل الحرب التي تخوضها ضد روسيا بمساعدة لا غنى عنها من الولايات المتحدة. فبفعل التنسيق الاستخباراتي والعسكري الوثيق بين البلدين، تلقت كييف أعمق الضربات بعد انتشار الوثائق السرية.
الضربة الأولى: تجسس واشنطن على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. فيما لم يكن ذلك مفاجئاً بحسب مصدر مقرب من الرئيس، إلا أنه خلق شعوراً بـ”الإحباط” في صفوف المسؤولين الأوكرانيين.
الضربة الثانية: كشف نوايا كييف العسكرية أمام خصمها الروسي. فقد كشف التسريب أن زيلينسكي اقترح في أواخر فبراير (شباط) الماضي ضرب مواقع عسكرية روسية في منطقة روستوف باستخدام طائرات من دون طيار، عوضاً عن الأسلحة بعيدة المدى التي لا تملكها أوكرانيا.
وأثارت إحدى الوثائق مخاوف انتقال الصراع الأوكراني – الروسي إلى خارج أوروبا، بعدما كشفت عن خطة أوكرانية لشن هجمات سرية على القوات الروسية داخل سوريا. وأوضحت الوثيقة أن كييف نظرت في إمكان تسليح وتدريب عناصر من قوات سوريا الديمقراطية الكردية لتنفيذ ضربات باستخدام طائرات مسيرة على قوات “فاغنر” المدعومة من موسكو. وعلى رغم أن زيلينسكي أوقف تنفيذ الخطة في ديسمبر (كانون الأول)، لم تستبعد الوثيقة إمكانية إحيائها.
الضربة الثالثة: تأكيد الشكوك الأميركية في متانة الدفاعات الجوية الأوكرانية على المدى الطويل. وبالتحديد، ذكرت وثيقتان مؤرختان في فبراير، أن قدرة كييف على الحفاظ على دفاعات جوية متوسطة المدى لحماية خط المواجهة “ستنخفض إلى الصفر بحلول 23 مايو (أيار)”.
وحذرت إحدى الوثائق من نفاد ذخيرة الجيش الأوكراني، مشيرةً إلى أن ما يقرب من 90 في المئة من الدفاعات المتوسطة والطويلة المدى في أوكرانيا تتكون من أنظمة “SA-11″ و”SA-10” العائدة للحقبة السوفياتية التي قد تنفد ذخيرتها في أواخر مارس (آذار) وأوائل مايو على التوالي.
كما تتناول إحدى الوثائق حصيلة النزاع في أوكرانيا بحلول مارس 2023، أي بعد أكثر من عام بقليل من بدء الحرب، غير أن نسخة أخرى من الوثيقة عدلت على ما يبدو، تقدر أن الخسائر الأوكرانية أعلى من الخسائر الروسية.
يؤكد هذا التباين مخاوف البنتاغون من أن هذا التسريب قد “يغذي المعلومات المضللة” بشأن الحرب، بحسب وزارة الدفاع.
الضربة الرابعة: أكد التسريب خطة عسكرية أوكرانية لشن هجوم مضاد ضد روسيا. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقط، إذ شككت الوثائق في قدرة كييف على صد الضربات الروسية وحصد مكاسب من هكذا هجوم. وتوقعت وثيقة بأن الدفاعات الروسية الحصينة ونقاط الضعف التي تعانيها كييف على صعيد التدريبات وإمدادات الذخيرة قد تضعف تقدمها وتزيد من الخسائر البشرية.
وكشفت الوثائق أيضاً عدد قوات الجيش الأوكراني وعتاده والألوية الجديدة التي يتم تجهيزها. وأشارت كذلك إلى الوضع الصعب الذي عاناه الجيش في أواخر فبراير الماضي، عندما كان على وشك خسارة معركة باخموت بعد مهاجمة طريق الإمداد الوحيد والهش للجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون في شوارع المدينة الشرقية.
ولا تظهر الوثائق المسربة كثيراً عن مواقف واشنطن، إلا أن إحداها تشير إلى وجود جنود غربيين داخل أوكرانيا، غير أن الوثيقة لم توضح أنشطة هؤلاء أو مواقعهم.
تسرب هذه المعلومة لا يخدم سياسة واشنطن التي تسعى إلى تجنب مواجهة مباشرة مع موسكو، إذ من المرجح أن تستخدم روسيا هذه المعلومات لدعم حجتها بأنها لا تواجه أوكرانيا فقط، بل حلف شمال الأطلسي “ناتو” بأسره.
