عام من الإبادة والسلطة الفلسطينية خنجر مسموم في خاصرة غزة

السكة – المحطة الفلسطينية

عام بتمامه وكماله مر على قطاع غزة، والاحتلال يشن عدوانًا همجيًا بربريًا لم يسبق له مثيل، وبينما كان الغزيون يقاومون بما توفر في يدهم من سلاح بسيط، كانت السلطة الفلسطينية بمثابة الخنجر المغروس في ظهرهم.

طوال هذا العام، لم تأخذ السلطة ولو موقفًا واحدًا يمكن أن يحتسب في خانة الفعل الوطني الشريف، بل راحت تضرب بمعول الهدم والخيانة والعمل كرديف للاحتلال.

ومع انطلاق طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر، ظهرت مواقف مخزية لقيادات السلطة، تتهم المقاومة فيها باتخاذ القرارات الفردية، زاعمة أن ما حدث محض مغامرة سيدفع الغزيون ثمنها.

ومع اشتداد الحرب والعدوان، تكررت مواقف السلطة المخزية، وخرج مسؤولوها على شاشات التلفزة يبرؤون الاحتلال ويتهمون المقاومة بالمسؤولية عن إراقة الدم الفلسطيني.

ولم تكتف السلطة بالتخلي عن غزة، بل سارعت بشكل حثيث لوأد أي إسناد شعبي أو عسكري من الضفة للوقوف مع غزة وفتح جبهات جديدة ضد الاحتلال، فاعتقلت المقاومين ولاحقتهم واغتالت بعضهم كي لا تشتعل جذوة المقاومة هناك.

وفي الوقت الذي تصاعد فيه الفعل الشعبي المتضامن مع غزة حول العالم، كانت سفارات السلطة تغط في نوم عميق وكأن ما يحدث في غزة لا يعنيها من قريب أو بعيد.

وفي الوقت الذي ظهرت فيه دول غربية تحمل هم المظلومية الفلسطينية مثلما فعلت جنوب أفريقيا التي رفعت دعاوى ضد الاحتلال لدى المحكمة الجنائية الدولية، امتنعت السلطة عن الانضمام لجنوب أفريقيا، رغم محاولتها ركوب الموجة بين حين وآخر.

وبعد مرور عدة أشهر على العدوان، وبينما كان الاحتلال يروج لأوهام القضاء على المقاومة وتجهيز اليوم التالي بعد الحرب، سارعت السلطة لمحاولة استثمار ذلك والعودة لغزة على ظهر الدبابة، فقدمت خططاً متعددة للسيطرة عليها، واستعانت في سبيل ذلك بالدول الإقليمية التي تشاركها مواقف العار والخيانة كمصر والإمارات.

وبموازاة ذلك، سارعت أجهزة السلطة وبعض شخصياتها  على رأسها  المخابرات ماجد فرج تقديم أوراق اعتماده لدى الاحتلال، عبر تشكيل قوة مسلحة تغدر بالمقاومة وتعمل كطابور خامس مع الاحتلال لخلخلة الوضع الأمني، لكن يقظة المقاومة وأدت هذا المخطط وانتهى بعناصره بيت مقتول وهارب.

ولم يتوقف مسلسل الكيد والخيانة عند هذا الحد، بل حاولت السلطة وبإبعاز من الاحتلال استمالة بعض الوجهاء والمخاتير لتشكيل روابط قرى تشعل حرباً أهلية مع المقاومة لإشغالها واستنزافها، لكن هذا المخطط فشل بعد رفض غالبية الوجهاء التعاون معه، بل واعتبروه خيانة وطنية يتوجب العقاب.

وطوال عام الحرب، عمل الذباب الالكتروني التابع للاحتلال ولأجهزة السلطة والمخابرات الإقليمية كخلية واحدة، فراحت تنشر الشائعات والأخبار الكاذبة التي تنال من المقاومة وقياداتها، في محاولة لتحريض الشارع الفلسطيني ضدها لإسقاطها، لكن ما حدث هو العكس، حيث ازادات شعبية المقاومة وباتت خيار الخلاص الوحيد بالنسبة للفلسطينيين.

كما توسعت حلقات تآمر السلطة على الغزيين ومعاقبتهم لأنهم رفضوا نبذ المقاومة، فأغلقت البنوك ابوابها، وأوقفت خدماتها، ورفضت المؤسسات الحكومية وخاصة المالية والصحية تقديم أي تسهيلات للمواطنين القابعين تحت نار القصف والعدوان، وبذلك استحكمت حلقات التآمر، ولم يبق الغزيين أي متنفس لتحصيل أدنى حقوقهم الآدمية في أبسط حياة يمكن تخيلها.

والآن وبعد مرور عام على الطوفان، لا يبدو أن مسلسل الكيد والتآمر على المقاومة سينتهي، ولن تتوقف السلطة عن كونها ذراعاً أمنيا وسياسياً واقتصاديا للاحتلال، وفي المقابل فإن هذا الكيد سيكون آخر المسامير التي تدق في نعش السلطة، وسيلفظها الشعب الفلسطيني ويكنسها، تماماً مثل يقينه بكنس الاحتلال وحتمية الانتصار عليه.

 

اترك تعليقا

NEW