لهذه الأسباب تخلى المسلمون عن “الديمقراطية ” هاريس

السكة – محطة عرب تكساس

يشير تحليل نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة إلى ابتعاد واضح من الناخبين المسلمين عن الحزب الديمقراطي، وهو تحول غير معتاد، إذ لطالما كان الحزب ملاذًا تقليديًا لهم.

ويرى محللون أن الحرب الأخيرة على غزة كانت من أبرز العوامل التي دفعت بهذه الشريحة للتراجع عن دعم الديمقراطيين، وخاصة إدارة بايدن، حيث عُد دعمهم لإسرائيل في حرب غزة المستمرة منذ أكثر من عام صدمة قوية للناخبين المسلمين.

على الصعيد التاريخي، كانت الأصوات المسلمة في أمريكا تميل بشكل عام إلى الديمقراطيين بسبب مواقف الحزب تجاه الحريات العامة وتقبل التنوع، فيما كانت تحفظات الجمهوريين التقليدية حول قضايا الأسرة وقيم الزواج تتماشى مع المبادئ المحافظة لدى بعض المسلمين.

ومع ذلك، أدى تبني الحزب الجمهوري لخطاب الإسلاموفوبيا وسياسات متشددة ضد المسلمين، سواء داخليًا أو عبر سياسات خارجية تجاه دول إسلامية، إلى نفورهم من الجمهوريين، واعتبارهم الديمقراطيين أقل ضررًا.

ولكن الوضع تغيّر في السنوات الأخيرة؛ إذ عكست سياسات الديمقراطيين الخارجية، خاصةً في القضية الفلسطينية، وجهًا آخر خيب آمال كثير من المسلمين. ورغم المناشدات المتكررة من قيادات المسلمين الأميركيين للحزب الديمقراطي بتغيير موقفه حيال إسرائيل، استمرت الإدارة في تقديم الدعم العسكري والسياسي غير المشروط، حتى مع ازدياد الانتقادات الدولية لما يحدث في غزة.

أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن 41% من المسلمين سيصوتون لصالح كامالا هاريس، في حين أن البقية قرروا إما التصويت لمرشحة حزب الخضر المناهضة للحرب على غزة، جيل ستاين، أو الامتناع عن التصويت لصالح أي من الحزبين الرئيسيين. ويأمل هؤلاء أن يحدث صوتهم فرقًا، كرسالة قوية للديمقراطيين لمراجعة سياساتهم.

إن المعضلة التي تواجه الناخبين المسلمين هي أنهم يقعون بين خيارين صعبين: الديمقراطيون الذين خذلوهم بسياساتهم تجاه الشرق الأوسط، والجمهوريون الذين ينتهجون خطابًا مناهضًا للإسلام ويقدمون دعمًا غير محدود لإسرائيل.

 

اترك تعليقا

NEW