روسيا
الوثائق المسربة تظهر أن الولايات المتحدة اخترقت معظم أجهزة الأمن والاستخبارات الروسية ومواقع عليا في القيادة العسكرية، فقد اعترضت واشنطن اتصالات داخل وزارة الدفاع الروسية، ساعدتها على معرفة خطط وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، والقدرات القتالية الروسية وخطط الحرب في أوكرانيا، وهي معلومات يرجح أن تكون كييف قد حصلت عليها من حليفتها.
ضحايا الحرب
بحسب الوثائق، نشب خلاف بين المسؤولين الروس حول الإبلاغ عن عدد ضحايا الحرب، إذ اتهم جهاز الأمن الفيدرالي وزارة الدفاع بالتقليل من حجم الخسائر البشرية والتستر على الأخطاء، وأكد مسؤولوه أن حصيلة القتلى التي اعتمدتها الوزارة لم تشمل قتلى الحرس الوطني الروسي أو مجموعة “فاغنر” أو المجموعات التي أرسلها زعيم الشيشان رمضان قديروف.
خطط الكرملين
فصلت إحدى الوثائق خطط هيئة الأركان العامة في روسيا لمواجهة الدبابات المقدمة من “الناتو” لأوكرانيا، وتشمل تقديم مكافآت للجنود الروس الذين يدمرون هذه الآليات، وأظهرت التسريبات أن واشنطن على اطلاع بخطط الروس، بما فيها استهداف حظيرة طائرات مسيرة في أوديسا.
وكشفت الوثائق أيضاً أن روسيا كادت تسقط طائرة استطلاع بريطانية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم في سبتمبر (أيلول) الماضي، في حدث كان من شأنه دفع “الناتو” إلى تبني رد جماعي، وأكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس الحادثة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قائلاً إن مقاتلتي “سوخوي” حلقتا بتهور وأطلقت إحداهما صاروخاً على المسيرة البريطانية “ريفر جوينت”، مرجحاً أن يكون إطلاق النار “مشكلة فنية”.
وتشكل حادثة الطائرة البريطانية مثالاً لسلسلة من المواجهات المتزايدة أخيراً بين المقاتلات الروسية وطائرات دول أخرى وفق ما تشير إليه الوثائق، ومنها إسقاط روسيا طائرة مسيرة أميركية من طراز “إم كيو – 9 ريبر” فوق البحر الأسود.
أربعة سيناريوهات
وتضمنت الوثائق السرية أربعة سيناريوهات افتراضية وضعتها وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، وفق وثيقة استخباراتية اطلعت عليها “نيويورك تايمز”
لا تستبعد الوثيقة احتمال استمرار الحرب لفترة طويلة، مشيرةً إلى سيناريوهات استثنائية من شأنها تصعيد الوضع في أوكرانيا، أو التوصل إلى تسوية تفاوضية لحل الصراع، أو عدم إحداث أي تأثير جوهري في مسار الحرب.
ويشرح أحد السيناريوهات ما يمكن أن يحدث لو ضربت أوكرانيا الكرملين، بما في ذلك تصعيد محتمل باستجابة بوتين إلى الغضب الشعبي من خلال تعبئة عسكرية واسعة النطاق والنظر في استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، ومن الآثار المحتملة الأقل عنفاً هو أن تدفع المخاوف الشعبية الرئيس الروسي إلى التفاوض على تسوية تنهي الحرب.
قدرات الجيش الروسي
تضمنت وثائق البنتاغون تقييماً سلبياً للجيش الروسي، إذ أشارت إلى نقص في المعدات والجنود، وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن التقييمات السرية أوضحت أن الحرب في أوكرانيا أضعفت القوات الروسية الخاصة “سبيتسناز” بسبب سوء توظيفها من قبل القادة الروس، وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى عقد من الزمن لإعادة بناء القوات من جديد، وعادةً ما تكلف روسيا أفراد القوات الخاصة بمهمات التخفي عالية الخطورة، ومنها القبض على الرئيس الأوكراني، وتبرر أهمية مسؤولياتهم التدريب المتقدم الذي يتلقونه مقارنة بالجيش الروسي. وأشارت التسريبات إلى أن رغبة القادة العسكريين الروس في اغتنام الزخم وشكوكهم في قدرات القوات التقليدية، دفعتهم إلى زج القوات الخاصة في القتال المباشر، وهو ما أدى إلى تداعيات سلبية بما فيها استنزاف طاقة هذه الوحدات ما حد بشدة من قدرة موسكو على استخدام التكتيكات السرية لدعم عملياتها القتالية التقليدية. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن الخسائر التي تكبدتها الوحدات الخاصة ستجعلها أقل فاعلية في أوكرانيا وخارجها.
