غزة تطارد بلينكن وصحفي أردني يصفه بالمجرم ومكانك لاهاي
- Alsekeh Editor
- 17 يناير، 2025
- المحطة الرئيسية, محطة عرب تكساس
- 0 Comments
السكة – محطة عرب تكساس
هاجم عدد من الصحفيين الذين ينتقدون صراحة الدعم الأمريكي لإسرائيل وزير الخارجية أنتوني بلينكن بشدة بسبب الحرب في غزة، وقاطعوا مؤتمره الصحفي مرارًا أثناء محاولته الدفاع عن أسلوب معالجته ومعالجة إدارة بايدن للصراع المستمر منذ 15 شهرًا.
وقاطع الصحفيون المؤتمر الصحفي الأخير لبلينكن، قبل ترك منصبه، ووصفوه بالمجرم، واتهموه أيضا بالصمت والتواطؤ على الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وبينما كان بلينكن يتحدث عن إنجازات إدارة بايدن بشأن الحرب على غزة، ويعرب عن سعادته بقرب عودة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة إلى ذويهم تتويجا لاتفاق وقف إطلاق النار، قاطعه صحفيون ووبخوه، وتعالت أصوات في قاعة المؤتمر، وسمع صوت أحد الصحفيين يُطرد من القاعة.
وقال أحد الصحفيين: “لماذا سمحت بقتل أصدقائي؟ كيف تشعر وأنت تعلم أن إرثك هو الإبادة الجماعية؟”، ورد بلينكن، بالقول: “سأكون سعيدا بالإجابة على أسئلتكم حين تحصلون على الفرصة.. سأجيب على كل أسئلتكم”.
ومع استمرار الجدال، اضطر رجال الأمن للتدخل، حيث أظهر مقطع فيديو منشور على منصة “إكس” لحظة إخراج أحد الصحفيين بالقوة. “لماذا واصلتم إلقاء القنابل عندما توصلنا إلى اتفاق في مايو؟” هكذا سأل ماكس بلومنثال، محرر موقع جراي زون، وهو موقع ينتقد بشدة العديد من جوانب السياسة الخارجية الأميركية، بلينكن، قبل أن يتم اصطحابه إلى الخارج.
وطلب بلينكين، الذي يغادر منصبه يوم الاثنين المقبل، الهدوء أثناء إلقائه تصريحاته، ثم أجاب في وقت لاحق على أسئلة الصحفيين.
كما وثق مقطع فيديو لحظة اعتقال رجال الأمن للصحفي الأردني المستقل سام الحسيني بعد سؤاله لبلينكن عن دفاعه عن جرائم الاحتلال في غزة.
وكان بلينكن يدلي بتعليقات في مؤتمره الصحفي عندما هتف الحسيني قائلاً: “مجرم! مكانك لاهاي”، في إشارة إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية في هولندا.
وأضاف الحسيني: “لقد قُتل 300 صحفي في غزة، وصمت العالم عن ذلك. لماذا أرسلت قنابل وأنت تعلم أنه كانت هناك اتفاقية لوقف إطلاق النار؟ لماذا تهين الديانة اليهودية من خلال دعمك للإبادة؟”.
وعندما قام رجال الأمن بإخراجه من القاعة قال الصحفي “جلست باحترام، ولكن الآن يتم الاعتداء عليّ. إذا كنتم تتحدثون عن حرية الصحافة، فأنا أطرح أسئلة لكن لا تسمحون لي”.
وأضاف مهاجما بلينكن “تسكتون على حرب الإبادة ومحو الناس من الوجود. أنت مجرم، لماذا لا تمثل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي؟”.
ولم ينته المشهد غير المعتاد في غرفة إحاطة وزارة الخارجية إلا عندما قام أفراد الأمن بحمل الحسيني بالقوة خارج الغرفة بينما استمر في إطلاق صيحاته ضد بلينكن.
مقاطعة المحتجين
وفي وقت سابق، قاطع عدد من المحتجين وزير الخارجية الأمريكي داخل قاعة المؤتمرات الصحفية بوزارة الخارجية، حيث نددوا بالسياسة الأمريكية في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في غزة، وخاصة بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين.
وتأتي هذه الواقعة بعد وقت قصير من مقاطعة عدد من المحتجين المؤيدين لفلسطين كلمة لبلينكن في واشنطن بعبارات “وزير الإبادة الجماعية” و”لن نسامحك”.
ووفقًا لوكالة “رويترز” فمن المرجح أن يحدد الهجوم الإسرائيلي على غزة إرث السياسة الخارجية لإدارة بايدن المنتهية ولايتها، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس أمس الأربعاء بشأن وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وواجه بلينكن انتقادات لتزويد إسرائيل بالأسلحة والدعم الدبلوماسي منذ بدء أحدث سفك للدماء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في 7 أكتوبر 2023.
وقد أسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة المحلية، كما أثار اتهامات بالإبادة الجماعية في قضية رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقد أدى الهجوم إلى نزوح ما يقرب من 2.3 مليون نسمة من سكان غزة، وأثار قلق أكبر هيئة مراقبة للجوع في العالم.
شتائم متكررة
لقد تعرض بلينكن لشتائم متكررة أثناء ظهوره في واشنطن منذ بدء الصراع في غزة. فقد خيم المتظاهرون خارج منزله في فرجينيا لعدة أشهر وألقوا مراراً وتكراراً طلاءً أحمر ـ يشبه الدم ـ على السيارات التي كانت تقل بلينكن وعائلته.
وعندما سُئل خلال المؤتمر الصحفي عما إذا كان سيغير أي شيء بشأن تعاملاته مع إسرائيل، قال بلينكن إن الحكومة الإسرائيلية نفذت سياسات “حظيت بدعم أساسي من أغلبية ساحقة من الإسرائيليين بعد صدمة السابع من أكتوبر”، وقال إن ذلك كان لابد أن يؤخذ في الاعتبار في الرد الأميركي.
وقال إن إدارة بايدن لم تتمكن من التوصل إلى قرارات نهائية بشأن حوادث فردية يمكن أن تشكل انتهاكات للقانون الدولي لأن حماس انغرست في السكان المدنيين.
وبعد أيام قليلة من هجوم “طوفان الأقصى” الذي نفذته المقاومة الفلسطينية، قال بلينكن خلال زيارته الأولى لإسرائيل إنه لم يأتِ إليها بوصفه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط، بل بصفته “يهوديا فرّ جده من القتل”.
وأجرى بلينكن منذ ذلك الوقت زيارات مكوكية إلى المنطقة، وكان منحازا ومتبنيا للسردية الإسرائيلية، ومتماهيا مع مواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومتجاهلا في الوقت نفسه حجم المأساة الإنسانية في قطاع غزة، إذ حمّل الفلسطينيين مسؤولية ما يجري.
وبدعم أميركي على المستويين السياسي والعسكري، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا غير مسبوقة على قطاع غزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.