امتنعت الحكومة الأردنية عن توضيح خلفية الزيارة التي تقول وكالة الاناضول التركية للأنباء إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقوم بها الى العاصمة عمان الثلاثاء في الوقت الذي يرتفع فيه النقاش والجدل تحت عنوان سؤال الخلافة في السلطة الوطنية الفلسطينية.
كل المؤشرات في واشنطن ورام الله ترجح بأن الرئيس محمود عباس وخلافا لموقفه في السنوات الماضية بدأ يحقق قدرا من الإستجابة لدعوات عربية وأخرى أمريكية وإسرائيلية تسمح بترتيب الأوضاع فيما تبقى من هيكل السلطة الفلسطينية مستقبلا.
ومعنى ذلك ان عباس بدأ يناقش مع الأخرين مسالة خلافته مستجيبا فيما يبدو لواحدة من أهم الملاحظات الاردنية والمصرية حصرا التي تكررت مؤخرا على مسامعه.
وفيما عباس إستضاف مؤخرا في منزله اجتماع غير رسمي لأقطاب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح ناقش تفاصيل المستقبل والخلافة لأول مرة، فيما حصل ذلك يمكن اعتبار زيارة عباس الثلاثاء واحدة من المحطات التي تشير لاستجابة موازية قامها التفكير مع الأمريكيين ومع المجموعة العربية بسؤال المستقبل.
عمليا لا يوجد أجندة ثنائية محددة ومفصلة مسبقا لزيارة عباس الحالية للأردن وهي بالمناسبة لم تعلن في بيان رسمي وإن كانت وكالة الأنباء التركية التي سربت النبأ تحدثت بالتوازي عن لقاء قمة مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وسط تراكم انطباعات الأوساط الدبلوماسية بأن الاردن بصدد الإشتباك أكثر مع قواعد اللعبة السياسية الفلسطينية.
لا يوجد معلومات أو خلفيات محددة حتى الآن عن طبيعة النقاشات التي يمكن لعباس أن يُجريها في عمان.
لكن كل المعطيات والتقارير والمعلومات تتحدث عن تراجع في حالته الصحية وعن زحام في منطقة الخلافة لأقطاب في حركة فتح يستدعي تدخل الأردن ولاحقا مصر والإمارات كما يستدعي الاشتباك تفصيليا مع تصوّرات أمريكية وأخرى إسرائيلية.
عباس في عمان بعد لقاء برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة وبعد حوار الفصائل بدون مبادرة مصالحة في القاهرة، وهذا يعني أن بعض الأوراق تخضع لترتيب ما الآن ولتسارع ملحوظ.
ويمكن في المقابل ملاحظة أن عباس جاء إلى عمان بعدما غادرها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد وبصحبته الركن الأبرز في معادلة المؤسسة الإماراتية الشيخ منصور بن وزايد وبرفقة الانطباع العام ايضا بعدم وجود أجندة ثنائية مفهومة على الأقل لزيارة من هذا النوع احتفت بها عمان.
استمرّت وضمن معادلة عباس جاي وبن زايد رايح زيارة الأخير 3 ساعات فقط تقريبا ولم يصدر عنها بيان ختامي ثنائي.
والتفسير الوحيد تقريبا هو وجود مستجد ما تطلب لقاء قمة أردني إماراتي على صعيد الملف الفلسطيني وبالتالي المشاورات الاردنية الفلسطينية قد تكون محطة في سبيل انضاج ما نوقش في محور أبو ظبي عمان.
مصادر غربية مطلعة على الحيثيات والتفاصيل أشارت إلى أن الأردن أقنع الامارات بالحاجة الملحة لتجنب أي مفاجآت في الضفة الغربية المحتلة عبر توفير مظلة عربية قد تشمل الأردن ومصر والإمارات لأي حوارات وترتيبات خاصّة بمحورين هما:
أولا خلافة الرئيس عباس، وثانيا سيناريو الحفاظ على التركيبة الحاكمة في السلطة الفلسطينية وحركة فتح حتى لا يحصل فراغ او انهيار قانوني وفوضى وانفلات يمكن لحماس الاستثمار في مناخه.
عباس حضر إلى عمان بعد يومين من مغادرة الشيخ بن زايد لها لسبب على الأرجح