“لا توجد أرض أخرى”.. مخرجان فلسطيني وإسرائيلي يجمعهما فيلم عن معاناة الضفة المحتلة
- سمير قطيشات
- 20 فبراير، 2024
- محطة المنوعات
- 0 Comments
السكة – المنوعات
استغرق المخرج الفلسطيني باسل عدرا 30 ساعة للوصول إلى برلين قادماً من منزله في الضفة الغربية، لحضور العرض الأول لفيلمه الوثائقي (نو أذر لاند) “لا توجد أرض أخرى” في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله)، السبت.
على النقيض منه، لم يحتج يوفال أبراهام المخرج الإسرائيلي المشارك في الفيلم أيضاً سوى أربع ساعات للوصول إلى العاصمة الألمانية من منزله الذي يبعد نصف ساعة فقط عن منزل باسل.
ويوثق الفيلم، الذي أمضى المخرجان خمس سنوات في إعداده، نضال باسل للحفاظ على قريته (مسافر)، في الوقت الذي تتعرض فيه القرية لاعتداءات متكررة من القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
ويسلط الفيلم الضوء على الواقع الموازي الذي يعيشه الصديقان؛ يوفال بلوحة أرقامه الإسرائيلية الصفراء التي تسمح له بالسفر إلى أي مكان، وباسل الذي يعيش محاصراً في منطقة صغيرة يئن الفلسطينيون بين جنباتها.
وقال باسل: “يجب أن أطلب تأشيرة، ثم أسافر من الضفة الغربية إلى الأردن، وأستمر في عبور نقاط التفتيش والحدود، ثم أصل للأردن، وبعدها أسافر بالطائرة”.
بينما قال يوفال: “إننا نبعد عن بعضنا مسافة 30 دقيقة تحت السيطرة الإسرائيلية نفسها، ولكن بالنسبة لباسل، ربما استغرق الأمر 30 ساعة للوصول إلى هنا، وبالنسبة لي فإن الوصول إلى المطار يستغرق 20 دقيقة”.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب عام 1967، وتوسعت في بناء المستوطنات اليهودية هناك منذ ذلك الحين. ويريد الفلسطينيون أن تكون الضفة الغربية ضمن دولتهم المستقلة في المستقبل.
وأصبحت مشاهد الفيلم مألوفة بما فيه الكفاية للمتفرجين، بداية من الجنود الإسرائيليين الشباب الذين يحرسون الجرافات، والأبناء المصابين والأمهات والأطفال الباكين والأسمنت الذي يصبه العمال في الأراضي القاحلة.
لكن مجموعة الفيلم، التي تضم أيضاً المصور الفلسطيني حمدان بلال والمصورة السينمائية الإسرائيلية راشيل سزور، تُظهر أيضاً تأثير مثل هذا الاختلاف على حياة الصديقين.
ورغم كونهما صديقين حميمين، لا يستطيع يوفال إخفاء حالة الخزي التي يشعر بها بسبب الحرية التي ينعم بها ولا يشعر بها صديقه باسل.
ولا يستطيع باسل دائماً أن يخفي عن صديقه حالة الغضب التي تنتابه بسبب هذا الوضع.
وتفاقم الوضع في الضفة الغربية في العامين الماضيين. وفي ديسمبر كانون الأول، قالت الأمم المتحدة إن نحو 300 فلسطيني استشهدوا في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، بالإضافة إلى اعتقال نحو خمسة آلاف آخرين، وحذّرت من أن وضع حقوق الإنسان آخذ في التدهور بسرعة.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم شنّه مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على إسرائيل، في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقالت الأمم المتحدة إن قوات الأمن الإسرائيلية تسبّبت بمقتل عدد كبير من الفلسطينيين، لكن جماعات لحقوق الإنسان تلقي أيضاً بالمسؤولية في الهجمات على المستوطنين الإسرائيليين. ورفضت إسرائيل هذه التقارير ووصفتها بأنها “سخيفة”.
ووقع الاختيار على الفيلم لعرضه في المهرجان بعد وقت قصير من بدء الحرب بين إسرائيل و”حماس”.
وبالنسبة ليوفال، الذي ولدت جدّته في معسكر اعتقال في ليبيا كان يديره حلفاء ألمانيا من الفاشيين الإيطاليين، فإن رسالة الفيلم موجهة أيضاً إلى ألمانيا، الداعم القوي لإسرائيل.
وقال: “أعرف أن الألمان يشعرون بالذنب من الهولوكوست (المحرقة النازية)، وأعتقد أنهم يجب أن يشعروا بالذنب.. لكن لا تستخدموا هذا الشعور بالذنب كسلاح الآن لإيذاء عائلة باسل، أو لدعم الحرب في غزة التي دمرت المكان بأكمله”.
(القدس العربي)