مجموعة فاغنر
في المقابل، نوهت الوثائق المسربة بقدرات مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة التي حققت مكاسب لافتة مقارنة بالقوات الرسمية. وأشارت إحدى الوثائق إلى أن مبعوثين من “فاغنر” التقوا سراً بـ”جهات اتصال تركية” في فبراير الماضي، وتسللوا إلى أراضي “الناتو” بحثاً عن أسلحة ومعدات للقتال في أوكرانيا، وليس من الواضح إذا ما كانت الأسلحة نقلت بالفعل وكانت السلطات التركية على علم بذلك، في حين لم يعلق مسؤولون في أنقرة على الأمر، وأفادت الوثيقة بأن اجتماعاً احتضنته تركيا تطرق إلى إمكانية أن تكون دولة مالي حيث تنشط “فاغنر”، بمثابة وكيل للحصول على الأسلحة من أنقرة نيابةً عن المجموعة الروسية، ويظهر اختيار مالي كموقع لعملية تهريب الأسلحة تزايد تأثير “فاغنر” في البلد الأفريقي منذ دخولها إليه للمرة الأولى قبل بضعة أعوام لتنفيذ مهمات مختلفة بما فيها تأمين وحماية المجلس العسكري الذي تولى السلطة عام 2021. وكشفت الوثيقة، نقلاً عن أحد موظفي المجموعة الروسية، عن أن هناك أكثر من 1645 عنصراً تابعاً لها في مالي، مما أثار مخاوف أمنية لدى جارتها ساحل العاج.
عمليات التضليل
حللت وثيقة أعدتها هيئة الأركان المشتركة الأميركية والقيادة السيبرانية والقيادة الأوروبية عمليات التضليل والدعاية عبر الإنترنت لشبكة تحت إشراف الرئاسة الروسية تدعى “فابريكا” (Fabrika) اعتباراً من أواخر عام 2022، ووجدت أن عملياتها أصبحت أكثر فاعلية مع عدم انكشاف 99 في المئة من حساباتها المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتستخدم الشبكة الروسية وفق الوثيقة، برامج الروبوت للتلاعب بنتائج البحث وخوارزميات التوصيات، واستهداف الأفراد بشكل نشط من خلال الدعاية باستخدام معلومات الاتصال بالبريد الإلكتروني والهاتف التي تم جمعها من قواعد البيانات بهدف إضعاف معنويات الأوكرانيين وتعميق الانقسامات في الدول الغربية.
الصين
الصين التي باتت تشكل تهديداً أساسياً وصاعداً للهيمنة الأميركية في العالم، كان لها نصيبها أيضاً في الوثائق المسربة.
تايوان
شكك تقييم استخباراتي أميركي في قدرة تايوان على الصمود أمام أي غزو من الصين نظراً إلى أوجه القصور التي تعانيها الدفاعات الجوية التايوانية، وقدر أنه من المحتمل أن تحقق بكين التفوق الجوي بسرعة كبيرة إذا هاجمت تايبيه، وبفعالية أكبر من روسيا خلال حربها في أوكرانيا. وتشير التقييمات إلى أن نصف طائرات تايوان فقط ستكون جاهزة للقتال، وأن القيادة العسكرية التايوانية تشكك في فعالية دفاعاتها الجوية المضادة للصواريخ، والقدرة على نقل أسطولها الجوي إلى الملاجئ، مما يجعلها عرضة للاستهداف بالضربات الصاروخية، وتبين الوثائق أن استخدام الصين للسفن المدنية لأغراض عسكرية يجعل من الصعب على الاستخبارات الأميركية التنبؤ بغزو تايوان.
