غياب عربي و حضور إيراني تركي في بيت عزاء هنية

السكة – المحطة الفلسطينية

أقيمت في الدوحة، أمس، مراسم تشييع ثانية لجثمان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، بعدما وصل جثمانه، الخميس، من طهران، حيث أقيمت، أول من أمس، مراسم التشييع الأولى والتي وصفت بالحاشدة. وتوافد المشيّعون لإقامة صلاة الجنازة في مسجد «محمد بن عبد الوهاب» في قطر، حيث احتشد المئات من هؤلاء في داخل المسجد وخارجه، فيما أمّ المصلّين في صلاة الجنازة نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، خليل الحيّة، الذي قدّم تعازيه إلى عائلة هنيّة، قائلاً إن «دماء أبو العبد ستولد نصراً وعزة». وبعد أداء الصلاة، حمل المشيّعون النعش الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف، وردّد بعضهم هتافات من مثل: «يا هنية ارتاح ارتاح.. وإحنا نواصل الكفاح… وسيري سيري يا حماس… إنتِ المدفع وإحنا رصاص…»، و«بالروح بالدم، نفديك يا شهيد». ومن ثم، نقل جثمان هنية إلى مثواه الأخير في مقبرة «المؤسّس» في لوسيل، شمال العاصمة، تمهيداً لمواراته في الثرى بحضور عائلته وبعض السياسيين.من جهته، ألقى رئيس حركة «حماس» في الخارج، خالد مشعل، كلمة رثى فيها هنية، قائلاً إن الأخير «عاش وسط شعبه في مخيم الشاطئ يتلمّس آلامهم ويشاركهم أفراحهم»، لافتاً إلى أنه «خدم قضيته وشعبه وقدسه. خدمها مجاهداً وخدمها داعيةً حافظاً للقرآن الكريم وخدمها رئيساً للوزراء، وكان وسط شعبه لا يتخلّف عنهم». وأضاف أن هنية «لم يخرج من غزة إلا ليناضل من أجل قضيته على مدى العالم»، مشدداً على أنه «إذا كانت إسرائيل قد جنّ جنونها، فآن للأمة أن يعود لها رشدها فتعلم مسؤوليتها نحو القدس وفلسطين».
وحضر أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ووالده حمد بن خليفة، الجنازة، حيث خلع الأول عقاله أثناء الصلاة، ليشير بذلك إلى أن الخسارة تخصّه. وفيما غاب ممثلو دول عربية كثيرة، من مثل مصر والسعودية والإمارات والأردن وموريتانيا والمغرب والبحرين، حضر وفد إيراني تقدّمه نائب الرئيس محمد رضا عارف، ووفد تركي تقدمه نائب الرئيس التركي جودت يلماظ، ووزير الخارجية حقان فيدان، فضلاً عن وفد أفغاني بقيادة نائب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وآخرون، إلى جانب قادة من «حماس» وفصائل فلسطينية، وفي مقدمتهم الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة. ولاقى غياب الزعماء العرب انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول رواد الأخيرة صوراً لسياسيين عرب يحضرون جنازة رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، شمعون بيريز، في عام 2016، من بينهم «أبو مازن» ووزير الخارجية المصري، سامح شكري.

خلع تميم بن حمد عقاله أثناء صلاة الجنازة، ليشير بذلك إلى أن الخسارة تخصّه

وتركزت أنظار وسائل الإعلام القطرية على نقل التشييع الذي وصفته بـ«المهيب»، وعلى حضور تميم بن حمد ووالده التشييع، وعلى الشكر الذي قدّمه مشعل إلى قطر. وعلّق التلفزيون القطري الرسمي بالقول إن «قطر ستحتضن من هذا اليوم قطعة طاهرة من فلسطين»، علماً أن الدوحة استضافت هنية كـ«مقيم» فيها مع قياديين آخرين في الحركة منذ عام 2012. وكانت قطر قد دانت «بأشد العبارات» اغتيال هنية الذي اعتبرته «جريمة شنيعة وتصعيداً خطيراً وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي والإنساني». وباستثناء قطر وعُمان والكويت، التزمت دول الخليج الصمت إلى حد كبير حيال اغتيال هنية، ولا سيما السعودية التي لم تصدر أي بيان، فيما أصدرت الإمارات والبحرين بيانات تحذّر من التصعيد الإقليمي، لكنها لم تدِن علناً الاغتيال، رغم أن ملك البحرين، حمد بن عيسى، أرسل برقية «تعزية ومواساة» إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، معزّياً إياه بهنيّة. بدوره، قال أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي، أمس، إن «احتضان دولة قطر الشقيقة وقيادتها مراسم تشييع جنازة إسماعيل هنية في هذه الظروف الصعبة موقف نبيل ومقدّر». وأضاف، عبر موقع «إكس» أن «موقف الإمارات ثابت ورافض للعنف والاغتيال السياسي بكل أشكاله ومصادره»، معتبراً أنه «لا سبيل للاستقرار إلا بالعدل والحكمة والحوار».
وعلى هامش زيارة نائب الرئيس الإيراني لقطر، للمشاركة في تشييع هنية، التقى والوفد المرافق له، تميم بن حمد، في مكتب الأخير في قصر لوسيل، حيث «جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها وتعزيزها، إضافة إلى آخر التطورات الإقليمية والدولية»، بحسب «الديوان الأميري». وفيما لم تصدر «حماس» حتى الآن أيّ تصريحات رسمية بشأن الشخصية التي ستخلف هنية في منصب رئيس المكتب السياسي، كان لافتاً ما تداولته وزارة الخارجية التركية، عبر «إكس»، حول لقاء فيدان مع مشعل معزّياً، ووصفها الأخير بـ«نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس».  

 

المصدر الأخبار اللبنانية

اترك تعليقا

NEW