لبنى بجالي تكتب : لماذا نكره رؤية الدم؟

السكة – محطة كتاب السكه – من قلم لبنى بجالي 

سألتها ابنتها : لماذا نكره رؤية الدم؟
لم تجبها بل سرحت في خيالها وعادت لذكريات طفولتها …. هل نكره رؤية الدم؟

عندما كانت صغيرة كانت أمها تتوتر وتنزعج عندما تدخل عليها من الحارة ولديها نزيف أنفي … أو ركبة مجروحة تنزف دما … إذا أمها تكره رؤية الدم …

لكن في نفس الوقت عندما أصبحت في الثالثة عشر من عمرها ذهبت إلى حديقة المنزل لتخبر أمها التي كانت تجلس مع خالتها أنها رأت دما على ملابسها الداخلية فما كان من أمها إلا “أن طقت الزغرود” وبدأت هي وخالتها بالغناء … فهمت فيما بعد أن هذه هي بداية دورة الشهرية وبداية رحلتها كأنثى وأنها إثبات أن رحمها قادر على حمل كيان آخر داخله (أو هكذا يظنوا) ..

. فأصبحت حريصة أن تتأكد كل شهر بأنها أنثى بأن ترى قطرات الدم الأولى … وبهذا فإن أمها تحب رؤية الدم
وتأكد لها حب أمها لرؤية الدم عندما تزوجت إبنة عمتها وفي ليلة الدخلة حدث هرج ومرج وغضب وصراخ وعويل لأنهم لم يروا قطرات الدم الأحمر …

وفهمت أن هذا معناه أنها ليست عذراء … ولأن أخاها كان شخصا منفتحا قرر أخذها للطبيب الذي أقر أن غشاء بكارتها هو من النوع المطاطي … وأن على الطبيب أن يشقه في المشرط حتى يسيل الدم عندما يدخل عليها العريس … وقد كان … ففهمت هي أن الدم مرتبط بالشرف… وسعدت العائلة برؤية الدم

لكنها لم تفهم لماذا غضبت أمها وبكت أياما عندما شاهدت سيارة الإسعاف تأخذ ابنة أم عطا بنت الأحد عشر عاما إلى المستشفى يوم دخلتها على صديق والدها بعد أن نزفت الكثير من الدماء … فهل أمها تكره الدم؟ أليس هذا دلالة على أن لديها من الشرف الكثير …

قاطعت ابنتها خيالها وذكرياتها بأن سألت السؤال مرة أخرى: لماذا نكره رؤية الدم؟ أجابتها دون تردد: نحن نكره رؤية الدم لأنه أصبح الوسيلة الوحيدة للدلالة على وجودنا … وأنهت الحديث لأنها لا تملك إجابة أفضل

 

اترك تعليقا

NEW