بالونات التجسس
واحتوت الوثائق المسربة على معلومات سرية حول أربع بالونات تجسس صينية إضافية كانت وكالات الاستخبارات الأميركية على علم بها، بعد أن أسقط الجيش الأميركي بالوناً آخر عبر مجاله في مستهل فبراير الماضي. وتتضمن الوثائق صوراً مشروحة، بما في ذلك صورة مأخوذة من بالون عابر للقارات التقطتها على ما يبدو طائرة تجسس “U2” وتشير إلى أوجه التشابه بين البالونات وتقييم الأدوات المزودة بها، وحسب الوثائق، فإن بالون التجسس الصيني الذي حلق فوق الولايات المتحدة هذا العام والذي أطلقت عليه وكالات الاستخبارات الأميركية اسم “Killeen-23″، كان يحمل مجموعة من أجهزة الاستشعار والهوائيات التي لم تكشف عنها الحكومة الأميركية بعد أكثر من أسبوع من إسقاط البالون، ووفق المصدر نفسه، حلق منطاد تجسس آخر فوق مجموعة حاملة طائرات أميركية في حادثة لم يتم الإبلاغ عنها، فيما تحطم منطاد ثالث في بحر الصين الجنوبي.
أميريكا اللاتينية
وذكرت وثيقة بأن الصين عقدت مفاوضات سرية مع نيكاراغوا لبناء ميناء جديد في منطقة البحر الكاريبي، ووفقاً للاتصالات التي تم اعتراضها، تعمل نيكاراغوا على تعميق علاقاتها مع الصين منذ أن تورط حليفها الأمني الأساسي، روسيا، في حرب أوكرانيا. وزعم التقرير الأميركي بأن شركة هندسية صينية بدأت المضي قدماً بخططها الأولية في منتصف عام 2022، وخلص إلى أنه على رغم أن نيكاراغوا لا تزال تفضل روسيا، إلا أنها من المحتمل أن تفكر في السماح لبكين بـ”الوصول البحري مقابل الاستثمار الاقتصادي.
إيران
المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها واشنطن في شأن اتصالات نيكاراغوا الدولية تجاوزت الصين وصولاً إلى إيران، فقد كشفت الوثائق محادثات بين طهران وماناغوا لتعزيز تعاونهما العسكري لمواجهة نفوذ واشنطن في أميركا اللاتينية، وأشار التقرير الاستخباراتي المؤرخ في 23 فبراير، إلى أن كبار القادة في جيش نيكاراغوا عبروا لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أثناء زيارته للبلاد، عن معارضة بلادهم لـ”الجهود الأميركية المحسوسة لتوسيع النفوذ في أميركا اللاتينية”، وأبدوا استعداد نيكاراغوا “للتعامل مع طهران والدول الأخرى ذات التفكير المماثل”. وفيما لم تكن رحلة الوفد الإيراني إلى هذا البلد في فبراير سراً، إلا أن البيانات الرسمية ركزت بشكل عام على التجارة ولم تتطرق إلى محادثات عسكرية.
كما بدا الاختراق الأميركي لتحركات النظام الإيراني واضحاً في الوثائق المسربة، إذ تصف إحداها مناقشات كبار المسؤولين الإيرانيين لزيارة مرتقبة لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي، وطرق تغيير التغطية الإخبارية المحلية.
الإحتلال الإسرائيلي
لم يسلم حلفاء واشنطن من أنشطتها الاستخباراتية. فقد أفادت الوثائق المسربة بأن قيادة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) شجعت موظفيها والمواطنين الإسرائيليين على المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي عصفت بالبلاد في مارس الماضي، وهو ما نفاه كبار مسؤولي الدفاع في إسرائيل
وجاء في تقييم منسوب إلى الـ”سي آي إيه” ويعود تاريخه إلى الأول من مارس الماضي، “دعا قادة الموساد مسؤولي الموساد والمواطنين الإسرائيليين إلى الاحتجاج على الإصلاحات القضائية المقترحة من قبل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وشمل ذلك دعوات صريحة إلى تحرك مندد بالحكومة الإسرائيلية“.
وكشفت وثيقة أخرى عن مناورة جوية أجرتها إسرائيل في فبراير الماضي تحاكي هجوماً على مرافق البرنامج النووي الإيراني، مشيرةً إلى أن الاستخبارات الأميركية لا تعرف ما خطط إسرائيل للمستقبل القريب أو ما نواياها.
