أنواع العمالة ومراتب العملاء ..

السكة – المقالات – مجتمع السكة 

يعج وطننا العربي بحمد الله بالعملاء ، بل إن العربي بطبعه أصبح يميل إلى أن يكون عميلا أينما حل بقدميه في حله وترحاله إلا من رحم الله ، حتى صارت العمالة طبعاً فينا اشتُهرنا به بين شعوب العالم وأصبحنا بالخيانة نُعرف ، فليس من أمة تبيع أوطانها كأمة العرب ، فانظر في عالمنا العربي وتدبر .

والعمالة والخيانة في العرب على مراتب ، فتجد العميل الرئيس ، وأعني بالرئيس رئيس الدولة ، وهؤلاء حدث عنهم ولا حرج ، ومنهم من تربع على عرش الخيانة والعمالة كرئيس السلطة الفلسطينية عباس الذي ترك دولته التي يرأسها وهرب تاركا شعبه الفلسطيني فريسة لجيش الاحتلال وللمستوطنين الإسرائيليين يفتكون بمواطنيه قتلا وإذلالا ، والأمر لا يحتاج إلى توضيح فهو ظاهر للناس حيث اختبأ عباس وشرطته السبعون ألف وتركوا أهلهم في الضفة يواجهون الموت والظلم والاعتقال وانتهاك الحرمات وحدهم .

وتجد من العملاء مرتبة أدنى من الرؤساء كالأجهزة الأمنية التي وُجدت في عالمنا العربي لتحمي الزعماء ، وتجدهم يسيرون حذو النعل بالنعل مع الحكام في الخيانة والعمالة ، وينسحب الأمر على كثير من النخب السياسية.

ومن أرذل مراتب العملاء أولئك الذي يبيعون أوطانهم بالمجان وسمحوا لأنفسهم بأن يكون أحذية في أقدام غيرهم ينتعلونهم كيفما شاؤوا ، وتعرفهم بمواقفهم غير المشرفة ، فليس بالرجل السّويّ من يبرر القتل والإبادة الجماعية التي أنكرتها كل شعوب العالم ليوجه سهامه المسمومة تجاه المقاومة في غزة ليعزز ولاءه وانتماءه لقيادةٍ ثبتت خيانتها في أرض فلسطين ، فلا رياسة ولا زعامة للدولة الفلسطينية ، ولكن عمالة وخيانة هدفها وأد المقاومة في فلسطين كلها ، وثمن الخيانة مقبوض .

والمصيبة أن العميل لا يدرك أنه خائن عميل ، بل يظن نفسه كبيرا خصوصا في جاليتنا العربية .. هو يظن نفسه كذلك .. وكيف للقندس أن يكون كبير قوم وهو مَهين ؟

لقد سئمت أنوفنا تلك الرائحة المنتنة التي تفوح من ثيابك النتنة التي تتواءم مع طبعك النتن وتظن أنك بطلا وأنت تدس الدسائس هنا وهناك وتسعى في الأذى باتهام الناس بتُهمٍ باطلة .

السواد الأعظم من رجال جاليتنا العربية من أصحاب الهمم العالية ومن أصحاب المروءة ، ومن أهل الصدق والجود والكرم ، ولكنّا ومن عجبٍ نجد من انسلخ من كل هذه الصفات وأخلد إلى الأرض كممسحة يطؤها بالأقدام الراكب والماشي على قدميه ، فهذه قيمة من يسعى بالخراب ويدس الدسائس في الخفاء ويظن أنه قامةً بين الرجال وليس يدرك أن سيرته على الألسنة في المجالس كريهة كرائحته الكريهة وتخدعه الابتسامات الزائفة .

إن هول الأحداث في غزة قد أيقظت الضمير الإنساني والإنسانية التي أودعها الله في النفوس السوية ، فاستيقظت ضمائر الشعوب الحرة في كل البلاد ورأيناها قد انتفضت نصرة لغزة وفلسطين في مظاهرات انتشرت في بلاد العالم ، وتعالت أصوات هذه الشعوب التي اختلفت عقائدها وعاداتها وميولها السياسية واجتمعت على كلمة واحدة تدعو إلى نصرة تلك الفئة الفلسطينية التي لحقها من القتل والتشريد ما نراه كل يوم في حالٍ تجلت معها صورة مخزية مشينة جبانة في شخصية رجلٍ جبانٍ من أبناء الجالية العربية  يُحبِط الناس ويخوّفهم من المشاركة في المظاهرات كطابور خامس ممقوت ينتمي إلى بيئة سافلة حقيرة تبث الخوف والقنوط في النفوس ، وينادي ويهتف بالمقابل بمواقف السلطة الفلسطينية طعنا في المقاومة الشريفة في غزة ، فشرفُ المقاومة لا يتناسب مع خسة وعمالة أمثالك ، وكيف سترعوي وقد طال العهد بك في الخيانة والعمالة وقد بلغتَ من العمر أرذله ، ولن يستقيم حالك حتى توارى في قبرك ، فمثلك لا يتوب ولن يتوب .

إن الرجال لا ترقى إلا بأخلاقها ونقاء سريرتها وبجودها وكرمها وعفّتها ، ولن ترقى نفسٌ وهي تكذب وتسعى في خراب البيوت وتًسمَرُ في المقاهي بين كؤوس الخمر وصالات القمار .. فهل لازلت تظن نفسك كبيرَ الجالية وانت ممتهن حقير ؟

اترك تعليقا

NEW