الآثار طويلة المدى لطوفان الأقصى على القضية الفلسطينية

السكة – محطة المقالات – ثامر سباعنة 

جنين – فلسطين

عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023 تعد واحدة من أبرز المحطات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أسفرت عن تأثيرات كبيرة على المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية. ومع أن الآثار المباشرة للعملية لا تزال محل تحليل، فإن التبعات طويلة المدى ستشكل خريطة الصراع مستقبلاً.

  1. إعادة تعريف معادلة الردع

أحدث “طوفان الأقصى” تحولًا في مفهوم الردع داخل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لأول مرة، نجحت المقاومة في تنفيذ عملية واسعة النطاق بهذا التنسيق والتأثير، ما أظهر قدرتها على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية.

  • الانعكاس على الجانب الفلسطيني: عززت العملية ثقة الفلسطينيين في قدرة المقاومة على المبادرة.
  • الانعكاس على الجانب الإسرائيلي: تراجعت ثقة الإسرائيليين في قدرة مؤسساتهم الأمنية والعسكرية على حمايتهم، ما أدى إلى مراجعات داخلية قد تستمر لعقود.
  1. تعميق الهوة السياسية الداخلية

  • داخل إسرائيل: كشفت العملية عن ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، مما أدى إلى انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي حول المسؤوليات والقرارات المستقبلية. هذه الانقسامات قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في البنية السياسية الإسرائيلية.
  • داخل فلسطين: عززت العملية دور المقاومة المسلحة كفاعل رئيسي في القضية الفلسطينية، ما قد يعيد ترتيب الأولويات السياسية ويزيد من ثقة الشارع بالمقاومة.
  1. التحولات في المواقف الإقليمية والدولية

  • الإقليم: سلطت “طوفان الأقصى” الضوء على القضية الفلسطينية، ما دفع دولًا عربية إلى إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل، خاصة تلك التي وقعت اتفاقيات تطبيع.
  • الدولية: العملية أظهرت مدى هشاشة الأوضاع في المنطقة، ما قد يدفع المجتمع الدولي للتعامل بجدية أكبر مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتجنب تصاعده.
  1. تكثيف عسكرة الصراع

من المحتمل أن تؤدي “طوفان الأقصى” إلى تصعيد عسكرة الصراع، وعلى المدى البعيد، قد تتحول المنطقة إلى ساحة صراع أشد تعقيدًا، حيث تصبح العمليات العسكرية متبادلة بين الطرفين بشكل متزايد، مع تصاعد كلفة النزاع على الجانبين.

  1. التأثير على الأجيال القادمة

من أخطر آثار “طوفان الأقصى” هو تعميق جراح الأجيال القادمة. استمرار التصعيد والدمار يخلق أجيالًا فلسطينية وإسرائيلية أكثر تأثرًا بالأيديولوجيات العدائية.

  1. تعزيز المقاومة الشعبية

عززت العملية الالتفاف الشعبي حول المقاومة، حيث بات يُنظر إليها كوسيلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية في غياب أي حلول سياسية ملموسة. هذا الالتفاف الشعبي قد يمنح المقاومة زخمًا جديدًا لاستمرارها وتطوير قدراتها.

خاتمة:

“طوفان الأقصى” لم يكن مجرد حدث عسكري، بل محطة تاريخية ستؤثر على القضية الفلسطينية لعقود. فمن إعادة تشكيل معادلة الردع، إلى تعميق الانقسامات السياسية وإعادة ترتيب المواقف الإقليمية والدولية، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الصراع، قد تحمل معها فرصًا وتحديات تتطلب حكمة سياسية وقرارات جريئة لتجنب المزيد من التصعيد.

اترك تعليقا