مقتل أب لعشرة أطفال في ضربة أمريكية شمالي سورية

السكة –  المحطة العربية – وكالات

قتلت ضربة بطائرة بدون طيار نفذها الجيش الأمريكي هذا الشهر في شمالي غرب سوريا، أبًا لعشرة أطفال يرعى أغنامه (عمره 56 عامًا)، حسبما قال أقاربه ،  بعد ساعات من إعلان القيادة المركزية الأمريكية عن مقتل مدني في العملية.

وقالت القيادة المركزية في تغريدة أعلنت فيها العملية في ذلك اليوم، إن الضربة، التي نُفذت في 3 مايو/ أيار في شمالي غرب سوريا، استهدفت قياديًا بارزًا في القاعدة.

تفاخر المسؤولون بنجاح العملية، واثقين من أن الضربة قد حققت مهمتها، رغم أنه كان من الصعب تحديد هدف الضربة بشكل إيجابي، لأن الولايات المتحدة ليس لها وجود عسكري في شمالي غرب سوريا، وهي منطقة لا تزال تتعافى من آثار زلزال مدمر.

ولم ترد تقارير عن وقوع أي إصابات أخرى في غارة الطائرات بدون طيار.

في الأسبوعين اللذين انقضيا على العملية، لم تنشر القيادة المركزية أي معلومات أخرى حول الهدف المقصود.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية، مايكل لوهورن، في بيان إن القيادة المركزية “علمت بمزاعم أن الغارة ربما أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين”، وهي تحقق لمعرفة أين “قد تسببت الضربة عن غير قصد في إلحاق الأذى بالمدنيين”.

كانت صحيفة واشنطن بوست الأول في ذكر أن الجيش الأمريكي يحقق فيما إذا كان مدني قد قتل في الغارة.

قُتل بجانب خرافه

منذ ذلك الحين، قدّم أقارب رجل قُتل في هجوم منفرد في نفس اليوم في نفس المنطقة روايتهم للأحداث، قائلين إنه كان رب عائلة لا علاقة له بالتشدد.

لطفي حسن مستو كان يرعى أغنامه في قرية القرقانية بمحافظة إدلب صباح يوم الأربعاء 3 مايو/ أيار عندما قال شقيقه إنه سمع دوي انفجارات وهرع إلى الموقع.

قال شقيقه الأكبر محمد مستو لشبكة CNN، الجمعة: “عندما عبرنا الجبل، رأينا لطفي ميتًا مع ستة من أغنامه”.

وقال الدفاع المدني السوري في بيان لشبكة CNN، الجمعة، “لاحظ الفريق حفرة واحدة ناجمة عن الصاروخ وكانت بجوار جثة الرجل”، مؤكدا أن الرجل كان يرعى أغنامه.

وأضافت المجموعة: “عندما وصل الفريق، كانت زوجته وجيرانه وأشخاص آخرون في الموقع”.

أظهر مقطع فيديو قدمه الدفاع المدني السوري لشبكة CNN لحظات وصول الفريق إلى الموقع.

كان من الممكن سماع صوت امرأة تبكي عندما عانق شاب جسد الرجل ملقى بلا حراك على الأرض.

وقال صوت مجهول في الفيديو “إنه شهيد إن شاء الله”.

ثم نقل الدفاع المدني السوري الجثة إلى منشأة طبية محلية.

لطفي، الذي كان لديه 10 أطفال، بينهم طفل في الخامسة من العمر، لم يغادر قريته أبدًا خلال الانتفاضات السورية ولم يدعم أي فصيل سياسي، على حد قول شقيقه.

“لا جيش سوري حر، لا نظام سوري، لا داعش، لا القاعدة، لا هيئة تحرير الشام، لا شيء، إنه مجرد مدني يحاول كسب العيش”، قال شقيقه مُعددًا قائمة الفصائل المختلفة داخل الحرب الأهلية الوحشية في سوريا.

كما قال محمد ساجي، أحد أقرباء مستو الذي يعيش في القرقانية،

 “من المستحيل أن يكون مع القاعدة، ليس لديه حتى لحية”.

تعد قضية الخسائر في صفوف المدنيين مسألة حساسة بالنسبة للبنتاغون، خاصة القيادة المركزية، بعد غارة بطائرة بدون طيار في الأيام الأخيرة للانسحاب من أفغانستان أسفرت عن مقتل 10 مدنيين بينهم سبعة أطفال.

زعم الجيش في البداية أنه استهدف وقتل أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، مشيرًا إلى وجود متفجرات ثانوية كدليل على أن الهدف كان يخزن مواد متفجرة.

لكن التوضيح انهار في النهاية، واعترف الجيش بأن العملية كانت خطأ فادحًا.

قرر وزير الدفاع لويد أوستن في النهاية عدم معاقبة أي شخص بسبب العملية الفاشلة، حتى عندما أصدر تعليماته للقيادة المركزية وقيادة العمليات الخاصة لتحسين السياسات والإجراءات لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين بشكل أكثر فعالية.

التزم أوستن بتعديل سياسات وزارة الدفاع لتوفير حماية أفضل للمدنيين، وحتى إنشاء مركز امتياز لحماية المدنيين، قائلاً في ذلك الوقت: “يجب محاسبة القادة في هذه الوزارة على المعايير العالية للسلوك والقيادة”.

اترك تعليقا

NEW