وكان قد عاش لمدة عام كامل حياة كاملة مع أسرة مصرية في قرية أبو صير بمركز البدرشين في الجيزة  جنوبي القاهرة، ورغم مرور 20 عاما على تلك التجربة إلا أنه بعد شهور قليلة من توليه منصبه الحالي قرر استعادة ذكرياته مع تلك العائلة وزارها بشكل مفاجئ للتأكيد على أنه لم ينساهم ولم ينس احتضانهم له.

السفارة الأميركية بالقاهرة نشرت على صفحتها  مقطع فيديو من زيارة خالد لتلك الأسرة، وحقق تفاعلا كبيرا.

تجربة خالد أو بول أفادته كثيرا في مستقبله المهني وبفضلها أصبح يتقن عمله كدبلوماسي أميركي ينتج المحتوى الموجه للعرب وخاصة المصريين، بل وأصبح من أشهر الأجانب الذين يقومون بتجارب معايشة يومية مع المصريين بالشارع ويتم نشرها على المنصات الأميركية وتلقى حفاوة من المتابعين.

لماذا قرر المعيشة مع أسرة مصرية؟

خالد ولفسبرغ تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية” عن قصته قائلا:

  • اسمي بول ولفسبرغ كما هو مدون في جواز السفر الأميركي، ولكني أحب اسمي باللغة العربية وهو خالد.
  • اخترت أن يكون اسمي العربي خالد لأن حرف P في اسم بول غير موجود باللغة العربية.
  • حصلت على الماجستير في الدراسات العربية من جامعة جورج تاون  بالولايات المتحدة الأميركية.
  • بدأت في تعلم اللغة العربية منذ 22 عاما في الاردن حيث كنت أدرس العربية هناك، ولكن وقتها لم أكن قادرا على التواصل باللغة العربية، فتوجهت إلى مصر للتعمق أكثر في اللغة العربية ولتعلم العامية المصرية.
  • حينما جئت إلى مصر عام 2003 نزلت في الشوارع بشكل تلقائي ودون تنسيق مع  السفارة الامريكية ولا أي جهة وبحثت عن أسرة لتستضيفني في بيتها.
  • استغرقت بعض الوقت حتى وجدت الأسرة التي تقبلت الفكرة لأنها غريبة بعض الشيء عن المجتمع المصري.
  • كنت أعيش في شقة بالطابق العلوي والأسرة المكونة من 6 أفراد تعيش في الطابق الأرضي، وكنت أتناول وجبتي الإفطار والعشاء معهم، وأنزل للقاهرة بالنهار لعملي صحفيا في جريدة الأهرام ويكلي، وعطلة نهاية الأسبوع كنت أقضيها بالكامل مع هذه الأسرة.

قصة حب مع المحشي

وعن أفضل الأطعمة المصرية التي أحبها خالد خلال معيشته مع الأسرة المصرية، قال: “محشي الكرنب هي أكثر وجبة مصرية أحببتها خلال إقامتي مع تلك الأسرة، حيث كانت ربة الأسرة أم أحمد تحرص على إعداد هذه الوجبة يوم الجمعة” .

وأوضح أن زوجته عراقية وهي من تحضر له هذه الوجبة حاليا كلما اشتاق إليها، مستطردا: “معيشتي مع تلك الأسرة أفادتني كثيرا وتعلمت منها بجانب اللغة الفصحى  والعامية المصرية، وكذلك التقاليد والقيم العربية والمصرية”.

وعن الفرق بين الحياة في أميركا ومصر، قال خالد: “على عكس حياتي في الولايات المتحدة، ففي مصر أشعر بالدفء والود والتفاعل الكبير من جانب المصريين بالشارع”.

طريق الدبلوماسية بدأ من أبو صير

وعن سبب اشتغاله في السلك الدبلوماسي رغم اهتمامه في الأساس بدراسة وتدريس اللغة العربية، قال ولفسبرغ: “حياتي في قرية أبو صير في الجيزة  دفعتني للتفكير في العمل بالسلك الدبلوماسي كمهنة مستقبلية لأنني بالفعل كنت أمثل بلدي، حيث أنني كنت الأجنبي الوحيد بالقرية والناس هناك كانوا يسألونني عن المجتمع الأميركي والثقافات الغربية”.

ورغم ذلك قال:

  • لم ألتحق بالعمل في وزارة الخارجية  إلا بعد هذه التجربة بعشر سنوات، حيث أنني عدت وقتها للولايات المتحدة حصلت على الماجستير في اللغة العربية بجامعة جورج تاون.
  • قمت بتدريس اللغة العربية في عدة جامعات أميركية، وبعدها انتلقت للحياة في الإسكندرية بمصر لمدة عامين، حيث عملت على إدارة برنامج للطلاب الأميركيين بحامعة الإسكندرية.
  • عملي الأساسي في السفارة الأميركية بالقاهرة متعلق بخلق محتوى إعلامي باللغة العربية على شبكات التواصل الاجتماعي وحياتي مع الأسرة المصرية هي السبب في معرفتي بطبيعة المجتمع الذي أنتج له هذا المحتوى.
  • بداية طريقي في إنتاج المحتوى العربي كانت عام 2016 حينما عملت نائبا للقنصل الأميركي بالأردن، حيث كنت مسؤولا عن التواصل مع الجمهور وكنت أنتج المحتوى العربي الخاص بالموضوعات القنصلية، وكذلك عملت فترة بالسفارة الأميركية في العراق
  • حرصت مؤخرا على زيارة هذه الأسرة حينما عدت للقاهرة في وظيفتي الحالية، ووجدت أطفال هذه الأسرة صاروا رجالا وسيدات ولديهم أبناء، ورب الأسرة أبو أحمد توفي، ولكن أم أحمد رحبت بي جدا وأعدت لي طعامي المفضل وكذلك رحب بي بقية أفراد الأسرة.

وعن الدرس المستفاد من تلك التجربة، ختم ولفسبرغ: “ما أستطيع تأكيده هو أن التعلم يأتي بالمعايشة، ولذلك فأنصح كل أجنبي يرغب في تعلم العربية بالمعايشة والتعايش مع شعب عربي، لأن من عاشر قوما 40 يوما صار منهم، وأنا صرت من المصريين”

المصدر: سكاي نيوز