زعيم المقاومة يرتقي شهيداً وأصحاب العروش يقبّلون الأقدام

السكة – محطة المقالات – عبدالله شقير رئيس التحرير

في تطور مفاجئ وصادم تم اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني الشهيد حسن نصر الله في عملية نوعية نفذتها قوات خاصة صهيونية إسرائيلية يوم الجمعة.

وبالنظر إلى مجمل الأحداث فإن هذا الحدث يعتبر تطوراً خطيراً يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة لا بد لها أن تطرق أذهان كل عربي حر يدعم المقاومة ضد المحتل ، حيث كان الشهيد حسن نصر الله أحد أهم رموزها في منطقة الصراع العربي الإسرائيلي ، ومحور التساؤل الأبرز هو كيف تم اغتيال نصر الله ؟ ولماذا تم اغتياله ؟ دون الخوض والحديث حول تبعات هذا الأمر على المشهد السياسي والأمني في لبنان ومناطق الصراع الذي سيطول الحديث عنه ضمن تحليلات اعتدنا سماعها ولم تغير يوما من واقعنا شيئا .

إن واقعنا مؤلم غاية الألم ، واقع طال أمره منذ أن كنا أمة وأصبحنا دُوَلا منقسمة على نفسها لا تحتاج إلى من يقوم بتقسيمها ، خاضعة تحت حكم سلاطين مزيفين يلبسون الخيانة رداء ويأكلونها طعاما وشرابا ، فما اغتيل نصر الله إلا من الخيانة التي رصدته في مكانه المحصن تحت الأرض بأربعة عشر طابقا دكها ثمانون صاروخا كل واحد منهم يحمل طنا من المتفجرات ، فحصل ما حصل وارتقى رمز المقاومة إلى ربه مع ثلة أخرى من قادة المقاومة ، دكتهم الصواريخ لوأد المقاومة التي حولت حياة المستوطنين الإسرائيلين إلى جحيم في شمال إسرائيل ، ثم شرب الخائن بعدها نخب خيانته ، وطأطا المتخاذل رأسه إلى الأسفل ينظر بين فخذيه تجاه خصيتيه فهي أكبر همّه بعد شرابه المُسِكر وطعامه الخبيث الملوث بالخيانة والعمالة .

إنا لا ننكر تفوّق إسرائيل على المستويين العسكري والتكنولوجي ، ولكن ما كان لحادثة الاغتيال أن تكون لولا تعرض حزب الله لخرق أمني بشري استفادت إسرائيل منه ، فثمة عملاء يعيشون في مناطق تقيم فيها  قيادات حزب الله للتجسس عليها والكشف عن أماكنها لاستهدافها بدقة ، فكان هذا  الأمر السبب الأوجه الذي أسهم في إنجاح عملية الاغتيال ، حيث ساعدت تلك القوى العميلة إسرائيل على تحديد مواقع تلك القيادات وقصفها بتلك الدقة في المكان والزمان المحددين.

لقد اعتاد الشارع العربي في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية أن يكون كله على قلب رجل واحد ، ولم يحصل يوما أن عربياً وقف محايدا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، وكانت الفصائل الفلسطينية واللبنانية المقاومة تحظى بدعم ومساندة الشارع العربي على الدوام ، ولكننا أصبحنا في زمن نستمرئ الخيانة ونسعى إليها ، كيف لا ونحن نرى من يسوسنا منقسمين بين خائن عميل متصهين وبين متخاذل دس رأسه في التراب ، فكان حكامنا خير قدوة لأفسد شعوب الأرض ؛ شعوبنا العربية التي لا أتهمها كلها بالخيانة ولكنها قد اجتمعت على الاستكانة والخذلان وعلى الخضوع والهوان .

ولئن ارتقى حسن نصر الله ومن قبله إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس شهداء وغيرهم من المقاومين قادةً وجنوداً فإن المقاومة باقية ولن تموت في صدور من نذروا أنفسهم لله ، وعزموا أن لا تكون لهم حياة في مواطن الضعف والهوان ، وأقسموا أن تتحرر فلسطين الأبية من براثن الصهاينة أو أن يرتقوا إلى الله شهداء تاركين الدنيا بزخرفها لمن طال عهدهم بالخيانة ، وجعلوا الذل حصنا منيعا لكراسيهم وعروشهم ، رافضين أن يكونوا في معقل التخاذل والضعف الذي استمكن من شعوبنا العربية قاطبة .

اترك تعليقا

NEW