عبير داغر تكتب ربّاني الرجال
- Alsekeh Editor
- 5 يوليو، 2023
- المحطة الثقافية
- 2 Comments
السكة – المحطة الثقافية – كتبت عبير داغر
لأنه لا نساء في حياتي، فقد ربّاني الرجال، وعندما يربيك الرجال يعلمونك أن تقلّد الريح وتغادر الشجر، وأن تلبس الرحيل كأنه جلد ثانٍ، وتتخفف من الذكريات فتودعها عارية من النوستالجيا في أدراج الأصدقاء، وتتندر من الغارقين في الحنين وهم يجففون ملوحة أرواحهم التي بكوها وأعادوا بكاءها، إلى أن تقددت كمؤن الشتاء.
عندما يربيك الرجال، ويكتب الشعراء عن الحب، فلن يكون صعبًا اعتناق أشعار درويش، وتبني احتفائه بأوّل الحب، لأنك عندها ستقدره كرجل، وترفع كأسه ضد ابتذال بقاء الأحبة معًا إلى أن ينتهي العمر. عندما يربيك الرجال، تهرب كشجاع أصيل من اليوم الثاني لشهريار كي لا تخرّب الحكاية، فتحكي عن الحادثة، تلك التي وقعت، وتنسى من مات.
تربيت كرجل، لُقنت بروتوكولات الفقد، وهزئت بالحنين، تركت الشام دون أن أحمل منها ولو ذرة غبار في صدري، أو سواد إسفلت على حذائي الجديد، لم آسف لأني لم أشمّ ياسمينها المخلوط برائحة بردى الآسنة، تعلمت أن حصتي منها هي حصص صوتية، حصص الخفاء والأسرار للمدن التي تكره الإفصاح، وتعبد وشوشات الأبواب والأيدي المتشابكة للعشاق الهواة، تعيش زمنها بين طرطقات ملاعق الغداء عند الثانية تمامًا، ورعشات الصمت التي تضرب عامودك الفقري في “بيت الدرج” للأبنية العالية، وأنت تُرمى في خرمشات ملابس حبيبك الشتائية، وفي لهفة القبل العمياء في بيوت المصاعد وعنين موتوراتها الجهنمي. وهسهسة التراب في الطرقات المهجورة في برد الساعة الخامسة مساء، فمن لم يزر الشام في الشتاء، من لم يمش في طرقات مسفلتة بالريح، لن يعي أن عزلة الساعة الخامسة مساء لن يضاهيها رعباً سوى فحيح الأوراق التي تسقط كمخالب تحفر في بداية كل ليل قبورًا للساعات المنقضية في فعل اللاشيء.
تركت الشام دون ندم، دون صورة فوتوغرافية لتثبيت الوجه أو اقتناص الحنين، حملت منها ضحكتي الزاعقة، كي ألهي عنصر الأمن عن الرعب في صوتي، عندما اقتحم البيت وسألني عن اسمي، وخفت أن أخطأ به. حملت منها فضاء من الأصوات، من خرمشات أظافري على زجاج تابوت حمل جثة أبي المبردة، فقد مات أبي مرة، وتركتْ لي مقلس، قرية الدمى تلك، رنين جرس كنيستها، ممزوجًا بصوت “غُرابيّ” للخوري إلياس وهو “يجنّز” الأستاذ إبراهيم، أبي مثل نبي بلا أتباع.
“النص السابق : مقطع من رواية سقوط حر “
Safia
والشام لا تليق بك ولا يهمها إن ندمت أم لم تندم فهي سيدة المدن وشمس الحياة وياسمينها أنقى من قلوب من غدر بها !! .. ياسيدتي لايهم مايقوم به عنصر أمن أو مخرب فلا يحق لك أن تحكمي على بلدٍ تربيت فيه وتعلمت أن تنكريها بمثل هذا الكلام
سقطة أخرى للسكة في نشر هكذا منشور
Safia
موقع لا يليق به الا ان يقال انه بعيد عن الموضوعية وحرية الرأيد ولا يستحق المتابعة وبعرف راح تلغوا التعليق .. مثل مالغيتوا تعليقي السابق .. دمشق لايليق بها ان تذكرها من تربت كرجل