إضافة أم إفلاس ؟ الدراما المصرية تغرق في الاقتباس ..

السكة – المنوعات 

تتسارع وتيرة المسلسلات المصرية المقتبسة عن أعمال أخرى سواء أكانت أجنبية أم محلية يومًا بعد آخر، وسط انتقادات حادة لتلك الظاهرة من البعض تؤكد أنها تعكس نوعًا من “الاستسهال” و”الإفلاس” والرغبة في استثمار نجاح الآخرين.

في حين يرى البعض الآخر أن الأمر مباح من حيث المبدأ، ولكن وفق شروط وضوابط معينة لا يتوفر معظمها وسط ما يجري من “فوضى الهرولة” نحو الاقتباس.

 ويعد مسلسل “بين السطور” بطولة صبا مبارك وأحمد فهمي، والذي يعرض حاليًّا على قناتي mbc  و on drama  فضلًا عن منصة ” شاهد” أحدث حلقة في هذا السياق، إذ إنه مقتبس عن مسلسل كوري سبق عرضه في 2018 بعنوان” misty”  أو “ضبابي” ويدور حول مذيعة شهيرة ترتبك حياتها حين تقع جريمة قتل تزيح الستار عن أسرار من الماضي الذي ظنت أنها تجاوزته.

ودافعت صبا مبارك عن فكرة الاقتباس في بيان صحفي، ذكرت فيه أن النسخة المعربة أفضل من الأصلية وأنها فضلت قراءة الحلقات الأولى من النص العربي قبل مشاهدة المسلسل الكوري، مشيرة إلى أن ما يميز النسخة العربية ” الاهتمام بالتفاصيل، سواء من ناحية الكتابة أو الإخراج أو الأداء التمثيلي”.

ويعيب الناقد الفني محمد عبد الرحمن على كثير من الأعمال المقتبسة بإغراقها في أجواء النص الأصلي وعدم مراعاتها لسياقات الجمهور العربي كما حدث في فيلم “أصحاب و لا أعز”، الذي بالغ في تقليد الفيلم الإيطالي “Perfect Stranger”.

مشيرًا في تصريح لـ” إرم نيوز” إلى أن الإغراق دون مبرر في النقل عن أعمال أجنبية قد يعني بالفعل نوعًا من العجز عن ابتكار أفكار من قلب الواقع.

وكثيرًا ما يتجنب صناع العمل  ذكر المصدر الأجنبي الذي أخذوا عنه الفكرة العامة أو الخط الرئيس وهو ما يعتبره نقاد سلوكًا غير لائق واستهانة بعقلية المشاهد، كما حدث مؤخرًا في مسلسل “حالة خاصة” بطولة طه دسوقي وغادة عادل المقتبس عن كلّ من المسلسل الكوري “المحامية الاستثنائية” و المسلسل الأمريكي ” The Good Doctor “.

وسبق أن تكرر الأمر مع مسلسل ” نجيب زاهي زركش” بطولة يحيى الفخراني والذي طالته انتقادات شديدة بسبب إخفاء الأصل الأجنبي إذ اضطر معها مؤلفه عبد الرحيم كمال إلى الاعتراف بأن العمل مأخوذ عن مسرحية للكاتب الإيطالي إدواردو دي فيليبو، وسبق ليحيى الفخراني أن قدمها مع دلال عبد العزيز 1998 بعنوان “جوازة طلياني”.

ويتساءل الناقد الفني محمد عبد الخالق “هل انتهت قضايانا الاجتماعية والسياسية والثقافية حتى نبحث عن قضية في مسلسل آخر من قارة أخرى لنقتبسها؟!”.

مشيرًا في تصريحه لـ ” إرم نيوز” إلى أن هذه النسبة المرتفعة من الأعمال المقتبسة تؤكد وجود أزمة حقيقية في صناعة الدراما عنوانها الإفلاس والاستسهال، في حين أن هناك عشرات المواهب الواعدة والموهوبة في مجال التأليف والكتابة لا ينقصها سوى فرصة.

(إرم نيوز)

اترك تعليقا

NEW