أقزام ” السلطة ” تتطاول على أحذية الشهداء في غزة
- Alsekeh Editor
- 11 نوفمبر، 2023
- المحطة الرئيسية, محطة المقالات, محطة عرب تكساس
- 1تعليق
السكة – محطة عرب تكساس – من قلم عبدالله شقير
منذ أحداث السابع من أكتوبر ، ومنذ أن قامت المقاومة الفلسطينية في غزة بالهجوم على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة والأحداثُ مستمرةٌ في غربلة وتعرية مجتماعتنا العربية على كافة المستويات ، ابتداءً من الحكام الذين استوت لديهم ردة الفعل تجاه الهجمات البربرية الوحشية الهمجية الإسرائيلية على غزة وأهلها ، حيث اتسمت مواقفهم المخزية والمخجلة بالتخاذل والهوان المفضي إلى الخوف والجزع والذلة التي التصقت في ذقون حكامهم العرب ، وتكشّف للشعوب العربية وغير العربية أنهم سلاطين بلا سلطة ، وتكشفت تلك التبعية التي خلّفتهم عبيدا لإمبريالية أمريكية لا يجسُرُ معها ملوك العرب مجتمعين أن يخالفوا أمرا أمريكيا واحدا صَغُرَ أو كبُر ، فقد صال وجال بايدن ووزير خارجيته ، وعربد نتنياهو وقائد جيوشه يواف جالانت وتصدروا المشهد بأكمله ، وبسطوا نفوذهم ، وكثرت خطاباتهم على الشاشات ، وأعلنوا صراحة عن خططهم لإبادة غزة وساكنيها ، ومارسوا القتل المتعمد للأطفال والنساء والمدنيين ، وقاموا بقصف المستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة ، ولزموا الشاشات وتصدروا الواجهة الإعلامية ، وحكامنا يقبعون خلف الشاشات حالهم كحال شعوبهم لا حول لهم ولا قوة ، فاستوى الحكام والمحكومون لأول مرة في تاريخ العرب في الضعف والاستكانة والهوان ، وبتنا لا نعرف لماذا هم في الأصل حكامٌ علينا ؟ وماذا يحكمون ؟
ولئن كان حكام العرب والحكام المسلمين في شتى الدول المسلمة تلحقهم مسؤولية كبيرة في الانتصار لأهل غزة في تلك الكارثة الإنسانية التي حلت بهم ، فإن المسؤولية الكبرى للوقوف مع أهل غزة في هذه المحنة مناطةً بتلك السلطة الفلسطينية التي أصبحت مجرد كلمتين مسطّرتين على الورق ، لا كيان لها ولا سلطة ، فلم نرَ ردة فعلٍ من عباس وسلطته وشُرطته ، وتُرِكتْ غزة جريحة تواجه الموت وحدها ، وتواجه الإبادة والتطهير العرقي العلني وحدها ، وليت عباس مارس الذل والخنوع كأقرانه من حكام العرب واكتفى ، بل إنه يتحين فرصة فناء المقاومة لينقَضّ على غزة ويضمها تحت جناحيه ، حيث أعلن السيد عباس أكثر من مرة استعداده لتسلم السلطة في غزة ، وإني لأتساءل عن أي سلطة يتحدث ؟ وأي سلطة تلك التي يملكها ليبسط نفوذه على غزة والخيانة والعمالة والصهيونية تنبعث من أنفاسه النتنة ليل نهار ؟ كيف تكون له سلطة وقد تنكر له الفلسطينيون وليست له أدنى محبة في القلوب ؟ كيف لا زالت تتملكه الجرأة ليواجه الناس ويتحدث إليهم وقد أدرك الفلسطينيون وغير الفلسطينيين هوانَه وذُلّـه ؟ يا عباس لست بحاكم ولا سياسي بل مجرد زعيم لعصابة زُرِعت في فلسطين لوأد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية ، ولست أنسى موقفك في أحداث جنين الأخيرة التي سبقت أحداث السابع من أكتوبر حينما تغول جيش الاحتلال على جنين وأهلها ومارسوا فيها القمع والإجرام ، فأعلنتَ كذبا وتدليسا وقف التنسيق الأمني الذي بقي مسطرا على الورق – إن كان قد صدر فيه أمر على الورق أصلا – ثم غافلتَ الفلسطينيين واجتمعت بشرطتك الصهيونية تلومهم وتعاتبهم على تقصيرهم في وأد المقاومة الفلسطينية ليتسنّى لجيش الاحتلال دخول جنين بأمان أكبر .. أيها الخائن اللعين لقد خشيت على سمعتك السلطوية أمام الكيان الصهيوني وحذرتَ جنودك أن هذا التقصير يُبرِزُ المقاومة الفلسطينية في غزة كقوة تفوق قوتك وسلطتك ، وهذا والله ما أثبتته الأيام .
إن المستمع إلى عباس يدرك عدم قدرته على الحديث ، ويبدو أنه لا يحسن القراءة ، وكل ما هو عليه أنه جَسَدٌ قد زُرعت فيه العمالة ، وتجلت فيه الخيانة التي تنبت بين لحمه وعظمه ، ولن ننتهي من الخيانة إلا بموته وهلاك أعوانه من الخونة المتخاذلين الذين رمَوا بأنفسهم تحت بساطير الصهاينة المحتلين.