وأظهرت الوثائق أن الولايات المتحدة سعت للضغط على إسرائيل لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا في وقت كانت ترفض فيه ذلك، لا سيما طلب كييف تزويدها بنظام القبة الحديدية للدفاع الجوي، ومن بين أربعة خيارات عرضتها الولايات المتحدة، كان من المرجح أن تحاكي إسرائيل “النموذج التركي” بحيث تزود كييف بالسلاح من خلال طرف ثالث بينما تحافظ على علاقة ودية مع روسيا.
كوريا الجنوبية
أثار تجسس الولايات المتحدة على مسؤولين كوريين جنوبيين سخطاً داخل البلاد وانتقادات من المعارضة لضعف أجهزة الأمن القومي وعدم قدرتها على تحصين نفسها من الاختراقات الأجنبية، فقد أشارت الوثائق إلى أن واشنطن تنصتت على محادثة بين اثنين من كبار مسؤولي الأمن القومي في كوريا الجنوبية، كانا يناقشان مخاوف مجلس الأمن القومي من بيع الأسلحة للولايات المتحدة خشية إرسالها إلى أوكرانيا، إذ تمنع التشريعات الكورية الجنوبية بيع السلاح إلى دول في حالة حرب.
وتسببت التسريبات بجدل حول اختراق واشنطن لمكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، إلا أن سيول أكدت أن مكتبه يتمتع بـ”أمن صارم”، وأن اتهامات التنصت على المكالمات الهاتفية “أكاذيب لا معنى لها”.
وأكد مسؤول حكومي كبير في كوريا الجنوبية أن بلاده تنوي إثارة القضية مع واشنطن، وعندما سئل عما إذا كانت كوريا الجنوبية تخطط لتقديم احتجاج أو مطالبة واشنطن بتفسير، قال إن الحكومة ستدرس سوابق من الماضي وحالات مماثلة تتعلق بدول أخرى.
المكسيك
بعد أيام من تداول تسريبات أميركية حول توتر بين القوات البحرية وقوات الجيش في المكسيك، اتهم رئيس البلاد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور وزارة الدفاع الأميركية بالتجسس على حكومته، وقال إنه سيبدأ عملية لتصنيف درجة سرية معلومات القوات المسلحة لحماية الأمن القومي.
وقال أوبرادور في مؤتمر صحافي، “سنحمي الآن المعلومات الواردة من البحرية ووزارة الدفاع لأننا أصبحنا هدفاً للتجسس من جانب البنتاغون”.
الأمم المتحدة
الأمم المتحدة هي الأخرى تعرضت للاختراق الأميركي، فوفق وثيقة مسربة، تنصتت واشنطن على محادثات أمين عام المنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش مع مسؤولين آخرين في الأمم المتحدة، لا سيما في شأن أوكرانيا.
وبحسب التسريبات، فإن الولايات المتحدة تجسست على غوتيريش لأنها اعتقدت بأنه كان متساهلاً للغاية مع روسيا.
المتهم بالتسريب
بحسب الوثائق، حصلت الاستخبارات الأميركية على بعض المعلومات التي احتوتها هذه التقارير من خلال “استخبارات الإشارات”، ويقصد بها عملية جمع المعلومات من خلال اعتراض الاتصالات والرسائل الإلكترونية.
وُجهت إلى تيشيرا خلال جلسة استماع قصيرة في بوسطن، تهم من بينها “تخزين ونقل معلومات متعلقة بالدفاع الوطني من دون تصريح” و”سحب وتخزين وثائق أو مواد سرية من دون تصريح”، وهما تهمتان تصل عقوبتهما إلى السجن 10 سنوات وخمس سنوات على التوالي.
وأثار التسريب تساؤلات حول سبب وصول عنصر في رتبة متدنية إلى مثل هذه الأسرار التي قد تكون ضارة، إذ إن رتبته تعادل رتبة جندي أول.
ووصفه عدد من الأصدقاء في مقابلات أجرتها معهم صحيفة “واشنطن بوست”، بأنه كاثوليكي متدين وليبرتاري مهتم بالأسلحة، وذكرت الصحيفة أنه يتحدر من عائلة لها تقاليد عسكرية، فقد قضى والده 34 عاماً في الوحدة العسكرية نفسها التي عمل فيها ابنه بينما عملت والدته في منظمات غير ربحية تدعم العسكريين السابقين.
ودفع التسريب الأخير وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى التوجيه “بمراجعة الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية وإجراءات المحاسبة والمراقبة داخل الوزارة لتعزيز جهودنا لمنع حدوث هذا النوع من الحوادث مرة أخرى”.