الرسم الكاريكاتوري وأثره في مواجهة السردية الإسرائيلية
- سمير قطيشات
- 16 مارس، 2024
- المحطة الرئيسية, مجتمع السكة, محطة المقالات
- 0 Comments
السكة – المقالات – عبدالله شقير رئيس التحرير
في ظل الحرب الإعلامية التي لازالت إسرائيل تحاول أن تتسيّدها وتتغول عليها منذ بداية عدوانها غير الإنساني على غزة لتحسين صورتها غير الأخلاقية في إدارة هذه الحرب في محاولة منها لفرض السردية الإسرائيلية بعد أن وجّهت قنابلها لهدم البيوت على سكان غزة المدنيين ، واخترق رصاصُها العاري من محركات الضمير الإنساني صدورَ ورؤوسَ الأطفال والنساء ، فقد تصدر لهذه السطوة الإعلامية مجاهدون أُخَر ، مجاهدون تسلحوا بالكلمة الثاقبة والمواقف الثابتة التي ما زاغت مرة ، وليست تزيغ عن الحق ، بعدما هبّت قِوى الإعلام الغربي لدعم وتعزيز الرواية الإعلامية الإسرائيلية لتقويض كل كلمة أو رأي داعم للقضية الفلسطينية ، ولتهميش كل منتقد لغطرسة الاحتلال وظلمه ، بعدما داس على ثوابت الحضارة الإنسانية .
وإنْ كان للسلاح في يد المقاوم دور في ردع العدوان فإن للكلمة دورها في تجلية الحقيقة وغربلة الروايات الزائفة ، وريشة الرسام الكاريكاتوري لطالما أظهرت عنفوانَها وبأسَها في إثارة حفيظة الإعلام الصهيوني ، فالصورة المرسومة سهام داعمة للغة المكتوبة ، ولعلها أحيانا كثيرة تجلي الواقع بسخرية لاذعة رأينا أثرَها بيّناً في الأحداث الجارية ، فوقْعُها المؤثر دفع كثيرا من المؤسسات الإعلامية الغربية إلى منع الرسومات التي تدعم المقاومة وتنتقد الاحتلال .
ومن رواد الفن الكاريكاتوري الأستاذ عبدالناصر الحوراني مدير تحرير موقع السكة الإخباري الذي حمل بيدٍ قلمَه فسلّطَهُ على عدوه وعدونا وعدو الأمة كلها يدافع عن المقاومة المشروعة ويُخَذِّلُ السلطة الزائفة ، فخلع عنها ثوب النفاق وعرّاها لتتجلى حقيقتها الصهيونية ، وبيده الأخرى استل ريشته يرسم واقعا يدفع به الإعلام الزائف ، فكانت لرسوماته الكاريكاتورية سهاما صائبة توجعُ من رُميَ بها ، رسومات لا تصدر إلا من فنان متمرس ذي موهبة ما كانت لتكون سلاحا ناقدا فذاً إلا من موهبة فذة غُذّيت بالفهم والوعي والفن والإدراك وباستشراف المستقبل .
لقد أثْرَتْ رسوماتُ الحوراني الكاريكاتورية موقعَ السكة وهي تحاكي الواقع بسخرية موجهة ، حيث لفتت انتباه المواقع الإخبارية الأخرى ، فسارعت لاستضافته قناة الجزيرة التي رأت فيه قامة مؤثرة بما تمتلك من أدواتٍ في الكتابة والرسم ، حيث عبر لها عن رأيه في طوفان الأقصى الذي يراه فرزا سياسيا و ثقافيا وحضاريا بين من يتمسكون بمبادئ وثوابت أمتهم ومن يتخلون عنها، مؤكدا أن غزة ستبقى هوية عصرنا حتى الأبد.
ولما كان الكاريكاتور سلاحا نافذا مؤثرا فقد واظب الحوراني على استغلال هذا السلاح لتغطية هذا العدوان الظالم على غزة ،حيث يرى الحوراني أن هذا التوظيف للرسومات الكاريكاتورية له تأثير فعال على الرأي العام في تأييده للحرب أو الوقوف ضدها واستنكارها.
وفي مقابلة على قناة الميادين اللبنانية عبر الحوراني عن الرسم الكاريكاتوري بأنه فن يسهم في نقل الصورة الحقيقية عن الواقع المشوة الذي يصور المقاوم متّهماً والمحتل ضحيةً للإرهاب ، مبينا أن التأثير الحقيقي للرسم الكاركاتوري يكمن في مبالغته في تصوير الواقع ، مشبها الرسام الكاريكاتوري بالمؤذن الذي يستقيم على الحق ولا يهادن في عكس الحقيقة .
لقد كان للكلمة الصادقة في موقع السكة الإخباري وموقفها الثابت تجاه قضية فلسطين ، وللفن الهادف الموجه ضد الإعلام المزيف أثر إيجابي في استقطاب مواقع إخبارية ذات مكانة وشأن بين المواقع الإخبارية الأخرى ، تستلهم منا الخبر بعد أن وجدت فيه الصدق والأمانة ، وبثباتنا على الطريق وصدق توجهنا أصبحت السكة منارة إعلامية بارزة ، حيث سارعت في فترة قصيرة في عالم الإعلام لتحتل منزلة متقدمة بين المواقع الإخبارية العربية في الولايات المتحدة الأمريكية .