الدكتور عيد مصطفى الجراح الذي اعاد البسمة للوطن
- Alsekeh Editor
- 6 أكتوبر، 2023
- المحطة الرئيسية, محطة عرب تكساس, محطة فارس الجالية
- 2 Comments
السكة – محطة فارس الجالية – كتب عبدالناصر الحوراني
على صوت الطائرة وصوت المدافع كان ابن قرية دير بلوط محافظة سلفيت يُقدم امتحانات الشهادة الثانوية ، بكامل آمال والده القى قلمه بعد ان اجاب على السؤال الاخير في امتحاناته المدرسية ليكبر امامهم سؤال الحياة الكبير الى اين ، وهذا الوطن الذي ابتلعه الاحتلال قد ضاق باحلام شبابه .
وخلال ايام ستة كانت الضفة الغربية تسقط تحت وحشية الاحتلال، وفرت الجيوش العربية ليبقى الفلسطيني وحيدا تحت قمع وخوف ، حمل الوالد تحويشة العمر ووضعها في جيب ولده الذي غادر ليكمل رحلته الى مصر العروبة حيث قدم الرئيس جمال عبدالناصر للمتفوقين في فلسطين منحة دراسية وكانت من نصيب ابن دير بلوط الشاب عيد مصطفى .
التحق الدكتور عيد مصطفى بكلية الطب والجراحة في الأسكندرية وتخرج منها في العام 1976 كطبيب عام ، وحيث ان طموح الشباب الفلسطيني لا حد له كان ان تقدم الدكتور عيد الى جامعة هوارد ليدرس الجراحة العامه في واشنطن دي سي ليتخصص في الجراحة العامه .
ولم يتوقف الدكتور عيد هنا بل التحق بجامعة براون في رود ايلاند ليحصل على شهادة جراحة التجميل .
في العام 1987 اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الاولى وكانت صور القمع الاسرائيلي تغطي كل شاشات وصفحات الاعلام العالمي لدرجة دخل مصطلح الانتفاضة لكل لغات الارض.
في هذا العام علمت يقول الدكتور عيد بان الدكتور تشارلز هورتون قرر ومجموعة من الاطباء الامريكيين ان يتطوعوا للذهاب الى فلسطين وكانت رؤية هورتون بان الطبيب يمكن ان يكون رسول سلام ، وكان شعاره تحقيق السلام من خلال الطب .
وحين سمعت بمجموعة الدكتور هورتون عرضت عليه ان اكون من ضمن الفريق المتطوع كوني ابن فلسطين واعرفها كما اعرف باطن كفي و كان فريقنا يتكون من 12 طبيب اغلبهم اخصائيي جراحة تجميل وترميم وكان ذلك في العام 1987 .
وفي مطار نيويورك تم التحقيق معي لوحدي دونا عن الفريق الطبي وتركزت اسئلة ضابط الهجرة عن الهدف من الذهاب لفلسطين في هذه الاجواء العنيفة وكان ردي باننا مجموعة من الاطباء المتطوعين للقيام بمساعدة ضحايا الانتفاضة ، بالاضافة للاطفال الذين ولدوا بتشوهات خلقية وحاصله ، التحقت بالمجموعة وحطت طائرتنا في مطار اللد .
وما ان حطت الطائرة على ارض المطار شعرت بآن الاسرائيليين لم يرتاحوا لوجود اميركي من اصول فلسطينية من ضمن الاطباء الامريكيين ويقول الدكتور عيد : في مطار اللد كانت معاملة الاسرائيليين معي “VIP” حيث تعمد ضباط المطار العبري تأخيري عن فريقي حيث مكثت في غرف المطار من الساعة 7 صباحًا ولغاية 9 مساء ، وامضيت اكثر من ساعتين واكثر باحثا عن حقائب سفري ولم اجدها .
فابلغني الضابط الذي حقق معي بان الحقائب ستصلني الى مقر اقامتي ، ويتابع الدكتور كانت حقائبي تحوي شرائح تعليمية بها الكثير من المعلومات الطبية التي نحتاجها ، وعلى الرغم من هذه العوائق التي حاول الاحتلال وضعها في طريقنا الا اننا تمكنا في فترة قياسية اجراء مايزيد عن 150 عملية جراحية في الخليل ونابلس ورام الله .
أطباء من اجل السلام عمل في هده المجموعة عدد من الاطباء من خيرة الاطباء المتطوعين في اكثر من 52 بلد.
ومع تصاعد العنف في اكثر من مكان في العالم وانتشار التنظيمات الرديكالية بان صعب تنقل الاطباء في بؤر التوتر ونصحت الادارة الامريكية اطبائها بخطورة الذهاب ، بدأ عمل اطباء من اجل السلام يخبو شيئًا فشيئا.
