سجون الاحتلال تضم بين قضبانها كاتب السكة والمختص في شؤون الأسرى ستة شهور

السكة – محطة المقالات – بقلم عبدالله شقير 

تُعَدّ قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال إحدى أهم القضايا وأكثر الملفات حساسية لدى الشعب الفلسطيني ، وخصوصاً عند فصائل المقاومة التي ترى أن إنهاءه دَين كبير يطوّق أعناقها ، وحِملٌ ثقيل لا بد للمقاومة من إنجازه ، فكل الفصائل الفلسطينية المقاوِمة خاضت تجربة الأسر في سجون الاحتلال أعواماً طويلة ، وهي تدرك حجم المعاناة التي يتجرعها الأسرى في سجون الاحتلال ، فلطالما كان ملف الأسرى هو التحدي الأبرز أمام الفلسطينيين ، وطالما كان هو العبء الأكبر أمام قيادة المقاومة الفلسطينية التي أعلنت أن قضية الأسرى تنامت على طاولتها خلال الفترة الأخيرة مع تصاعد التهديدات لهم في سجون الاحتلال في ظل حكومة يمينية متطرفة خصوصا بعد تولي إيتمار بن غفير لملف السجون ، وما تبع ذلك من سياسة ممنهجة للتنكيل بهم وسلبهم كل حق أقرته المنظمات الإنسانية والحقوقية وبإجرام غير مسبوق أصبحت تمارسه دولة الاحتلال تجاه الأسرى الفلسطينيين لكسر شوكتهم والحد من عزيمتهم ، ولقد كشف هذا الأمر ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين ، ففي الوقت الذي نرى فيه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يطالبان بإنهاء ملف جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية ، يتناسيان معاناة آلاف الأسرى بما فيهم المرضى في سجون الاحتلال .

إسرائيل ماضية في غطرستها دون مبالاة لأي أنظمة أو قوانين ، وأنّى لها أن تكوْنَ دولةَ قانونٍ وهي الدولة التي نشأت بلا دستور ، وتولَّى قيادتَها عصابةٌ من المجرمين توارثوا الإجرام جيلا بعد جيل ، وسلبوا صاحب الحق حقه كأي لص ذميم ، يسرق لا لحاجةٍ أو فقرٍ ولكن للإذلال والقهر، ويحصل كل ذلك دون محاسبة من أحد ، ودون خشيةٍ أن تُسألَ إسرائيلُ عما تفعل بعد أن وضعت بسطارها في حلقوم كل حاكم في العالم ، فلا تجد لها رادع عما تفعل أو مندد أو مستنكر ، وليست تكترث بذي سلطان إن كان عزيزا أو كان بلا كرامة .

بالأمس القريب اعتقلت قوات الاحتلال ثامر سباعنة كاتب موقعنا الإخباري الإلكتروني السكة ، والباحث في شؤون الأسرى والمعتقلين الإداريين ، وذلك في كمين نصبته له على طريق السيلة ، واليوم صدر الحكم بسجنه ستة شهور إداريا بعد أن استل سلاحه قلما أوجع الكيان المغتصب بفكره ، وأغضبت كلماته صدور القتلة المجرمين والتي حاكها لتعرية أفعال جيش الاحتلال التي تهتك أستار الإنسانية ، ولا تصدر إلا من كائنات لا تحمل دينا ولا تعرف أخلاقا ، تُعلف كالبهائم ، ولكنها تفوق البهائم قذارة ونجاسة ، إذ يتخذ جيش الاحتلال الاعتقال الإداري طريقا لكبح الحريات ومنهجا للقهر وسبيلا لتركيع الشعب الفلسطيني ، ولعل أكثر ما يقلق في هذا الاعتقال والذي يزيد من معاناة الأسرى وذويهم التجديد غير المبرر عندما تنقضي مدة الأسير ، حيث يُفاجأ الأسير الذي انقضت مدته بتجديد اعتقاله وسجنه يوم الإفراج وانقضاء مدته ، والأنكى أن التجديد يتكرر كلما انقضت المدة حيث أصبح يعرف هذا الاعتقال بالمؤبد المفتوح ، ويعاني منه الأسرى جميعا في سجون الاحتلال .

وإني إذ أكتب هذه السطور – وقد اعتراني الغضب من المواقف التي تتلوا بعضها ذلا وخنوعا – يجيش في صدري سؤال كم تمنيت أن يصل إلى آذان الحكام العرب ؛ بالله عليكم كيف نستصرخكم ونستصرخ ضمائركم لتعلموا حجم المأساة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال ؟ أخبرونا بأي سبيل نستطيع أن نبث لكم ما يفعله جيش الاحتلال من ممارسات لا إنسانية فيها القهر والتنكيل في حق الأسرى والمعتقلين ؟ كيف لنا أن نحرك فيكم مشاعرَ ماتت فما عادت تستشعر ألما ولا يعتريها حزن ؟ ولكني قد يجلو صدري أني أحسبكم شركاء في الجرم وفي التخطيط له ، وما أنتم إلا صنيع عدو محتل لا زال يتربص بنا ، في حال لا زلنا معها ننظر في عيونكم لعلنا نجد فيها غضبةَ الرجال التي تنفجر عندما تُمتهن الكرامة و عندما يُستَخفّ بأقدار الرجال .

ولئن استصرخت الحكام مرة فإني استصرخ السلطة الفلسطينية ألف مرة ، فإن ما يصدر عنكم من السكوت والتواطؤ والخنوع والذلة والعمالة ممثلة بعباسكم لَمَا ذهلت له ذواهلي ، وضاقت له عقول الآحرار أن تستوعبه أو تَعقِلَه ، فعقولنا بما تستوعبه وحجم عمالتكم ضدان لا يجتمعان ، ولقد ساقتنا عقولنا أن ندرك أنكم كلاب مستنفَرة أطلقتها خنازير الاحتلال لتفتك بالشعب الفلسطيني ، هذا وقد أقسمتم على التوارة أن لا تقوم للمقاومة الفلسطينية قائمة ، وأن تبذلوا جهدكم كله في سبيل وأد المقاومة في مهدها ككلاب تنهش اللحم منا وكنا نحسب أنفسنا منكم وأنكم منا ، ولكن خسئتم أن تجتمع خيانتكم بمقاومة الشرفاء منا ، ولا بد أن تدور الدائرة عليكم ، ولن يكون لكم عزة ولا مجد عند هذا الكيان المغتصب حتى ولو اعتنقتم توراتهم وتمسكتم بأذنابهم وبكيتم على حائط مبكاهم ، فتبت أيديكم  كما تبت في سالف العهد يدا أبي لهب .

 

 

اترك تعليقا

NEW