ومن العجيب – بعد أن انكشفت حقيقة عباس الصهيوني – أن تجد له أبواقا تنعق بما يقول ، وتهتف باسمه كأنه نبي مرسل ، وتؤمن به كما لم تؤمن بأنبياء الله ، ولعلي اطلعت على شريحة من أمثال هؤلاء في جاليتنا العربية ، ولم تنتابني غرابة من مواقف تلك الشريحة ، فالذليل يبقى ذليلا ، والتابع لفكره المغيّب عن الواقع لن يقوده إلا إلى مستنقعٍ من الأفكار العفنة ، وغالبا ما تجده يحمل فكرا لا يحمله غيره ، ولا يمثل فيما يقول إلا نفسه ، فلا تجد له مثيلا بين ملايين العرب الذين تحررت أفكارهم من التبعية والتعصب الذي لا يُراد منه إلا التعصب فقط ليس أكثر ، فهو لا يبصر الحق ولا يدرك الصواب ، وقد ارتضي لنفسه أن يكون في مستنقع من الأوحال ، وفكره الناشز ليس له مكان إلا في مكب النفايات ، وإني ليحزنني أن يكون من ظن نفسه مناضلا ليس له مكانٌ إلا على مزابل دالاس وحاويات القمامة فيها بما يحمل من عقل لا يتدبر ولا يتفكّر ولا يعقِلُ أبدا .. قد علمنا مما علمنا عنك وعن سيرتك الرديّة ، فأنت يا من تحسب نفسك على النضال والمناضلين لست إلا مقامر لا تأبه إلا بالمكوث في صالة القمار، ولقد تجلى لنا أيضا حقيقتك المفلسة سياسيا والخالية من أدنى درجات الإدراك السياسي المفترضة في أي رجل في مثل سنك عايش الأزمات والنكبات .. هل ثمةَ رجلٌ – إلاك – يدافع عن عباس ويراه الرجل الأوفى منزلةً لتولي السلطة الفلسطينية في الوقت الذي ثبتت فيه عمالته وخيانته ؟ بل إن السلطة الفلسطينية في عهده لطالما امتهنت سبيل الخسارة ، وكأنها خُلقت لتخسر وتتلقى الاحتقار من عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي ولا يكاد يختلف على هذا الأمر اثنان . كيف لا يكون رأيك مَهينا وأنت مَهين ، ورائحتك النتنة لا زالت تغزو أنوفَنا ، كيف تكون ذا رأي سديد في وقت أصبح يستصغرك فيه الصغير والكبير .. لست في الجالية سوى صفر على شمال الأرقام ، ولن تهتدي إلى رأي سوي أبدا .. أسقطك الله وأسقط محمود عباس معك .
إن من يدافع عن أرضه ووطنه وعرضه فهو عند الله شهيد ، ومن يموت تحت الردم موحدا مهللا ذاكرا لله فهو شهيد ، ومن يموت ظلما وقهرا وقد تخلى عنه الأقربون والأبعدون ولم ينتصر له أحد نحتسبه عند الله شهيدا . والله ما رأينا في أهل غزة إلا الإيمان والإحسان والصبر والاحتساب ، حتى غدَوا أعجوبة بين شعوب الأرض دفعت الغرب إلى البحث في هذه العقيدة التي وجدوها في الغزيين ، والتي أثارت فضولهم وإعجابهم فالتمسوا مصاحفَ ليقرأوا فيها عن الإسلام ؛ منبع عقيدة أهل غزة .
إني وأنا أكتب مقالتي هذه تنتابني صورة غزة المنكوبة نكبة كبرى وقد تهدمت أبنيتها ومساجدها وكنائسها ومدارسها ومستشفياتها ، وتعيش القصف والتدمير والقتل والتنكيل كل ساعة ، ولا ينفك الموت في غزة ، فالمدارس تقصف وتدمر ومراكز الإيواء كذلك ، وقد خرجت المستشفيات من الخدمة والمرضى ينتظرون الموت على أَسرّتهم ، والشهداء جُلّهم تحت الركام ، ولا زال أهل غزة يُمارَس عليهم التجويع والقتل عطشا ، وحلت الكارثة على غزة وساكنيها ولم يبرز من ينتصر لهم وتُركوا في تلك البقعة وقد أُحكِمَ عليهم السجن فلم تتحرك ضمائر المنظمات الإنسانية والدولية والهيئات الحقوقية ، وتُركت غزة تغرق في ألمها وشوهدت تحترق احتراقا ، وعجز كل حكام الأرض أن يوقفوا بطش هذين الرجلين ؛ بايدن ونتنياهو ، فتم التخلي عن غزة تماما لتموت وحدها وتعيش المأساة وحدها ، وهنا ينتهي الكلام .. فقد انتهى زمن الكلام .. ومن أراد أن تنتفِضَ رجولتُه فلْينتَفِضْ .. ومن أراد أن ينامَ فلْيَنَمْ بلا قيام .
Khalil Alhawamdeh
اوجزت فأبدعت لا كلام بعد هذا الكلمات