السكة – محطة الجاليات العربية
تواجه المطارات الأميركية أزمة غير مسبوقة منذ الأربعاء الماضي، مع تفاقم نقص موظفي أبراج مراقبة الحركة الجوية نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي الذي دخل أسبوعه الثاني، ما أدى إلى توقف أكثر من 53% من الرحلات الجوية وإغلاق عدد من الأبراج بشكل كامل.
وبحسب صحيفة نيويورك بوست، شهدت مطارات رئيسية في البلاد تغيباً واسعاً للعاملين خلال الأيام الأخيرة، وسط مخاوف من مزيد من الاضطراب في حركة السفر الجوي. ودفع هذا الوضع وزير النقل الأميركي شون دافي إلى مناشدة المراقبين الجويين العودة إلى العمل، رغم اعترافه بأنهم “غاضبون لأنهم لا يتقاضون رواتبهم” خلال فترة الإغلاق.
وأعلنت وزارة النقل الأميركية أن برنامج خدمات الطيران الأساسية (EAS)، الذي يموّل الرحلات إلى أكثر من 170 مطاراً صغيراً ونائياً، لا يملك سوى تمويل يكفي حتى يوم الأحد المقبل. وبعد ذلك، سيتوقف البرنامج عن تغطية تكاليف التشغيل، ما سيجبر تلك المطارات على الإغلاق التام ويعزل آلاف الأميركيين عن أماكن عملهم وخدماتهم الأساسية.
وقال الوزير دافي إن الإغلاق تسبب في ارتفاع كبير في تأخيرات الرحلات الجوية، موضحاً أن نحو 5% من حالات التأخير تعود مباشرة إلى نقص الموظفين في أبراج المراقبة.
من جهتها، طالبت مجموعة من شركات الطيران الكبرى إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بتحقيق “نجاحات سريعة” في مشروع تحديث نظام مراقبة الحركة الجوية بتكلفة تقديرية تبلغ 12.5 مليار دولار. وفي رسالة إلى وزير النقل، شدد كريس سونونو، الرئيس التنفيذي لشركة “أمريكان إيرلاينز”، على ضرورة تسريع تحديث المجال الجوي، وشراء أجهزة محاكاة جديدة لتدريب المراقبين، وتطوير شبكات الاتصالات والرادارات، مؤكداً أن هذه الإجراءات ستنعكس إيجاباً على المسافرين وقطاع الشحن.
كما حذّرت إدارة الطيران الفيدرالية من تأخيرات متزايدة في مطار ريغان الوطني بالعاصمة واشنطن، حيث بلغ متوسط التأخير 31 دقيقة. وشهدت مطارات أخرى – بينها بوسطن وشيكاغو وناشفيل وفيلادلفيا ولاس فيغاس وفينيكس وهيوستن – اضطرابات مماثلة منذ مطلع الأسبوع.
ووفق بيانات موقع FlightAware، تأخرت 160 رحلة في مطار واشنطن الدولي حتى مساء الأربعاء، في حين يواصل مراقبو الحركة الجوية العمل لليوم الثالث دون أجر. وأفادت الصحيفة أن حالات الغياب المرضي بين الموظفين ارتفعت بشكل ملحوظ، فيما حذّر المراقبون الغاضبون من أن سلامة المسافرين أصبحت مهددة في ظل استمرار الأزمة.
يُذكر أن الموظفين الفيدراليين المصنفين “أساسيين”، ومن بينهم مراقبو الحركة الجوية وموظفو أمن المطارات، يُلزمون بالعمل دون رواتب طوال فترة الإغلاق الحكومي، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق في الكونغرس لإعادة فتح مؤسسات الدولة

