مسيرة أوكرانية تضرب ثاني سفينة روسية خلال يومين

السكة – المحطة الدولية

ضربت طائرة أوكرانية بدون طيار محملة بالمتفجرات ناقلة نفط روسية قبالة الساحل الشرقي لشبه جزيرة القرم المحتلة، في ساعة مبكرة من صباح السبت، وذلك في الضربة الثانية على سفينة تابعة لروسيا في البحر خلال يومين، ما يشير لتحول “البحر الأسود” لمنطقة حرب، حسب تقرير لصحيفة  نيويورك تايمز 

وتزامن الهجوم مع توجيه جديد صادر عن السلطة البحرية الأوكرانية، بتاريخ الجمعة، يحذر من أن ستة موانئ روسية على البحر الأسود ومقارباتها ستُعتبر مناطق تقع في “خطر الحرب” حتى إشعار آخر. 

ويشير هجوم الناقلات، الذي وقع في مضيق كيرتش بالقرب من جسر مهم يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، إلى توجه كييف الجديد الذي صعد من خطر انتشار العنف في البحر الأسود، وفق “نيويورك تايمز”. 

وتتوافق تحركات كييف مع استراتيجية أوكرانيا الجريئة الجديدة المتمثلة في “نقل الحرب إلى الأراضي الروسية”.

استراتيجية أوكرانية جديدة؟

هذا الأسبوع، ضربت طائرات بدون طيار أوكرانية ناطحة سحاب في موسكو تضم وزارات حكومية مرتين في غضون 24 ساعة. 

والجمعة، ألحقت طائرة بدون طيار بحرية أخرى أضرارا بسفينة إنزال تابعة للبحرية الروسية بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي، وهو مركز بحري وشحن رئيسي على الشاطئ الشمالي الشرقي للبحر الأسود.

استهداف سفينة الإنزال الروسية "أولينيغرورسكي غورنياك" في قاعدة نوفوروسيسك في جنوب غرب روسيا
استهداف سفينة الإنزال الروسية “أولينيغرورسكي غورنياك” في قاعدة نوفوروسيسك في جنوب غرب روسيا

والجمعة، أكد مصدر في الاستخبارات الأوكرانية لوكالة فرانس برس “نجاح” العملية التي استهدفت سفينة الإنزال، أولينيغرورسكي غورنياك، في قاعدة نوفوروسيسك في جنوب غرب روسيا.

وأضاف المصدر أن “الهدف كان إظهار أن أوكرانيا يمكنها مهاجمة أي سفينة حربية روسية في هذه المنطقة”.

واعترف مسؤول أوكراني، تحدث لـ”نيويورك تايمز”، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن أوكرانيا كانت وراء هجوم السبت على الناقلة الروسية.

وكشفت صحيفة “موسكو تايمز” أن السفينة هي ناقلة النفط والمواد الكيماوية “SIG” الخاضعة لعقوبات أميركية لتزويدها الطائرات الحربية في سوريا بالوقود.

ناقلة النفط والمواد الكيماوية "SIG" الخاضعة لعقوبات أميركية- صورة أرشيفية.
ناقلة النفط والمواد الكيماوية “SIG” الخاضعة لعقوبات أميركية- صورة أرشيفية.

ويعد الهجوم على “نوفوروسيسك”، المرة الأولى التي تستعرض فيها البحرية الأوكرانية قوتها بعيدا جدا عن شواطئ البلاد، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.

وزاد عدد الهجمات في البحر الأسود من الجانبين منذ خروج موسكو، الشهر الماضي، من اتفاق سمح بتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية في ظل النزاع بين البلدين، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

واشتعل التوتر بالفعل بسبب الهجوم الجوي الروسي المستمر على موانئ أوكرانيا منذ أن قررت موسكو  الانسحاب من الاتفاق الذي كان بوساطة الأمم المتحدة.

ومع تصعيد أوكرانيا لهجماتها بعيدة المدى على أهداف روسية، فإن المسؤولين الذين حافظوا سابقا على “غموض مدروس” فيما يتعلق بالإعلان عن مسؤولية كييف عن الهجمات، أصبحوا يجاهرون بذلك علنا.

وفي بيان السبت، قال رئيس جهاز الأمن الأوكراني، فاسيل ماليوك، إن أوكرانيا كانت مسؤولة عن الهجمات الأخيرة على السفن الروسية، واصفا تلك العمليات بأنها تكتيك “منطقي” و”فعال”.

وقال إنه إذا أرادت روسيا وقف الهجمات، “فعليهم استخدام الخيار الوحيد لذلك، بمغادرة المياه الإقليمية لأوكرانيا وأرضنا”. 

والسبت، كشفت وزارة الدفاع البريطانية أن الهجوم على قاعدة نوفوروسيسك ألحق أضرارا بالغة بسفينة الإنزال التي يبلغ طولها 370 قدما ووجه “ضربة كبيرة” لأسطول البحر الأسود الروسي.

وأشارت إلى أن روسيا نقلت العديد من وحداتها إلى نوفوروسيسك في ضوء “التهديد الكبير” للسفن في ميناء سيفاستوبول، الذي يقع على الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم ضمن مدى الصواريخ والطائرات بدون طيار الأوكرانية.

بوتين بقاعدة نوفوروسيسك في 23 سبتمبر 2014
“نوفوروسيسك”.. ماذا نعرف عن الميناء الروسي الذي تعرض لـ “هجوم أوكراني”؟
تعرضت سفينة حربية روسية بميناء في نوفوروسيسك بجنوب غرب روسيا، الجمعة، لهجوم أوكراني، ما يمثل “ضربة قوية” لقوة موسكو البحرية، ويعد تصعيدا لـ”الصراع في البحر الأسود”.

وتصاعدت الاشتباكات في البحر الأسود والموانئ المحاذية منذ أن رفضت روسيا، الشهر الماضي، تمديد اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية، إذ ضربت الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية عددا من منشآت الموانئ الأوكرانية وصوامع القمح في البحر الأسود أو بالقرب منه.

واستُهدف الأسطول الروسي للبحر الأسود الذي تقع قاعدته الرئيسية في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، مرات عدة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير عام 2022، وقد تكثّفت الهجمات في الأسابيع الأخيرة.

وتؤكد كييف التي تشن، منذ مطلع يونيو، هجوما مضادا لاستعادة مناطق سيطرت عليها موسكو، مع تسجيل نتائج متواضعة حتى الآن، نيتها استعادة القرم التي ضمتها روسيا، في عام 2014، حسب “فرانس برس”.

 

اترك تعليقا

NEW