دورات أولمبية تحدت الحروب والأزمات
- سمير قطيشات
- 24 يوليو، 2024
- محطة الرياضة
- 0 Comments
السكة – المحطة الرياضية
في حين يفترض أن تكون الألعاب الأولمبية رمزًا للسلام والنوايا الحسنة بين الأمم إلا أنها تنطلق هذا العام في باريس في ظل تزايد عدم الاستقرار حول العالم، واستمرار النزاعات الدولية، ولكنها ليست المرة التي تعيش فيها الأولمبياد تلك الأجواء المتوترة إذ سبق أن لعبت الحروب والاضطرابات السياسية دورًا وتسببت حتى في إلغائها.
ورصد موقع “edition.cnn” أبرز دورات الألعاب الأولمبية التي تحدت الحروب والأزمات.
فريق اللاجئين
شهدت أولمبياد ريو 2016 الظهور الأول لفريق اللاجئين الأولمبي ما أتاح للرياضيين بمن فيهم أولئك الذين قدموا من دول تمزقها الحروب، فرصة التنافس في الألعاب الأولمبية. إذ تنافس 10 رياضيين من إثيوبيا وجنوب السودان وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية تحت العلم الأولمبي في ألعاب القوى والجودو والسباحة.
غزو العراق
كانت أولمبياد أثينا 2004 أولى الألعاب التي جرت بعد الغزو الأمريكي للعراق، إذ استخدمت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين انتقدوا الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، وسار المتظاهرون في ذلك الوقت وسط مدينة أثينا للاحتجاج على زيارة وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول في عطلة نهاية الأسبوع التي شهدت حفل اختتام الألعاب.
الحرب الباردة
أقيمت الألعاب الأولمبية الصيفية في برشلونة العام 1992 لأول مرة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ومع ذلك، لم يُسمح للرياضيين اليوغوسلاف بالمنافسة في الرياضات الجماعية بسبب الحرب المستمرة، وتنافَسَ الرياضيون الأفراد دون تحديد هوية وطنية.
كانت أولمبياد سيول الصيفية لعام 1988 آخر الألعاب في عصر الحرب الباردة إذ هُدِم جدار برلين بعد عام، ولكن الألعاب لم تخل من الجدل، إذ رفضت كوريا الشمالية الحضور بعد أن رُفِض طلبها لاستضافة الألعاب مع جارتها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية وانضمت كوبا إلى حليفتها كوريا الشمالية في مقاطعة ألعاب سيول.
أيضًا قاطع الاتحاد السوفيتي أولمبياد لوس أنجلوس الصيفية لعام 1984 وكذلك فعلت معظم دول الكتلة الشرقية كنوع من الرد على مقاطعة أولمبياد موسكو العام 1980 التي قادتها الولايات المتحدة، ومع خروج السوفييت من المنافسة، فازت الولايات المتحدة بعدد كبير من الميداليات بلغت 83 ميدالية ذهبية، فيما نظمت بعض الدول من الكتلة الشرقية والاتحاد السوفيتي مسابقة بديلة خاصة بها تُسمى “ألعاب الصداقة”.
مونتريال 1976
في ألعاب مونتريال 1976، هدد عدد كبير من الدول الأفريقية اللجنة الأولمبية الدولية بالمقاطعة بعد أن قام فريق الرغبي الوطني النيوزيلندي بجولة في جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري قبل فترة وجيزة من الألعاب، ما أدى إلى دعوات لاستبعاد نيوزيلندا، ولم تثمر تلك المفاوضات عن حظر نيوزيلندا ما أدى إلى انسحاب 30 دولة أفريقية، بالإضافة إلى العراق.
مذبحة تلاتيلولكو
قبل عشرة أيام من ألعاب مكسيكو 1968، أطلقت قوات الحكومة المكسيكية النار على حشود من المتظاهرين الطلاب العزل، فيما أصبح يعرف بمذبحة تلاتيلولكو.
موقف الرياضيين الأمريكيين من أصول أفريقية كان من أهم المظاهر التي ميزت ألعاب 1968 وتحديدًا تومي سميث وجون كارلوس عندما قاما بتحية القوة السوداء على منصة التتويج في أثناء عزف النشيد الوطني الأمريكي، تضامنًا مع حركة الحرية للسود في الولايات المتحدة، وهو ما تسبب في طردهما من الألعاب.
العدوان الثلاثي على مصر
شهدت أولمبياد ملبورن 1956 مقاطعة هولندا وإسبانيا وسويسرا احتجاجًا على قمع الثورة المجرية من قبل الاتحاد السوفيتي، كما تسبب العدوان الثلاثي على مصر في انسحابها وكذلك فعلت كمبوديا والعراق ولبنان بسحب فرقهم رفضًا للعدوان الإسرائيلي، بينما قاطعت الصين الحدث أيضًا عندما شملت اللجنة الأولمبية الدولية فريقًا من تايوان.
وعلى الرغم من مقاطعة الدول الأخرى للاتحاد السوفيتي تضامنًا مع المجر، بيد أن المجر نفسها لم تنسحب وشهدت مشاركتها في مباراة عنيفة في رياضة كرة الماء بين الفريقين وأصيب لاعب مجري بنزيف في رأسه؛ ما دفع بعض المشجعين المجريين إلى الاندفاع نحو المسبح والتهديد بأعمال شغب ما تسبب في إلغاء المباراة وإعلان فوز المجر التي كانت متقدمة بنتيجة 4-0 في ذلك الوقت وحصدت الميدالية الذهبية في مباراة عرفت لاحقًا باسم الدماء في الماء.
الحرب العالمية الأولى
أُلغي أولمبياد برلين 1916 بسبب الحرب العالمية الأولى، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في تاريخ الألعاب الناشئة، وفي أولمبياد العام 1920 عقب نهاية الحرب العالمية الأولى لم تُدعَ القوى المهزومة وهي: النمسا وبلغاريا وألمانيا والمجر والإمبراطورية العثمانية للمشاركة، بعد الدمار الذي خلفته الحرب في جميع أنحاء أوروبا، وشهدت ألعاب أنتويرب 1920 أول استخدام لعلم الأولمبياد والقسم الأولمبي.
الحرب العالمية الثانية
أُلغِيَت الألعاب الأولمبية لعامي 1940 و1944 بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه آخر مرة يتم فيها إلغاء دورة الألعاب الأولمبية.
أقيمت أولمبياد برلين 1936 خلال حكم النازيين في ألمانيا، وعلى الرغم من الدعوات لمقاطعة ألعاب برلين، شاركت 49 فرقة من جميع أنحاء العالم، أكثر من أي أولمبياد سابقة.
أولمبياد 1904
أقيمت أولمبياد 1904 في سانت لويس بولاية ميسوري في الوقت الذي كانت فيه الحرب الروسية اليابانية مشتعلة على الجانب الآخر من العالم. ولم يتمكن كثير من الرياضيين الأوروبيين من السفر إلى سانت لويس التي كانت تُعد آنذاك منطقة نائية، في النهاية، كان أقل من 100 من نحو 650 متنافسًا من خارج الولايات المتحدة، وكان نحو نصف هذا العدد من كندا المجاورة.
(إرم نيوز)