عادل الاسطة يكتب : عناوين الفلسطيني الشخصية في غزة

السكة – المحطة الثقافية – كتب عادل الاسطة 

في ديوانه ” هي أغنية … هي أغنية ” الصادر في العام ١٩٨٦ ، المكتوب من وحي حرب بيروت ١٩٨٢ كتب محمود درويش قصيدة عنوانها ” أربعة عناوين شخصية ” تتكون من أربعة مقاطع كل مقطع له عنوان يدل على عنوان شخصي له ، وعناوينه التي نعثر على إقامته فيها هي :
– متر مربع في السجن
– مقعد في قطار
– حجرة العناية الفائقة
– غرفة في فندق .
تذكرت القصيدة وأنا أفكر في السؤال عن أماكن إقامة معارفي في غزة من أقارب وأصدقاء وكتاب .
انقطع قسم من هؤلاء عن الكتابة لفترة من الوقت ، فسألت عن أخبارهم إن كانوا ما زالوا أحياء . كان جهاز الهاتف أو الكمبيوتر الذي يمكنهم من الكتابة يسهل الإلمام بالعنوان ، فقد تتصل بهم أو تقرأ أخبارهم في كتاباتهم ويومياتهم ، ثم لما عزت الكهرباء والنت لم يعد ذلك ممكنا .
العناوين الشخصية الأربعة للشاعر في المنفى ، ولفلسطينيين كثيرين مثله أيضا في المنفى صارت :
– في المشافي
– في مركز إيواء اللاجئين في المدارس
– في الخيام
– في الأنفاق
– الهيام في الشوارع ، ففي غزة آلاف المفقودين
– على شاطيء البحر
– عالق في معبر رفح
– في المقابر الجماعية
– تحت الأنقاض
– في سجون إسرائيلية طارئة ومقيمة
– عالق في الضفة الغربية
– في المنافي ينتظر العودة إلى القطاع .
أول أمس شغلتنا أخبار رد إيران على ما ألم بقنصليتها في الشام ، وأمس قرع الإسرائيليون جدران رؤوسنا بالحديث عن الريمونتادا الإسرائيلية ، فلا يمكن السكوت عما جرى ، ولا بد من تأديب الإيرانيين . هل ستسمح أمريكا لإسرائيل ؟ وما زال الحديث عن رد إسرائيلي يرد في نشرات الأخبار حتى فجر اليوم .
” ابن الحرام لا بنام ولا بخلي الناس تنام ” يقول مثلنا الشعبي ، وهناك مثل آخر يقول ” ما أجن من مجنون بلاحق بلد إلا بلد بتلاحق مجنون ” . كيف يمكن إجراء استعارة تمثيلية من خلال المثل الأخير تنطبق على دولة إسرائيل ومحيطها من الأعداء – أي الشعوب العربية الإسلامية ، ولا أدخل في الحسبان أنظمة عديدة .
كان اللافت في أشرطة الفيديو أمس هو فرح أهل شمال قطاع غزة بحصولهم على ربطة خبز طازج اشتروها بسعر عادي أو بشرائهم بعض الخضار والفواكه مثل الباذنجان أو التفاح ، فقد صار ذلك ، بعد بضعة أشهر ، ممكنا .
ما زالت المقتلة والمهلكة وحرب الإبادة مستمرة ومل الناس من الإقامة في الخيام فشرعوا يعودون ، من الجنوب ، إلى بيوتهم المهدمة في الشمال ، ولكن الجيش الإسرائيلي كان لهم بالمرصاد .
في نابلس وقراها ارتقى شاب فلسطيني من قرية سالم واثنان آخران من قرية عقربا ، فقد انفلت المستوطنون فتيان التلال ، ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو المستعان به !!

صباح الخير يا غزة
خربشات عادل الاسطة
١٦ / ٤ / ٢٠٢٤

اترك تعليقا

NEW