العدوان قد أنهاه ترامب .. وعباس يريد له أن يدوم
- سمير قطيشات
- 15 يناير، 2025
- المحطة الرئيسية, محطة المقالات
- 0 Comments
السكة – عبدالله شقير رئيس التحرير
بعد مرور أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما تسبب فيه هذا العدوان من دمار وقتل وتشريد وإبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج بدأت تتوالى منذ أيام أخبارٌ من هنا وهناك تلوّح باقتراب وقف العدوان الهمجي الذي لم ينقطع منذ أكثر من خمسة عشر شهرا ، وأدى إلى ارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء وسقوط عشرات الآلاف من الجرحى وخلّف آلافا من المفقودين لم يتسنّ أن تُحصى أعدادهم ، وما تبع هذه الحرب غير المتكافئة من دمار شامل لكل المنشآت في غزة ولكل مؤسساتها الصحية والتعليمية والزراعية والبنية التحتية بأكملها .
الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام والمحطات الإخبارية المتنوعة كانت تميل إلى بيان الدور الذي قام به الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في إيقاف هذه الحرب التي تعنت منذ بدايتها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وأوقف على مدى أكثر من عام كل مساعي التهدئة ، وعطّل كل جهد مبذول لوقف إطلاق النار ، وقوّض مرارا كل المفاوضات التي خاضتها حماس – بمن معها من وسطاء من مصر و قطر – مع الجانب الإسرائيلي ، حيث عرقل نتنياهو مرات عديدة هذه المفاوضات ، وألصق التعنت بحماس وقادتها كذبا منه وتزييفا للحقائق التي طالما زيفها الإعلام الإسرائيلي ونتنياهو نفسه.
وفي الوقت الذي أسهم فيه ترامب بوقف هذا العدوان وتبادل الأسرى – الذي فيما يبدو أنه قد أصدر أمرا بوقفه رغم أنف نتنياهو ورغم أنف إسرائيل بعد أن مارس ضغوطا على نتنياهو جعلته يوافق على مضض وقف هذه الحرب وقبول مقترح وقف إطلاق النار – نجد السلطة الفلسطينية ذات الطابع الصهيوني تشعر بالغضب والامتعاض من هذا الاتفاق ، واندفع رجال السلطة الفلسطينية ومن والاهم ببث مشاعر الغضب وعدم الرضى بهذا الاتفاق الذي يحمل في طياته نصرا للمقاومة التي لم تستسلم أبدا برغم القتل والموت البطيء الذي ألمّ بالجرحى ، وبرغم الألم والجوع والعطش والحرمان من الغذاء والماء والدواء ، فهو نصر حقق أهدافه ومنع نتنياهو وجنوده وكل ما ملك من سلاح وعتاد وبطش وقوة من تحقيق هدف واحد كان قد أعلن عنه منذ بداية الحرب ، نصر فجر الغضب في السلطة المدعوة بالسلطة الفلسطينية زورا وتدليسا وضحكا على الذقون ، والتي لازالت تكذب على لحانا منذ أوسلو ، فما هي والله بالممثل الشرعي للفلسطينيين ولا للقضية الفلسطينية التي كادت تموت على يديها وأيدي عملائها لولا شجاعة وبسالة المقاومة الفلسطينية في الضفة والقطاع ، والتي أبرزت القضية الفلسطينية إلى العالم كله مرة أخرى ، وتوشح أحرار الأرض من كل دين وملة بالوشاح الفلسطيني نصرة لهذه الفئة القليلة التي أثبتت للعالم بسالتها في المقاومة وكفرا منهم بالعدو المحتل الذي ثبت للقاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربها أنه محتل مغتصب للحق الفلسطيني .
لقد تربت السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها وشرطتها وتنسيقها الأمني في أكناف الصهيونية ، فنثر اليهود بين أقدامهم الدولارات وسجد لها عباس وقادته وجنوده لجمعها من بين أقدام الصهاينة بعد أن قبّلتها ولعقتها شفاه السلطة وألسنتُها ، واستمرأوها مذاقا وجدوه طيبا وذُلاً ارتضَوه لأنفسهم ، بل خسة مُقيتة وعمالة مُشينة وذِلة وعارا وخيانة ممتهنة ، ولعنة ستلاحق عباس وشرطته الدهر كله ، وستلعنهم بعدها الشعوب ، ويلعنهم التاريخ كله حتى قيام الساعة.