عبدالله شقير يكتب السلطة ودرب العمالة

السكة -محطة كتاب السكة – كتب رئيس التحرير

لم يعد أمرا غريبا أو مستغربا أن تمارس السلطة الفلسطينية عهرها السياسي والأخلاقي ممثلة برئيسها الذى أبى إلا أن يُجلّي عن نفسه كركيزة أساسية وفاعلة في منظومة العمالة لإسرائيل، وكنمر مُقنّع في الخيانة لفلسطين كأرض مقدسة محتلة ، وللقضية الفلسطينية التي احتضنها كل طاهر شريف ، وللأمة العربية كلها ، بل وأوغل في خيانته للدين إن كان عنده دِين يَدين له ، أو بعضُ خُلُق يتّزر به ، بعد أن سقط عنه إزار العزة ورداء الشرف والكرامة ، وتعرى – بكل صلافة – من كل ما يربطه بالقضية الفلسطينية من عهود ومواثيق تم اعتناقها عند الشرفاء منذ النكبة الأولى كطوقِ حمامةٍ للمضي في طريق المقاومة لتحرير الأرض والإنسان .

تطالعنا أخبار مشينة عن تغول السلطة – بعد إعلان حربها ضد المقاومة الفلسطينية – على الأسرى المحررين ، والمضي في سياسة الاعتقالات ضد النشطاء السياسيين الذين مورس بحقهم التعذيب الشديد ، وتعرضوا للتهديد مع ذويهم حتى لا يقوم أحد منهم بوقفات احتجاجية ، ولقطع كل سبيل عنهم للتعبير عن أوجاعهم من خلال وسائل التواصل الآجتماعي ، في جريمة لا سابقة لها في أركان السلطة وزعمائها ، معلنة بهذه الممارسات حربا ضروس ضد المقاومة والمقاومين ، وكل ذلك ضمن سياسة مرسومة تقودنا إلى أن السلطة اتخذت قرارها بإنهاء المقاومة الفلسطينية باستخدام القوة والقسوة والتعسف والظلم والطغيان .

ولم تكتفِ السلطة الفلسطينية بفرض عقوبات على موظفيها في قطاع غزة بإحالة كثير منهم إلى التقاعد ، وخصومات كبيرة طالت رواتب من بقي في الوظيفة منهم ، بالإضافة إلى منع الأدوية عن المرضى ، ووقف التحويلات الطبية ، ووقف إمدادات الوقود ، بل وصلت إلى الفئة الأكثر فقراً وهم منتفعو الشؤون الاجتماعية ، وذلك من خلال قطع المستحقات المالية لكثير منهم ، حيث تفاجأ العشرات من مستحقي الشؤون الاجتماعية بعدم وجود أي رصيد لهم في البنوك العاملة في قطاع غزة في خطوة غير مبررة من السلطة كانت قد أصابت هذه الفئة المقهورة بحالة من القنوط والإحباط ، وهو ما سيكلفهم تبعات ظروف أصعب لحاجتهم المادية الملحّة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة ، وكل ذلك أتى بعد ترقب وانتظار طويل للحصول على هذه المستحقات ، مع أن قانون “الشؤون الاجتماعية” يلزم السلطة تقديم المساعدات المادية إلى الفقراء والطلبة المحتاجين ، ورعاية الطبقة العاملة ، والتأمين الاجتماعي والتكافل ، ومكافحة التشرد وحالات التسول ، وهو ما تجاوزته السلطة من خلال إقدامها على قطع مخصصات المئات من الفقراء حتى غدت سلطة لا يحكمها قانون ، وإنما تفرد بسلطتها طاغوت كشر عن أنيابه هو وجنوده إرضاء لكيان مغتصب جبار اشترى من عباس إنسانيته وشرفه وآدميته ، وباعه خيانة وعمالة وجبروتا وظلما بحفنة من الدولارات ملأ بها محفظته .

لقد صادرت سلطة عباس كلَّ ما ظنناه في جعبتها من النزاهة و الشرف ، واستفردت بشعب فلسطيني أعزل كان قد احتمى في حمى السلطة ذاتها ، ظانا بها الحضن الدافئ والسلطة القوية القادرة على التصدي لأي ظلم قد يلحق به ، حتى خلعت السلطة ثوب نفاقها وأعلنت خيانتها العظمى وأصبحت السيف المسلط على رقاب المقاومة وأُسَرِهِم ، وقوة ظالمة تنتهك الحقوق وتكمم الأفواه محققة العلامة الكاملة في خدمة عدو لم يحسب أنّ بعض الدولارات قد تفعل هذا السحر في عباس وجنوده ، لنثبت للعالم كله أننا العرب ومنذ زمن قد غدونا أيقونة للخيانة بين الشعوب ومنزلتنا لا زالت في أرذل الأمم .

 

اترك تعليقا