مطالبات بمقاطعة تامر حسني بعد مشاركته في إعلان دعائي لشركة داعمة للكيان الصهيوني
- سمير قطيشات
- 13 مارس، 2024
- محطة المنوعات
- 0 Comments
السكة – المنوعات
في عالمٍ متلاطمٍ بالصراعات والتباينات، تظهر بين الحين والآخر مفارقاتٌ تكشف الصعوبة في البقاء مخلصًا لقيم ومبادئ معينة.
وفي هذا السياق، تبرز قصة المطرب المصري تامر حسني، كمثالٍ يُلقي الضوء على صراعات الوفاء والمبادئ في ظل التطورات السياسية والاجتماعية الراهنة.
عبر الساحة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي اندلعت حملة من الانتقادات والهجوم ضد تامر حسني إثر مشاركته في إعلانٍ لإحدى شركات المنتجات الغذائية تُشجع الكيان الصهيوني، وذلك في فترة تزامنت مع أعمال القتل وتدمير قطاع غزة، بعد أكثر من ستة أشهر من حرب الإبادة التي يتعرض لها شعب غزة، لذا فقد أثارت هذه الخطوة استياءً شديدًا بين جمهوره ومتابعيه، وأنشأت حملات تدعو لمقاطعته، خاصةً وأنه كان قد أعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ودعمه له من خلال تبرعات وإلغاء بعض الحفلات الفنية اعترافًا بمعاناتهم ومظلوميتهم.
فيما تعكس هذه الحملة الجدلية تحولاتٍ في الوعي الشعبي المصري وانعكاسًا للانتفاضة الشعبية ضد كل أشكال الدعم للكيان الصهيوني والتضامن الواسع مع قضية فلسطين تبقى هذه القضية جزءًا حيويًا من الوعي العربي الشامل.
فمنذ إعلان التحالف العربي لمقاطعة إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية في العام 1945 وحتى اليوم تتجدد الدعوات لمقاطعة الشركات والمنتجات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي وتجاوزها لحقوق الإنسان والعدالة.
ومع هذا السياق السياسي والاجتماعي المشحون يثير دور الشخصيات العامة والفنانين الجدل. إذ يُطالبهم الجمهور بالمزيد من الموقف الواضح والمبدئي في مواجهة الظلم والاستبداد ويعاقبون عندما يبدون تناقضًا في مواقفهم وأفعالهم.
وهكذا يجد تامر حسني نفسه في موقفٍ حساسٍ يجمع بين التزامه بقيم العدالة والإنسانية وبين الالتزامات التجارية والمهنية التي قد تضعه في مواجهة مع الرأي العام.
ومن هنا، يطرح موقفه تساؤلاتٍ كثيرة حول طبيعة الالتزامات المهنية والأخلاقية للشخصيات العامة، وعن مدى تأثير مواقفهم على القضايا السياسية والاجتماعية. وفي هذا السياق، يظهر أهمية دور المجتمع المدني والضغط الشعبي في تشكيل سلوك الشركات والفنانين، وفرض معايير العدالة والأخلاق في الحياة العامة والمهنية.
في النهاية، يبقى تامر حسني حالةً تُعكِّر المياه وتثير التساؤلات حول مفهوم الوفاء والمسؤولية في عصر الانفتاح الشديد والتباينات المعقدة.
وما يظهره من جدل يعكس واقعًا أكبر، يتحدث عن تحولاتٍ جذرية في العلاقة بين الفنان وجمهوره.
(القدس العربي)