كتب المحامي شاهر الزبيدي : “تقييف”

السكة – محطة المقالات 

مصطلح خياطين سوق البدو …!!! بزمن لم يكتشف به السايز بعد ( سمول ميديوم لارج اكس لارج) … يقذف بوجهك كيس بدلة العمل … ((وانتا وحظك)) كبيره صغيره …فتضطر أن تذهب للتقييف أو التكييف … فيتم قصقصة البدله على مقاسك .. فليس من المعقول أن يختار الخياط العكس …بأن يوصف لك نظام غذائي لتتحسن صحتك لتكون جديرا بالبدله …. !!! بعلم النفس التقليدي هناك قاعده مريعه .. بأن الإنسان يظل يتكيف مع واقعين ..البيئه المحيطة ..وتلبية الغرائز لضمان البقاء … كما يقول دستوڤسكي ((بأن الإنسان كائن حي في مقدوره أن يعتاد على اي شيء ))… لا بل إن الانخراط بالبيئه المحيطة والغرائز يعتبر وصفه عبقريه للبقاء بعيدا عن الأخطار … العالم النفسي النمساوي ڨكتور فرانكل كان أحد ضحايا السجون النازيه التي عرف عنها بأنها الجحيم ذاته … يقول عنها انها تشبه الحياه بالخارج لكنها مكثفه مئات المرات … فقد ذكر أن السجناء كانوا يعملون دون توقف …واستراحة آلاف السجناء مرتبطه بمزاج حارس السجن وظروفه العائليه والنفسيه فقد يسمح بالاستراحه أو ينسى الاستراحه من الأساس …وقال إن ذلك جعل السجناء يتغوطون أياما بلباسهم دون امل بالحصول على مياه للاستحمام ….. وذكر أن صديقه بالسجن بدا ليلا يعاني من كابوس أثناء نومه .. فتقدم فرانكل لايقاظه ..لكنه عدل عن فكرة الايقاظ لقناعه لاحت بذهنه أن الكابوس مهما كان مريعا لن يكون أقسى من ( اليقظه) ومعاناة ظروف السجن … عندما اندحرت النازيه ونجا الدكتور فرانكل …أطلق مصطلح الحريه النفسيه والذي يتعلق بمعنى الحياه بظل ظروف لا تسمح باكتشاف اي معنى … فقسوة السجن جعلته يسأل اي مريض نفسي يراجع عيادته … ((كل هذه المعاناه ولم تنتحر بعد …؟)) وللمصادفه المحظه لدى الحيوانات مهارتين الاولى التكيف مع البيئه المحيطة ..والثانيه تحقيق اعلى نسبه من إشباع الغرائز …وكل ما عداها مجلبه للمخاطر التي لا ضروره لها … فعندما تسأل الحمار عن احداث النيجر أو عن التضخم فيصمت …فليس مرد سكوته أنه حمار … بل لأنه لا يريد أن يخسر هذا الموقع ( حمار)الذي عانى طويلا حتى حصل عليه …. فالبدله التي قذفت بوجهه بريعان شبابه ليتكيف معها جعلته يدمن على التكيف مع كل ما يحيط به … ولم يعد يأبه لمعنى الحريه النفسيه …. بل ينظر إلى تقاسيم وجه الحارس متى يبتسم ..فربما يأمر بأستراحه …أو السماح بالاستحمام من تراكم تغوطات عمر كامل…

 

اترك تعليقا

NEW