لماذا تُقرع أجراس الكنيسة؟
- Alsekeh Editor
- 10 يونيو، 2023
- استراحة السكة
- 0 Comments
السكة – محطة الاستراحة
تعود عادة قرع أجراس الكنيسة إلى العام ٤٠٠ بعد الميلاد وتحديدًا إلى زمن القدّيس بولينوس أسقف نولا الذي خلق رابطًا ما بين الأجراس والكنيسة. حيث في نهاية القرن الرابع الميلادي عندما أعلنت الدولة الرومانية أنَّ “المسيحيّة” واحدة مِنَ الديانات في الدولة، وتمَّ استخدام الأجراس للإعلان عن بدء الصلاة في الكاتدرائيات، بالإضافة إلى استخدامها فيما بعد انتشار المسيحيّة للإعلان عن الصلوات في الكنائس كلّها.
وكانت الأجراس في القرن الرابع والخامس الميلادي عبارة عن لوح خشبي (الناقوس) واسمه (السيماندرو) أو مَعدني كبير، يحمله الراهب ويدقّ عليه مِنْ أجل إعلان الصلاة أو للإجتماع، والتي مازالت تُسْتَخْدَمُ حتى الآن في الأديرة الأرثوذكسيّة.(الروميّة الروسيّة السلافيّة البلغاريّة الأورشليميّة والأنطاكيّة) لإيقاظ الرُّهبان مِنْ أجل الصلاة.
عندما يسمع المؤمنون رنين الأجراس يدركون فورًا أن الوقت قد حان للتوجّه إلى الكنيسة.
إنَّ قرع الأجراس ليس مَذكورًا في الإنجيل بل هو عادة تمَّ توارثها عبر الأجيال لتذكير المُؤمنين بوجود الله في العالم بطريقة تبثُّ الفرح.
وتتعدد الرنات في الكنائس، فهناك:
رنة “الموت” وهي عبارة عن دقات بطيئة مُتَقَطِّعَة تفصلها ثوان معدودة، ويتمّ دقَّها أيضاً في صلوات ” الأسبوع العظيم “، وبالنسبة للمسيحيّين يَكْفِي أنْ نسمع الدقّات الحزينة حتى نعرف أنَّ هناك مَنْ توفي وربَّما تربطنا به صلة مَعرفة ولم يَصلنا الخبر بعد، فيسهل النزول للكنيسة والسؤال عن هوية المُتوفي، وهي رنّات حزينة تُصيب أجسادنا قشعريرة، تُذكرنا بأن النهاية قريبة لكلِّ بني آدم.
رنّة “الفرح” تطرب أذاننا وتخفق قلوبنا عند سماع رناتها، وهي الدقات السريعة المتتالية التي تصدرها الأجراس في الأعياد، وعادة ما يَتِمُّ إستخدام أكثر مِنْ جرس، وبدونها لا نشعر بفرحة العيد، فهي ما أن تصدر حتى نتأكد أن الكنيسة تستعد لصلاة قداس العيد، حيث نجتمع نتقاسم الفرحة والبهجة، وربما مررنا بتجارب مريرة على مدار سنوات حيث طغى الحزن والموت على الكنيسة بسبب حوادث الإرهاب، إلا أنَّ هذه الدقات المميزة برغم الحزن لم تتوقَّف.
وأخيراً رنة “القداس” وهي الدقة المُعتادة في صلاة القداديس، وهي تُعْتَبَرُ مُنَبِّه مَجَّانِي للمسيحيّين، لينتبهوا أنَّ القداس لنْ ينتظرُ أحد، والتأخير لنْ يفيد، خاصة وأنَّ هذه الرنَّة تكون في بداية القداس الإلهي وتسبقها رنّة أخرى قَبْلَ بدء صلاة السحر.