قراءة لغزوة “عباس” في جنين

السكة – المحطة الفلسطينيه – كتب عبدالله شقير

في قراءة متعجلة لزيارة محمود عباس لمخيم جنين بعد الأحداث المؤلمة التي ألمت به وبأهله فإن ثمة حيرة عميقة تنتاب القارئ والسامع والرائي على حد سواء ، تدفعه إلى التفكير مرارا ليخرج كل مرة بفكر مقلوب وتصور لا يستقيم .

 

ففي الوقت الذي كان يمارس فيه العدو الصهيوني عدوانه الإجرامي على مخيم جنين اجتمعت قيادة السلطة برئاسة محمود عباس واتخذت قرارات عدة كان منها وقف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال الصهيوني ، هذا ما تم تدوينه على الورق وتم تداوله إعلاميا ، ولكن واقع الأحداث يشهد بعمل منافٍ لكل قرارت عباس المتخذة ، فالتنسيق الأمني لم يتوقف لحظة واحدة ، وهذا ما صرح به الاحتلال ، وكانت المهام الموكلة بعناصر الأمن الفلسطيني إفراغ المخيم من المقاومين حتى يتسنى للجيش الصهيوني دخول المخيم بأمان أكبر، وضبط من بقي من المقاومين ، وضبط الأسلحة التي يحتويها المخيم في مستودعات المقاومة .

 

 

لم تعد المخادعة تنطلي على الشعب الفلسطيني ولا على الشعوب العربية المتتبعة لأخبار السلطة والمقاومة ، وكل فكر ومنهج راسخ في ذهن محمود عباس إنما هو أوامر متصلة منذ زمن بعيد بالاحتلال الذي سخّر عباس منذ أن ولّاه لوأدِ المقاومة في مهدها ، وتبديد كل مسعىً للمقاومين في مجابهة العدو المغتصب .

وفي معرض الأخبار الواردة ما يؤكد هذا النهج ، فقد عقد عباس بعد انتهاء العدوان الصهيوني على غزة اجتماعا مع قادة الأجهزة الأمنية ليوبخهم على تقصيرهم في السيطرة على المقاومين لما في ذلك من إضعاف لسلطته أمام ولي نعمته الكيان الإسرائيلي ، ومما يُعلي من شأن حماس في دورها المقاوم على الساحة الفلسطينية وهو ما يُخجِل عباس أمام إسرائيل وأمام الإدارة الأمريكية وأمام نفسه.

 

 

والحقيقة ان السلطة بزعامة عباس طالما امتهنت سبيل الخسارة ، وكأنها خلقت لتخسر وتتلقى الصفعات تلو الصفعات من عناصر الاحتلال ، إذ رضيتْ أن تكون ذيلا لعدو مغتصب لئيم ، ولم تكن رأسا في قرار اتخذته بسيادة مطلقة ، ومتى كان العز في الذَّنَب ، فالذل كل الذل في أذناب البقر ، أما نواصي الخيل فلستَ عباسُ أهلا لها ، ولم يكن لك يوما في الشجاعة والإقدام نصيب ، ولا حاشيتك وأجهزتك الأمنية ، فكلكم في العمالة سواء .
والعذر منك أيها القارئ ، فكلام الصحافة المتزن لا يليق بخبر يتصل برئيس دولة مثل عباس الذي عطّل دور منظمة التحرير، وجعل ” فتح ” حجر عثرة في سبيل كافة الفصائل ، وليته أدرك نفسه في أحداث جنين الأخيرة ليترك بصمة ترقع شرفه المهترئ ، ولكنه زار جنين مستقويا على من فيها ليقول للعالم أجمع أنه العبد الذليل لعدو استعمله ليحبو ثم يمشي ثم يغذ السير في طريق الخنوع والتبعية والهوان .

 

اترك تعليقا

NEW