مقطع من رواية ” وجهة سهر” لـ محمد أبو رحمة

السكة – محطة الكتاب – محمد أبو رحمة

محاولة أولى لتكوين أنثى في رواية…

من الصعب التبؤ بردات فعلها في ظروف كثيرة .. وأحيانا تبدو متوقعة كمشهد النهاية في فيلم معاد . . لا تثير الفضول .. ولا تلفت انتباه قط متوثب ..
من غرائب طباعها أنها لا تكف عن القاء نظرة خاطفة الى صورتها في الواجهات الزجاجية للمحلات … حتى لو وقفت سبعين سنة أمام مرآتها قبل أن تخرج ..
. . وعندما تقف لتشتري لنظرت الى المعروض كما لو التقت صدفة بصديقة قديمة … تفتح فمها وعينيها وأنفها وأذنيها في نفس الوقت ومرة واحدة.
كثيرا ما تردد أن لها شخصيتها القائمة بذاتها لكن تلك، في الحقيقة، كذبتها التي كررتها الى أن صدقتها هي … لا أكثر ولا أقل … فمجرد أن تهمس لها صديقة ما بنصيحة أو تحذير … حتى يتحول الى احتمال من نوع ( كأنه في منه) !!
وحتى حين تثبت الأحداث أن تحذير صاحبتها غباء مطلق … تتجنب أن تراجعها في الأمر .. ربما لأنها تحتاج دوما إلى نوع من (قرون الإستشعار) .. النابعة أساسا من ادمانها على الخوف ..
” والأطمئنان للقلق” ألذي يشعرها بالأمان أكثر من الثقة التي تشعرها كما لو أنها قفزت في الهواء كقطعة ملابس على حبل غسيل عبثت بها الريح ..
غالبا ما تقوم يالأعمال بنشاط وحركات متوثبة . .. لكنها، حين ينقلب مزاجها ،تصير أكثر كسلا من سلحفاة ترسم لوحة لسلحفاة كسولة ….

2 Comments to “مقطع من رواية ” وجهة سهر” لـ محمد أبو رحمة”

اترك تعليقا