وفاة أسطورة موسيقى الروك تينا ترنر في سويسرا
- سمير قطيشات
- 25 مايو، 2023
- محطة المنوعات
- 0 Comments
السكة – المنوعات
أشعلت مغنية الروك الراحلة تينا ترنر بصوتها القوي وحضورها الزاخر حيوية المسارح، وتركت بصمة كبيرة في موسيقى الروك خلال القرن الـ20، وأصدرت على مدى خمسة عقود أغاني ضاربة، أولاً مع زوجها آيك ترنر، ومن ثم خلال مسيرة منفردة حققت خلالها نجاحاً باهراً.
واحتلت المغنية السوداء الفائزة بثماني جوائز غرامي التي توفيت، أمس الأربعاء، عن 83 عاماً، المسارح اعتباراً من ستينيات القرن الماضي، واستقطبت جيلاً جديداً من المعجبين في عودة مظفرة بعدما أفلتت من زواج تعرضت فيه للتعنيف.
البداية
هجرها أهلها فخرجت من حقول القطن في ولاية تينيسي الأميركية لتصبح “ملكة الروك أند رول” المليئة شغفاً، التي تفيد رواية في أوساط الموسيقى أنها علمت مغني فرقة “رولينغ ستونز” ميك جاغر كيفية الرقص.
بعدما استحالت ظاهرة عالمية، عاشت المغنية صاحبة أغان مثل “ذي بيست” و”ناتبوش سيتي ليميتس”، سنوات حياتها الأخيرة في سويسرا مع زوجها الثاني إيروين باخ، وهو مسؤول كبير سابق في شركة إنتاج موسيقي تزوجته عام 2013 بعد علاقة استمرت ثلاثة عقود.
شهدت بداية مسيرتها عندما كانت تغني خصوصاً موسيقى السول وأر أند بي، تغيرات وتقلبات كثيرة. وقد أقرت أنها حاولت الانتحار في ذروة تعنيف زوجها لها جسدياً ومعنوياً.
وروت في مذكراتها “ماي لاف ستوري” في 2018 “كان يلكمني على أنفي مراراً وتكراراً إلى حد كنت أشعر بطعم الدم ينزل في حلقي عندما أغني”.
ملاحقة الأحلام
هربت تينا من زوجها عام 1976، واجتازت راكضة طريقاً سريعاً للفرار خلال جولة موسيقية. وأنجزت معاملات طلاقها في عام 1978 ولم تحمل معها سوى اسمها الفني.
إلا أن الحلم بالتحول إلى نجمة روك لازمها.
وتساءلت ترنر في تعليقات عرضت خلال مراسم دخولها متحف مشاهير الروك عام 2021 “كيف لي أن أملأ ملاعب رياضية؟ كنت أطمح لذلك، كنت أريد أن أفعل ما كان يفعله جاغر وآخرون في ذلك الوقت”.
وقد حققت هذه الأحلام بل أكثر عندما سجلت نجاحاً هائلاً عام 1984 مع ألبومها “برايفت دانسر”. ونالت أغنيتها “واتس لاف غوت تو دو ويذ إيت” الواردة في هذا العمل جائزتي غرامي، وأطلقت نجوميتها العالمية في سن الـ44.
بعد أربع سنوات على ذلك، سجلت رقماً قياسياً مع أكبر عدد حضور دفع ثمن بطاقة لحفلة يقيمها فنان منفرد، خلال عرض لها في ريو دي جانيرو، مع مشاركة 180 ألف شخص.
إعادة صياغة قواعد الروك
بصفتها امرأة سوداء اختارت الروك على موسيقى دو-ووب الخمسينيات وموتاون الستينيات، أعادت ترنر كتابة قواعد هذا النوع الموسيقي للنساء.
وقالت مغنية الراب ليزو، إن ترنر “جسدت الحلم كونها امرأة سوداء احتلت خشبة المسرح بمفردها”.
باعت ترنر أكثر من 100 مليون نسخة من ألبوماتها حول العالم بحسب مجلة “بيلبورد”، ومهدت الطريق أمام مغنيات جريئات من أمثال جانيت جاكسون ومادونا وبيونسيه.
وقالت بيونسيه خلال مراسم تكريم لتينا ترنر عام 2005 في مركز كينيدي “لم يسبق لي أن رأيت في حياتي امرأة بهذه القوة وبهذه الروعة ومن دون خوف”.
أشواك على الطريق
ولدت آنا ماي بولوك، وهذا اسمها الأصلي، في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 1939 في بروانزفيل بولاية تينيسي.
وترعرعت مع شقيقتها في عائلة متواضعة الحال، إلا أن وضعهما ساء عندما تخلى والدهما عنهما أولاً ومن ثم والدتهما.
عند وفاة جدتهما التي ساعدت في تربيتهما، انتقلت آنا ماي إلى منزل أقارب في سانت لويس بولاية ميسوري في سن الـ16.
التقت هناك آيك ترنر، وهو عازف غيتار وقائد فرقة موسيقية يكبرها بثماني سنوات كان قد حقق بعض الشهرة بعدما ألف وسجل أول أغنية روك أند رول بعنوان “روكت 88” في 1951.
وأقنعت آيك بالسماح لها بالغناء إلى جانبه.
عندما حققت أغنية “إيه فول أن لاف” نجاحاً كبيراً في عام 1960، أطلق عليها اسم تينا ترنر، وقد شكل الثنائي “آيك أند تينا ترنر ريفيو”. وتزوجا في عام 1962.
منذ البداية، كان حضور تينا ترنر الأقوى والطاغي، وسرقت الأضواء بفضل صوتها الهادر ورقصاتها الساحرة.
وقد عكست أعمالها التوترات في حياتهما الشخصية، وكان أشهرها أغنية “براود ماري ” في عام 1970.
لكن لطالما امتزج غناؤها القوي والمثير بشيء من الهشاشة.
عن ذلك قالت في مقابلة مع مجلة “رولينغ ستون” عام 1986 “أغني بهذه العواطف لأنني اختبرت الألم في قلبي”.
عروض لاس فيغاس
بعدما انفصلت عن آيك ترنر، خاضت غمار العروض في لاس فيغاس وأصدرت أغاني منفردة حققت مبيعات متواضعة، وبدأت جولات في أوروبا.
لكن مع نجاح البوم “برايفت دانسر “في عام 1984، اكتمل تحولها من نجمة رديفة إلى نجمة روك ساطعة.
في السنة التالية، قامت بوصلة لا تمحى من الذاكرة مع ميك جاغر في حفلة “لايف إيد” في فيلادلفيا. وقد مزق جاغر يومها تنورة ترنر الجلدية القصيرة في وسط الغناء.
وشاركت ميل غيبسون التمثيل في فيلم “ماد ماكس: بيوند ثاندردوم”، وهو إنتاج ضخم، وقد أسهمت في كتابة مذكراتها بعنوان “آي تينا”. وكانت محور فيلم بعنوان “واتس لاف غوت تو دو ويذيت” من بطولة أنغيلا باسيت.
وأكدت ترنر التي اعتنقت البوذية بعدما رأت فيها “مخرجاً” من زواجها الأول الخطير، مرات عدة أن الإيمان شكل حافزاً لشبابها المتجدد واستقرارها.
التخلي عن الجنسية الأميركية
في عام 2008، قامت بجولة حققت خلالها عائدات قدرها 130 مليون دولار . وفي 2013 بعد زواجها بثلاثة أشهر من باخ وحصولها على الجنسية السويسرية تخلت ترنر عن جنسيتها الأميركية.