قدمت لجنة تحقيق حكومية صهيونية في عملية هروب أسرى فلسطينيين من سجن في شمال فلسطين في عام 2021 تقريرها النهائي، مع توصية بإقالة مسؤول في لواء الشمال في مصلحة السجون واتخاذ خطوات جدية لتحسين الإجراءات التشغيلية للخدمة.
ووصف التقرير المؤلف من 400 صفحة وتم تسليمه إلى وزير “الأمن القومي” إيتمار بن غفير العديد من الإخفاقات وأوجه القصور التشغيلية في التعامل العام مع الأسرى، بما في ذلك في مجالات الاستخبارات ونقل السجناء ومعاملتهم، والتي قالت اللجنة إنها جعلت عملية الهروب الجريئة ممكنة.
وأوصت اللجنة بإبعاد أريك يعكوف، قائد لواء الشمال في مصلحة السجون الصهيونية، من منصبه وعدم توليه مناصب قيادية مستقبلية في مصلحة السجون، ولم يتم التوصية باتخاذ أي خطوات ضد مفوضة مصلحة السجون، كاتي بيري، أو نائبها موني بيطون.
وفر الأسرى، من بينهم خمسة من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي والقيادي في حركة فتح زكريا زبيدي، من سجن جلبوع في ساعات فجر السادس من ايلول 2021، عبر نظام الصرف الصحي في زنزانتهم ومساحة فارغة تحت طوابق السجن. وكانوا يقضون فترة حكمهم بالسجن مدى الحياة.
وتم العثور على أربعة من الأسرى في شمال البلاد خلال الأسبوع الأول، واثنان آخران نجحا في الوصول إلى مدينة جنين بشمال الضفة الغربية والاختباء حتى تم اعادة اسرهما.
الأسرى قاموا على مدار شهور بحفر نفق قبل الفرار من السجن، باستخدام صحون وأيدي أواني طبخ وحطام بناء وجزء من شماعة معدنية. خرج الخمسة إلى طريق على الجانب الجنوبي من السجن حيث رصدهم شهود عيان وأبلغوا عن رؤيتهم لشخصيات مشبوهة.
اعتُبرت هذه الحادثة التي وقعت في عام 2021 فشلا كبيرا ومصدر إحراج لمصلحة السجون في الكيان المؤقت وكشفت عن سلسلة من الإخفاقات في السجن.
وقامت مفوضة مصلحة السجون بفصل بن شطريت من منصب مأمور سجون جلبوع بسبب “عدم أهليته لمواصلة الخدمة” في أعقاب هروب الأسرى من السجن .
وفي شهادته أمام اللجنة، وضع يعكوف قائد لواء الشمال في مصلحة السجون الصهيونية المسؤولية في هروب الأسرى الفلسطينين من السجن على بن شطريت، وادعى أن الأخير “فشل في كل شيء”. وقال إن بن شطريت “لم يكن على دراية بما يحدث. ما كان هذا سيحدث في أي مكان آخر”. وأضاف أن بن شطريت “نجح في تضليل هيكل قيادة مصلحة السجون بكامله”.
وفي تقريرهم، انتقد أعضاء لجنة التحقيق الحكومية بن شطريت ولكنهم انتقدوا يعكوف أيضا، وقالوا إن الأخير “فشل في أفعاله، وفي تجنبه توجيه مرؤوسيه كما هو مطلوب، والقيام بعمليات الإشراف والمراقبة في مختلف المجالات… ضمن نطاقه”. وجمعت لجنة التحقيق أكثر من 50 شهادة وفحصت أكثر من 60 ألف وثيقة من مصلحة السجون والأطراف الأخرى ذات الصلة، وفقا لتقارير.
ووصف رئيس اللجنة مناحيم فينكلشتاين، وهو قاض متقاعد شغل سابقا منصب نائب رئيس المحكمة المركزية في لواء المركز ورئيس النيابة العسكرية، هروب الأسرى بأنه “فشل جدي وخطير” لمصلحة السجون في الكيان الصهيوني.
المصدر: اعلام الإحتلال / وكالات