تأبط شرراً يكتب عن داء السعار السياسي والاجتماعي

السكة – محطة المقالات – كتب تأبط شرراً


السعار هو فيروس ينتشر عادة عن طريق عضة حيوان أو خدشه، وبحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض، يكون قد فات الأوان لإنقاذ المريض ، هذا من الناحية الطبية الصرفة ولكن السعار في حياتنا العربية قد يصاب بها الجموع مثلا قد تصاب دولة باكملها بالسعار حال تسلم قيادتها قائد دكتاتور فإنه والحالة هذه يصيب بعدواه كل اجهزة الدولة من عسكر ومدنيين مثقفين وإعلاميين .
وتمارس الدول المسعورة حربها ضد مواطنيها وتضع ذيلها بين ساقيها الخلفيتين حين يتعلق الأمر بقوى خارجية ، وتجد اتباع الدول المسعورة فاقدين للاهلية بشكل عام يسيرون كقطعان الخراف خلف مقولة الرئيس الرمز حتى وان كان معتوها او خرف ، فتجدهم يهاجمون كل من يختلف معهم بالشتم والتجريح متطاولين على قامات معارضيهم وهم الأقزام في نظر كل من حولهم .
وان لم يستطيعوا تخويفهم قفزوا لمرحلة اخرى من التشويه واختراع الأكاذيب حولهم مستغلين سيطرتهم على مفاصل الدولة فيزجون ببعض المعارضين بالسجن ويمنعوا الآخرين من العمل ويصادرون حقوقهم ويضيفون عليهم كل باب ويرغبون البعض الاخر بوظيفة هنا ومكافأة هناك ويسقط البعض ويكون سعارهم على رفاق الأمس اشد إيلاماً.
وهنا وعلى الساحة الأمريكية يمكن ملاحظة أعراض السعار تظهر على البعض وتختلف درجات تاثير السعار على المحيطين بحسب فيروس السعار ، فنجد السعار المادي والسعار الاجتماعي والسعار الثقافي والسعار المرتبط باجهزة الامن في بلد المنشأ، وأشد أنواع السعار هو سعار المتحزبين لفصائل كانت يوما ثورية وتحولوا بقدرة السلام لابواق لابو فلان وابو علان مدافعين عن مواقف القائد ومن والاه .
وسعار كبار السن اشد وطأة من ضرب الخناجر ، فتجد من بلغ من العمر عتياً يهذي بما لايعلم ويفتي بما لا طاقة له به ، يصادق ويعادي بحسب اسعار السوق ، ويصرف الألقاب لمدعي هنا ومدع هناك ، فهذا الذي وصفه ذات خيانة بانه نصاب بات قائدا رمز ، وذاك الذي كان يعتبره برجوازي عفن بات اليوم الاخ المناضل وطويل الباع في العمل الاجتماعي
ولم يتوانى هذا المسعور حد الخرف ان اعتدى على أرزاق الناس وكان سببا في فصل فلان وتعيين فلان لا لشيء إلا لاختلافه مع الاول وهز الذنب للآخر .
وبخلاف السعار الذي يصاب به بني البشر من عضة كلب فان السعار السياسي لدى البعض بات حالة مرضية لا يمكن الشفاء منها لانها باتت جزء من تركيبتهم النفسية، فهم مرعوبون من اي شخص سليم لم تمسسه داء السعار ولا زال قابضا على انسانيته محافظا على الوصل بين ابناء جاليته ، يتطاولون على كل من يعمل بعيدا عن حظائر السلطة الحاكمة في هذا البلد او ذاك .
هؤلاء المسعورين يجب الان تقديمهم لأطباء نفسيين فقد يستطيعوا  علاجهم قبل ان يمسوا حالة توصف بها جاليتنا اللهم شفاء لهؤلاء من داء السعار او أخذهم اخذ عزيز مقتدر

 

اترك تعليقا

NEW