القس نعيم اسطفان عتيق زيتونة فلسطينية أنبتت “لاهوت التحرر الفلسطيني “

السكة – محطة فارس الجالية

لم يكن يعلم الصائغ اسطفان  عتيق  حين ترك مسقط راسه نابلس متجها الى بيسان بصحبة زوجته وابنته البكر بان هذه الرحلة او الهجرة ستكون اخر هجراته الطوعية وكان ذلك في العام ١٩٢٥ من القرن الماضي ،

فارسنا نعيم عتيق طفلاً بحضن والده سلامة والى جوارهما اخوه الاكبر ميشيل

افتتح عتيق محلا لصياغة الذهب في مدينة بيسان وكان لديه طفلين وزوجه ، استقر في مدينته الجديده وكان ملتزما دينيا وكان مواظب علىصلواته برفقة اطفاله في الكنيسة الارثوذكسية ومرت الايام وكبرت عائلة عتيق ورزقه وامراته ثلاثا من الاطفال الذكور وستة فتيات .

ومرت الايام بكل محبة في ارض بيسان الحبيبة وكبر الابناء وكان فارسنا الثالث في ترتيب ابناء اسطفان عتيق ، والتحق الابناء في المدارس والاب يكد في محل الصياغة ويتابع وزوجته ابناءهم في الدراسة والمواظبة على ارتياد الكنيسة ، وتمر الايام ويكبر الابناء .

اسطفان عتيق والد فارسنا واقفاً مع والدته جالسة ووالده الجد سلامة عتيق جالساً

وذات يوم من العام ١٩٤٨ وقعت كارثة احتلال فلسطين وبدون سابق انذار اشتعلت المعارك وهجر الناس بيوتهم واصر والدي على البقاء فيارض الوطن برغم التهويل الذي مورس ضد الفلسطينيين وخيانة الاخوة .

وذات يوم اجتاحت العصابات الصهيونية المدينة وطلبوا من جميع سكان المدينة اخلاء منازلهم وتم تجميع كل سكان بيسان في الساحة الرئيسية وتم فصل المسلمين عن المسيحيين واحضروا سيارات النقل ودفعوا بالمسلمين من سكان المدينة باتجاه الاردن  ، وصاروا لاجئين .

نعيم عتيق شاباً مع آلته الموسيقية الاكورديون

وتم وضع المسيحيين في سيارات نقل وتم نقلهم الى مدينة الناصرة.

وهنا كنت اولى صدمات فارسنا القس نعيم اسطيفان عتيق  وعرف معنى ان تكون مظلوما لاجئا حيث تم ترحيل الاسر بملابسهم فقط تاركين البيوت كما هي ، ويتابع فارسنا عتيق سرد تغريدته : كان وضع اسرتنا افضل قليلا من باقي اللاجئين في الناصرة حيث تمكنت والدتي من حمل بعضا من الذهب دون ان يلحظ جنودالاحتلال ذلك .

  التحق  نعيم عتيق بمدرسة المسيح الإنجيلية الابتدائية وبقي فيها الى ان تخرج منها في العام ١٩٥٦ ،

القس عتيق في احد المؤتمرات الخاصه بمركز سبيل

وعمل  بعد تخرجه لمدة ثلاث اعوام بالتدريس في مدينة الناصره وكان طوال هذه الفترة يشعر بان صوت الايمان يهتف بداخله لاجلالعمل في خدمة الكنيسة فكان ان حظي بالعام ١٩٥٩ ببعثة الى الولايات المتحدة الامريكية حيث تم قبوله في جامعة غرب تكساس  تخصص كيمياء  وتخرج منها في العام ١٩٦٣

وكانت رغبة فارسنا ان يدرس اللاهوت وبالفعل اتصل بمطران القدس المدينة التي كانت  انذاك تحت الوصاية الاردنية وشرح له رغبته  بالالتحاق بمدرسة اللاهوت لان حلمه  كان خدمة  الكنيسة ويقول عتيق :  وفعلا تواصلت مع مطران اسقفي في سان فرانسيسكو والتحقت بالكنيسة الاسقفية  الانجيلية  ودرست في جامعة بيركلي بكاليفورنيا جامعة اللاهوت وانهيت دراسة اللاهوت في العام ١٩٦٦ وعدت لفلسطين.

وعند عودتي ارتسمت شماسا في الناصره ،  واول كنيسة خدمة بها كانت في شفا عمرو وبقيت فيها لمدة خمسة اعوام

وانتقلت منها الى حيفا كقسيس في اكبر كنيسة انجيلية  في فلسطين كنيسةماريو حنا الانجيلي”  كان اتباعها اكثر من ١٢٠٠ مؤمن وبعد نكسة حزيران انتقل اغلب اتباع الكنيسة الى لبنان ولم يبقى من اتباع الكنيسة سوى ١٠٠ مؤمن 

وفي العام ١٩٦٧ التحقت مجددا لدراسة اللاهوت للحصول على شهادة الدكتوراه في اللاهوت وكنت خلالها خادما للكنيسة في القدس

وفي العام ١٩٨٥ حصلت على دكتوراة اللاهوت وكان عنوان رسالتي تضع اساس  ” لاهوت التحرر الفلسطيني” .

وتابعت الخدمة في القدس بكتدرائية الكنيسة الام في خدمة الطائفة العربية الباقية في كنيسة ماربولس في القدس التي صارت تعرف  بالقدس بالعربية وخدمة فيها لمدة ثلاثة عشر عاما .

بصحبة المطران عطالله

ومع بدايةً الانتفاضة الاولى استطعت ان  ابلور “ اللاهوت التحرري لفلسطين ” ، حيث كانت عظة الاحد اكرسها للحديث عن  لاهوت التحررالفلسطيني واحاول ان ابث روح الصمود في إتباع الطائفة في مدينة القدس

مركز السبيل

في العام ١٩٩٢ ابتدات فكرة تاسيس مركز السبيل واستاجرت مقرا له في المدينة القديمة بالقدس واستطعت بالتعاون مع مطران القدس انذاك العربي الاصيل سمير قفعيتي  الذي كان يرغبفي جعل    مركز سبيل تحت رعاية الكنيسة ولكنني اصريت ان يبقى السبيل مركزا لكل الكنائس ، ومنها حاولت نشر افكار لاهوت التحرير واستطعنا من تشكيل اصدقاء السبيل في كل مناميركا كندا بريطانيا ايرلندا نيوزيلندا استراليا ” وكل هذه المجموعات تعمل معنا لاجل خدمة  القضية الفلسطينية.

برفقة مفتي القدس

واستطعنا فيسبيل” من عقد عشرة مؤتمرات دولية واحد هذه الموتمرات  بحضور الراحل ادوارد سعيد وتوزعت المؤتمرات بين القدس والناصرة وطبرية

هذا وقد كنا في سبيل نعمل على مد الجسور مع الاشقاء المسلمين في المدينة المقدسة القدس وكانت للمركز علاقات مميزة مع محافظ القدس ومع مفتيها .

وكنا في السبيل نحرص على مشاركة ابناء القدس في المناسبات الدينيه حيث يتم تنظيم افطار خاص للمسلمين في شهر رمضان لقيادات الاسلام من المفتي والمحافظ واساتذة الجامعات .

وفي العام ١٩٨٨ قدمت للتقاعد المبكر .

والجدير بالذكر ان القس عتيق شارك ابناء الجالية العربية في تكساس بالعديد من المحاضرات الدينية والدنيوية وتناول فيها تجربته التي امتدت من خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا ، ويقيم الان في ولاية تكساس بجانب احبته واصدقائه

اترك تعليقا

NEW