اطباء من اجل فلسطين اكملنا المشوار باطباء عرب اغلبهم من فلسطين وعدد من اطباء عراقيين مصريين وسوريين وأنشأنا هذا التجمع الطبي وكانت ادارة هذا التجمع متوازن كان فيه الابيض والافريقي والعربي والاسيوي .
الجمعية الطبية العربية الامريكية جمعنا تبرعات قمنا بانشاء وحدات الحروق في مستشفى المقاصد في القدس المحتلة ،وقسم الاطفال الخدج في مدينة نابلس ، وقمنا بتوسعة غرف الطوارئ والعمليات في عدد من مستشفيات الضفة الغربية .
صندوق القدس تاسس في العام 1977 ، أسسته مجموعة من العرب الامريكيين منهم الدكتور هشام شرابي والدكتور سميح فرسون نصير وكان الهدف من انشاء هذا الصندوق العمل على تحسين اوضاع الناس في الأراضي المحتلة ، حيث عمل الصندوق على تقديم الدعم المالي والبعثات لاكثر من عشرة الاف طالب من الارض المحتلة.
في العام 2002 دخلت صندوق فلسطين ، يقول الدكتور عيد وكان يراسه في ذاك الوقت الدكتور هشام شرابي وتسلمت امانة الصندوق فيه ، وحيث ان الصندوق يحمل اسم القدس كان لازاما علينا ان نقدم فلسطين بشكل حضاري ومقاومة التعميم الذي تبثه الجهات المعادية حول فلسطين وشعبها فقمنا بتنظيم العروض الفنية والحفلات الموسيقية والندوات الثقافية التعريفية بما يجري على ارض فلسطين.
وخلال زياراتنا لفلسطين وجدنا بان التطوع لاجراء العمليات قد تنقذ شخص او اكثر فكان ان توجهنا لانشاء مركز خاص بالسكري .
وكان اول مركز للسكري اقمناه كصندوق القدس في مدينة البيره مكون من طابقين وكان في العام ٢٠٠٩ ومركزا في نابلس بالعام ٢٠١٣ وفي الخليل بالعام ٢٠١٨.
وعن تمويل هذه المراكز قال الدكتور عيد بان جميع التمويل ياتي من خلال التبرعات من أبناء الجالية الفلسطينيه والعربية ، وشدد الدكتور عيد باننا في مشاريعنا نرفض اي تبرع من اية دولة او جهة تابعة لجهات رسمية .
وعن مراكز السكري التابعة لصندوق القدس قال الدكتور عيد بان مراكزنا استطاعت رفع مستوى العلاج في المدن الفلسطينية حيث ان كل مركز فيها يضم اخصائي عيون ومختبر ومركز خاص بالتغذية والعناية بالقدم بالاضافة لممرضة تعليميه لارشاد المرضى لطريقة التعايش مع مرض السكري .
وعن ادارة الصندوق يقول الدكتور عيد؛ يتكون البورد للصندوق من ١١ عضوا منهم خمسة اطباء ويتبرع كل عضو في البورد بمبلغ ١٠ الاف سنويا كحد أدنى واجتماعات البورد ربع سنوية ، يرأسه الدكتور صبحي علي والدكتور عيد نائبا للرئيس والمسؤول المالي ورئيس لجنة متابعة مراكز السكري .
ويداوم في مراكز السكري التابعة للصندوق سبعة اطباء مقيمين ، وعن التمويل فان الجمعية تقيم حفلا سنويا في تكساس متزامنا مع حفل في شيكاغو لجمع التبرعات من ابناء الجالية العربية التي لم يبخل ابنائها بالتبرع
وعن المبلغ اللازم لاستدامة تقديم الخدمات في المراكز الثلاث التي يعمل فيها ستة وعشرين موظفا وموظفه تحتاج لمبلغ يتراوح بين ٢٥٠ الف الى ٣٠٠ الف دولار سنويا .
هذا هو فارسنا الدكتور عيد مصطفى الذي نذر حياته وعلمه لاقدس المهن الانسانية لخدمة شعبه ووطنه وبنى جسورا بين الوطن وابنائه في الداخل والخارج ورفع وثلة من الاطباء الالم عن المرضى وانقذ حياة العديد واعاد الابتسامة لابناء الوطن المحتل . لمثل هذه القامات ترفع القبعات
بطاقة تعريفيه
الدكتور عيد مصطفى المولود بالعام ١٩٤٩ في قرية دير بلوط محافظة سلفيت طبيب جراحة تجميليه ، لديه اربع ابناء ، واثنين من الاحفاد .
عمير هاشم
فخورون بك كثيرا
دمت لنا ودمت لوطنك ذخرا.
باسل عاشور
كل التحية والتقدير والاحترام لأخي أبو رامي الذي انجز الكثير والكثير في مساعدة المحتاجين من شعبنا الفلسطيني في الضفة وكذلك في بعض مناطق أخرى من المحتاجين في لبنان وغيرها تحية إلك وكل الاحترام