محمد الخليلي يكتب : وداعاً أيُّها المحلِّل العظيم

 

السكة – محطة المقالات – كتب محمَّد غسَّان الخليلي

” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا /”(23)الأحزاب.
أكثر من عَقد من الزمان الرديء ونحن نستمع لأقوالك وتحليلاتك الاستراتيجية والحربية على شاشة الجزيرة الفضائية وغيرها؛ وأنت تفوه بالحق غير هيَّابٍ، ولا تخشى في الله لومة لائم.
سلام عليك في الأولين المباركين ممن نذروا أنفسهم لنشر الحق والفضيلة، ولفضح العدو ومكائده وأراجيفه … سلام عليك في الآخرين الذين ما توانوا لُحيظة في تبيان الحق والعدل … سلام عليك في المحللين المنصفين المتواضعين … سلام عليك إلى أن نلقى وجه ربنا يوم الدين.
فإنْ كان سُقْم الفؤاد قد غيَّبك عنَّا -كما قيل وقلتَ وسمعنا- فاللهَ نرجو لك تمام الشفاء، وكمال الصحة وموفور العافية … وإنْ كانت ضغوطات خارجية كما أُشيع فنِعِمَّا هيْ؛ فيكفيك فخراً أن يسموك باسمك بين الأشد خطورة على أمنهم المزعوم، وعلى حربهم الخاسرة الشريرة … سلام عليك حين يُنادى عليك باسمك يوم القيامة؛ بأحسن ألقابك التي تحب.
فايزٌ؛ وقد فزت بقلوب الملايين من أحرار العالم ممن لا يرضون مذابح الصهيونية وهولوكوست الغرب المجرم الفاجر، وازدواجية المعايير المفضوحة الكاشحة … فايزٌ في الدنيا بالمصداقية التي خسرها العدو الغشَّام حين تحلل أكاذيب مسيلماتهم من أمثال (هيجاري وأدرعي وغيرهما) … فايز بالآخرة – بعون الله- فالكلمة الصادقة سيف بتَّار على رقاب الأشرار، والجهاد بالكلمة من أعظم الجهاد في سبيل الله؛ وإن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر … وأنت قلتها في وجوه جموع الجبابر من فراعنة صهاينة .. ومتصهينين!
أكثر من مئة وستين يوما خلال مجزرة تذبيح الغزيين وأنت ترفع المعنويات، وتؤازر المجاهدين في أنفاقهم بالتحليل المنطقي المسدد الصائب، وتتحدى مزاعمهم الكِذاب، وتصدِّق على مقولات المقاومين الصادقين الشرفاء، وتبث في المؤمنين روح البِشْر بنصر قادم أكيد .. قريبٍ.
حلِّلْ… ففي تحليلاتك شفاءٌ لصدور قوم مؤمنين كادوا أن يقنطوا من رحمة الله، وقد مرت عليهم سنوات عجاف شدادٌ؛ قد أكلت كل ما قدَّم الأولون من فتوحات وأمجاد .. سنين لم تكُ سبعاً شداداً بل سبعين من سِني المَحْل من النصر، والقنوط من المجد، والعوز من الفتوح، ونفاد السعود… حتى إذا فار تنور طوفان الأقصى انتضيت لسان صدق، ورحت تحلل انتصارات المجاهدين وتنفي مزاعم القرود الملاعين … لقد كان لك قدَمُ صدق بين الأخبار العالمية عن فلسطين؛ فالكل من الأحرار الصادقين يرقبون لحظة خروجك على الشاشة لتحلل فتعطيهم دفقة أمل، ونبضة أمان، ودفعة للحياة الفضلى.
حلِّلْ؛ فتحليلك يُصبُّ عليهم كما كانت نار حسان بن ثابت – رضي الله عنه – على المشركين والفجَرَة .. اهجُهُم فايز، وروح القُدس معك، ومسرى رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم تجاهك؛ يستصرخ المحللين من الشرفاء أن فكُّوا إساري ولو بكلمة حقٍّ!
سلام عليك في الفائزين … سلام عليك في الشرفاء المجاهدين، وسيكتب التاريخ اسمك بحروف الذهب العسجدي، وسيحدِّث عنك أحفادنا أنك قلت ما يعجِز عنه أولو القوة من القائلين، وستُسطر في الخالدين الشاهرين ألسنتهم في وجه المغتصبين المارقين.

عمَّان
9/ رمضان // 1445

اترك تعليقا

NEW