جوانب مظلمة في قرار مجلس الأمن للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

السكة – محطة المقالات – عبدالله شقير رئيس التحرير 

رغم اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار إلا أن العدوان الإسرائيلي على غزة لا زال مستمرا حتى اليوم الثلاثاء ، ولا زالت القذائف الإسرائيلية تتساقط على المدنيين وتحصد أرواحهم .

وقد تم التصويت بغالبية 14 دولة على مشروع قرار مجلس الأمن وامتنعت أمريكا عن التصويت بحجة أن مشروع القرار لم يتضمن إدانةً لحماس حسب ما أعلنت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن .

وبعيدا عن كل الأخبار التي تداولتها المحطات الإخبارية عن قرار مجلس الأمن فإن ثمة زوايا مظلمة ننظر إليها في هذا القرار مع الاستبقاء على حسن النوايا لدى الدول التي صوتت لصالحه .

إن الاستعراض السياسي لطالما كان يصب في مصلحة أمريكا تدعمه قوة إعلامية تطغى على العقول دائما ، فقد كان في شكل جلسة مجلس الأمن أمس ما يوجه الرأي العالمي إلى الإيمان والتصديق بمساندة أمريكا لقرار وقف إطلاق النار على غزة ، والتي كانت قد عطلته مرتين من قبل لتطلق يدَ إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة من تحريرٍ للرهائن والقضاء على حماس وأهدافها غير المعلنة المتمثلة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والسعي لإفراغ غزة من سكانها بالتهجير القسري وجعلها منطقة غير صالحة للعيش بتدمير البنية التحيتية بالكامل ، والسعي لجرف غزة وتسويتها بالتراب تحقيقا لأهداف قد تكون بداية للسعي لتحقيق أهداف أكبر.

إن امتناع أمريكا أمس عن التصويت وامتناعها عن استخدام حق النقض الفيتو إنما تسعى من خلاله لتغسل وجهها الملطخ بدماء أهل غزة ، وقد دعمتها إسرائيل بغضبة مصطنعة قامت على إثرها إلغاء زيارة وفدٍ كان مقرر له زيارة الولايات المتحدة الأمريكية لبحث اجتياح رفح وكيفية تجنب إيقاع خسائر في المدنيين حسب ما هو معلن.

وعند استعراض الكلمة التي القتها المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن فقد هاجمت خلالها (حماس) وحملتها مسؤولية ماحدث وما يحدث ، وسلطت الضوء الأكبر على الرهائن لدى حماس وعلى حق هؤلاء المحتجزين في العودة إلى أهليهم بشكل آمن ، وفي حقهم بالعيش الكريم ، متناسية حجم الجريمة التي ارتكبتها آلة القتل الإسرائيلية التي حصدت أرواح أكثر من 32 ألفا من أهل غزة المدنيين معظمهم من النساء والأطفال ضمن إحصائية لا تشمل من ظلوا تحت الردم ولم يتسنّ إخراجهم وعددهم حسب التقديرات أكثر من 12 ألف شهيد ، ومتغافلة عن هدم أكثر من 4 آلاف منزل وعن قصف المستشفيات وعن التنكيل بالرجال والنساء وعن قتل المدنيين والأطفال وعن حالات الاغتصاب ، المندوبة الأمريكية لا تعرف عن هذا كله شيئا وتسلط الضوء فقط على 132 رهينة لدى (حماس) وتصب عظيم غضبها عليها وعلى قادتها .

نعم إسرائيل لم تلتزم بقرار مجلس الأمن وترى أنه قرار غير ملزم ، وأمريكا أيضا تراه قرارا غير ملزم لا يمنع إسرائيل من المضي في ملاحقة حماس ، إلا أنه لو تم تطبيقه لكان خسارة مدوية للمقاومة الفلسطينية في غزة حيث تضمن القرار وقفاً فورياً لإطلاق النار حتى نهاية رمضان وتحرير كافة الرهائن دون قيد أو شرط ومن ثم تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية لغزة ومضاعفتها ، دون التعرض لمطالب المقاومة الفلسطينية التي تطالب بتحرير الأسرى الذين يذوقون شتى ألوان العذاب والتنكيل في السجون الإسرائيلية والوقف الدائم لإطلاق النار وسحب إسرائيل لقواتها من كامل أراضي غزة ، فالقرار كان يصب في مصلحة إسرائيل متجاهلا مطالب الفلسطينيين كما هو عهدنا في كل أمر مماثل منذ 75 وسبعين عاما .

اترك تعليقا

NEW