مشاريع استيطانية تستهدف القدس وتاريخها لتهجير التجمعات البدوية

السكة – المحطة الفلسطينية – وكالات

لا تزال حكومة اليمين الإسرائيلية تواصل بشتى الطرق تنفيذ خططها الرامية لتسمين المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية، في سياق سياسات التوسع والضم، الذي تهدف من ورائه ربط تلك المستوطنات بمناطق العمق الإسرائيلي، رغم بعد المسافات، وهو ما يعيق قيام دولة مترابطة الأوصال.

كان آخر مشاريع الاستيطان والتهويد الخطيرة، هو تحويل سلطات الاحتلال “قلعة القدس” الواقعة قرب باب الخليل بعد 10 سنوات من التنقيب وثلاثة أعوام من الترميم، لتصبح متحفا يهوديا باسم “قلعة داود” بتكلفة حوالي 50 مليون دولار، حيث حضر الاحتفال الرسمي وزير شؤون القدس ورئيس بلديتها وحشد من المستوطنين والمتطرفين، وتشمل القلعة التي حولت لمتحف يهودي، على 10 صالات بأسلوب فني وثلاثي الابعاد، وتعرض تاريخ المدينة وفق الرواية التوراتية الإسرائيلية.

ويأتي ذلك فيما تمضي حكومة الاحتلال في تنفيذ مخطط القطار الهوائي “التلفريك” الذي يربط غربي القدس مع شرقي القدس، لصالح المستوطنين وتأمين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، حيث يسوق الاحتلال حاليا وفق موقع “القسطل” الذي يرصد الهجمات الاستيطانية ضد القدس، للمخطط على أنه مشروع سياحي، فيما يخفي خططه التي يريد من ورائها تعزيز سيطرة المستوطنين على بلدة سلوان، من خلال علم الآثار والمواقع السياحية، بهدف نهب ومحو الوجود الفلسطيني هناك.

وفي هذا السياق، وافقت لجنة التخطيط والبناء المركزية في القدس المحتلة، على خطط لبناء 400 وحدة استيطانية داخل حي فلسطيني في بلدة أبو ديس الفلسطينية، وذلك ضمن خطة تمهد لجلب المزيد من اليهود للسكن في قلب المدينة المحتلة، حيث من المقرر أن يجري بناء الحي الجديد، الذي يطلق عليه اسم “كيدمات تسيون”، في منطقة تقع بالقرب من الجدار الفاصل في أبو ديس ولها قيمة استراتيجية.

وترافق ذلك مع الإعلان عن موافقة وزارة الطاقة في حكومة الاحتلال، على طلب بلدية الاحتلال بالقدس، لمصادرة أكثر من 200 دونم من أراضي بلدة حزما، الواقعة داخل الجدار الفاصل، وتخصيصها لإنشاء حديقة توراتية وزراعية وغابة العاب مبتكرة، وإعادة تأهيل المنطقة فيما يسمى بـ “ناحال زماري”، وضمها لمستوطنة “بسغات زئيف”، المقامة على أراضي بلدتي بيت حنينا وحزما، وجاء ذلك بعد أن قامت ما تسمى بـ “اللجنة المحلية الاسرائيلية للتنظيم والبناء” في القدس المحتلة، بالمصادقة على إيداع مخططين لدى اللجنة اللوائية، لإقامة 1700 وحدة استيطانية جديدة.

وإضافة إلى تلك المخططات، تواصل سلطات الاحتلال أعمالها الرامية لتنفيذ المزيد من عمليات “التهجير القسري والتطهير العرقي”، والتي تستهدف التجمعات السكانية البدوية في الضفة الغربية، وخاصة التجمعات البدوية، في المنطقة الشرقية للقدس المحتلة.

ويقول المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إن الهدف من وراء ذلك هو ربط كتلة مستوطنات “معاليه أدوميم”، التي تسيطر على نحو 73 الف كيلومتر مربع ويعيش فيها 19 تجمعا بدويا بعدد سكان يتجاوز 4 الاف نسمة، بمدينة القدس والتمدد منها الى تجمعات يسكنها عرب الجهالين في المنطقة المعروفة ب“E1”  وصولا الى البحر الميت والتجمعات الرعوية في مناطق الأغوار الشمالية ومناطق شفا الغور، وهي المناطق التي تطل على الأغوار في سلسلة الجبال والهضاب الشرقية للضفة الغربية، كتجمع المعرجات بين مدينتي رام الله وأريحا، وتجمع عين سامية في منحدرات كفر مالك، وتجمع خربة طانا في امتداد بلدتي بيت فوريك وبيت دجن في محافظة نابلس، فضلا عن التجمعات الرعوية والزراعية في مناطق جنوب الخليل في مسافر يطا، التي يجري التركيز على سكانها بمختلف الوسائل من عمليات هدم للبيوت والمنشآت، والحرمان من حق الحصول على الكهرباء او الوصول الى مصادر المياه.

 

اترك تعليقا

NEW