في ظل استشهاد أبناء هنية ..

السكة – المقالات – عبدالله شقير رئيس التحرير 

ليس بأمر مستحدث البتة مهاجمة رموز النضال الوطني الفلسطيني من مقاتلين وقيادات على أرض فلسطين وخارجها ، ولم يعد مستغربا أن يصدر من المتخاذلين والمخذّلين والخونة ذلك الهجوم الموجه تجاه المقاومة الفلسطينية حيث كانت من أذناب السلطة الفلسطينية ومن غيرها من المطبعين والمنتفعين والمأجورين ، فلعله منذ سنوات والصحافة غير المسؤولة توجه اتهامات لقادة فصائل المقاومة وتستغل ربما صورا لعقد مقارنات لا توحي بحقيقة الأمور ولا تقدم رؤية جلية للضمائر الحية التي سُقيت ولا زالت تُسقى بماء العزة والشرف والكرامة في صدور هؤلاء ، والتي تستثيرها بحقهم بعض التكهنات من أصحاب المنافع وأصحاب الأجندات.

اليوم استُشهد ثلاثة من أبناء القيادي إسماعيل هنية وثلاثة من أحفاده في قصف غادر موسوم من قبل جيش الغدر بأنه نتيجة عملٍ استخباراتي دقيق تمت الاستجابة له سريعا دون إخطار النتن ياهو ولا قائد القوات الغازية جالانت لضرورة التعامل مع المعلومة الاستخباراتية بسرعة لتصفيه أبناء إسماعيل هنية .

وبهذه الجريمة يأتي الرد الفاضح لكل مدّعٍ كاذب لوّح بأخبار مكذوبة منتقصة لا دليل عليها بأن قيادات المقاومة الفلسطينية تهرّب أبناءها خارج غزة في محاولة لتخوينها وإثبات النقص في هذه القيادات التي لا زالت تقدم ما تقدر عليه للدفاع عن فلسطين والأقصى وإبراز قضيته للعالم أجمع ، وها هي تقدم أرواح أبنائها الذين تتهمهم بعض الجهات زورا أنهم يهربون أولادهم خارج قطاع غزة في الوقت الذي قد قدم فيه هنية قبل ذلك حفيده الأكبر جمال محمد هنية شهيدا بتاريخ 21 نوفمبر 2023 في قصف إسرائيلي على غزة وكان برفقة ابنته فاستشهدا سوية ، كما استُشهدت الحفيدة الصغرى لإسماعيل هنية الطالبة رؤى همام في الـ 10 من نوفمبر 2023 في قصف إسرائيلي استهدف منزل ذويها في قطاع غزة .

وكما هو الحال الذي اعتدنا عليه من أكاذيب الجيش الإسرائيلي فقد تم توجيه اتهامات لأبناء هنية نيّتهم القيام بعمل إرهابي والذي نفته فورا ودفعته وسائل إعلام إسرائيلية لوجود أبناء هنية برفقة أطفالهم ساعة جريمة الاغتيال حيث استشهدوا جميعا ، وأن هذا الادعاء لن تقبله وسائل الإعلام الأخرى وستنكره تماما.

لقد تلقى هنية خبر استشهاد أبنائه وأحفاده الستة برباطة جأش غير معهودة ، لا تصدر إلا من قلبٍ مقاومٍ تعلق بالله وبقضيته التي يدافع عنها ، تحمل في طياتها رسالة تقول أن هذه الثلة المجاهدة لن تُكسر شوكتُها ولن تُنتزع عزيمتُها حتى يُظفِرَها الله على عدوها ولن تنهزم أمام عدو فاشل جبان .

ونذكر أن هنية تلقى خبر استشهاد أبنائه وأحفاده وهو يتفقد جرحى غزة في أحد مشافي قطر حيث قال محتسبا : ” لا حول ولا قوة إلا بالله ، الله يرحمهم .. الله يسهل عليهم .. ربنا يلطف بالباقي ” .

وعندما اقترح عليه أحد مرافقيه إنهاء تفقد المرضى في المستشفى أجاب هنية قائلا : “سنكمل”.

وقد قال هنية فيما قال إن هذه الاغتيالات إنما يُراد بها ممارسة الضغط على قيادات المقاومة للرضوخ لمطالب جيش الاحتلال وشروطه ولتغيير مواقف هذه القيادات ، ولكن الرد جاء حاسما حازما أنْ لا تنازل عن مطالب قادة المقاومة التي تتماشى مع مطالب الشعب الفلسطيني ، وقال أيضا : دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبي ، ودماؤنا جميعنا متساوية ، وكل شهداء غزة وفلسطين هم أبنائي ” .

بعد هذا كله نقول لكل من سلّ لسانه ليطعن في المقاومة والنهج الذي تنتهجه في سبيل تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني نقول لهم أين هي مطاعنكم في جيش الاحتلال الذي يسفك الدماء ويهدم المنازل على رؤوس ساكنيها المدنيين ، ويقدم لنا ولكم وللأمة العربية ولحكامها ما يقرب من 200 شهيد في حصيلة يومية يشهد عليها العالم كله ، وتستنكرها شعوب العالم وتستنكر القتل بالتجويع في أخس وأحقر ما قد تجده من صفاتٍ قد استقرت في صدور جنود نتنياهو يستوي في المنزلة معها الساكت عنهم من قادة العرب إن لم يكونوا أرذل منزلة وأكثر خسة وهوانا .

 

 

 

One Reply to “في ظل استشهاد أبناء هنية ..”

اترك تعليقا

NEW